إجراء دورتين في موسم واحد دون نتيجة والعجز يفوق 1000 مدرس في الرياضيات يعيش القائمون على الشأن التعليمي في المغرب، حيرة غير مسبوقة، بسبب النقص الحاد في أعداد الأساتذة، خاصة بعد تسقيف سن التوظيف وتحديده في 30 سنة، ما حرم الوزارة من فئة يمكن أن تملأ الفراغ الحاصل. ورغم أن التعليم حظي بقدر كبير من التخطيط والتفكير، منذ إطلاق الرؤية الإستراتيجية لإصلاح التعليم 2015 - 2030، والنموذج التنموي الجديد، والإصلاحات التي باشرتها الحكومة الحالية، إلا أن إشكالية الخصاص لم يتم تجاوزها، وما تزال تحير مسؤولي الوزارة. ولا يكمن الإشكال في المناصب المالية، أو عجز الحكومة عن توظيف الأساتذة، بل إن المشكل يكمن في غياب عرض يلائم حاجيات الوزارة، إذ تكرر سيناريو قطاع الصحة في التعليم، إذ أن الوزارة تبرمج مباريات توظيف ولا تستطيع تأمين حاجياتها. وعلى غير عادتها لجأت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، هذه السنة، إلى إجراء مباراة أولى، وبعد إعلان النتائج لم تصل الأكاديميات إلى العدد المطلوب، ما اضطرها إلى إعادة برمجة مباراة أخرى في فبراير الماضي لكن دون جدوى. ويعتبر تخصص الرياضيات من أهم التخصصات التي تعيش خصاصا حادا، والذي تجاوز العجز فيه 1000 أستاذ بعد إجراء مباراتين، إذ بعد إعلان نتائج المباراة الأولى تبين أن التخصص في حاجة إلى 1291 مدرسا في السلك الثانوي، وظل العجز بعد المباراة الثانية 1049 مدرسا. ولم يتمكن من النجاح سوى 242 مدرسا في المباراة الثانية. وتتربع أكاديمية الرباط سلا القنيطرة على قائمة الجهات التي تعاني الخصاص بما قدره 192 أستاذا، تليها مراكش آسفي بـ 163 مدرسا، ثم البيضاء سطات بـ 150 مدرسا، وطنجة تطون الحسيمة (122)، وفاس مكناس (116)، إضافة إلى بني ملال خنيفرة (113)، والشرق (64)، ودرعة تافيلات (61)، وسوس ماسة (35)، ثم كلميم واد نون (18)، والداخلة وادي الذهب (9)، وأخيرا العيون الساقية الحمراء (6). وليس تخصص الرياضيات الوحيد الذي يعاني العجز والخصاص، بل هناك تخصص الفرنسية أيضا الذي بلغ فيه الخصاص 942 مدرسا، حسب نتائج الدورة الأولى، الأمر نفسه بالنسبة إلى الأمازيغية التي تجاوز الخصاص في أساتذتها 122 مدرسا. عصام الناصيري