مزوار: الجزائر ترفض أن نكون شركاء

وجه صلاح الدين مزوار، رئيس حزب الأحرار رسائل سياسية واضحة إلى الجزائر، عندما حل أول أمس (السبت) بالداخلة على رأس وفد حكومي من حزبه وأعضاء مكتبه السياسي والمنسقين الجهويين.وقال مزوار "حينما يرفض الجيران أن يكونوا شركاء في بناء الحاضر والمستقبل، ويفضلون عكس ذلك أن يكونوا خصوما يجرون إلى الماضي، ويجتهدون ويعاندون من أجل إفراغ كل الجهود والطاقات في متاهة لا تنتهي، فإنهم يكبحون الاندفاع الطبيعي نحو التقدم، ونحو البحث، بكل بساطة، عن تحقيق التطلعات الطبيعية لكل إنسان، نحو حياة لائقة، نحو السعادة وراحة البال، وتحقيق الاحتياجات المادية والمعنوية، وبالتالي يغلقون منافذ الطريق نحو المستقبل، أو كذلك يعتقدون". وأضاف مزوار قائلا، "إنهم يفضلون المشاحنات والأزمات وتعقيد شروط الحياة. ويستمتعون بالألم، ويغتاضون لإشراقات الأمل، وحين تبحث عن السبب والهدف، لا شيء مجرد إرضاء أوهام العظمة والاستئساد في المنطقة. أوهام تنتمي إلى زمن تجاوزه العالم، ربما لأنه لم يصل بعد إلى مسامعهم أن الحرب الباردة قد انتهت منذ ربع قرن، وأن الصراعات الجهوية تركت مكانها للتكتلات والاندماجات التي هي مصدر القوة وإثبات الذات".وقال مزوار، حين يختار الجيران التفرقة بدل الاندماج، والصراع الهدام بدل التوافق البناء، وإذكاء الأحقاد بدل الوئام، والعداء بدل التعاون، فإنهم يطمحون لتحقيق كل ما ترفضه الشعوب. يحلمون بالبؤس والفقر والبطالة والمرض، وانسداد الأفق، وموت الأمل. وأضاف، وهم يفعلون ذلك، ويخططون للأسوأ، لا يتحرك لديهم ضمير، ولا يهمهم أن يخاطروا بمصير مواطنين بسطاء، لأن أول الضحايا هم البسطاء، يكفي أن ننظر من حولنا، ملايين اللاجئين والنازحين في البؤر المشتعلة، مواطنون كانوا يحيون آمنين، تقذف بهم الصراعات إلى أبشع المآسي، أسر تتفكك، وتتشرد، وتجوع وتبرد، وتبيع كل شيء من أجل رشفة حليب للأطفال، أو لقمة مذلة، أو دواء لا وجود له، أو غطاء بلاستيكي اتقاء المطر والثلج". وقال مزوار إن الذين يلوحون هذه الأيام بالسلاح يهددون أمن المنطقة ككل، ويعبرون عمليا عن الروح العدوانية، ويسعون إلى تخريب نعمة الاستقرار، وفتح باب جهنم على السكان الآمنين، حيث لا يمكن التكهن بحجم الضحايا ولا بشاعة المآسي. وأوضح ردا على هذه التهديدات، أن "المملكة المغربية لا تخشى أحداَ،وأن الذين يجيدون استخلاص الدروس وقراءتها، يدركون أن المملكة المغربية لم تهزها رياح الخصوم حتى حين تحالفوا مع دول وآبار بترول في ظروف صعبة بالأمس، فأحرى اليوم، وقد سارت بلادنا مسافة طويلة إلى الأمام، بشهادة العالم، في التنمية، وحقوق الإنسان والديمقراطية، وفي بناء أسباب المناعة والقوة، وفي الالتزام بسياسة متحضرة، سياسة اليد الممدودة، والمرونة، ورعاية الاستقرار". "هذه هموم الحاضر، كما يسعى الجيران إلى فرضها، ولكن هم أول من يعرف، أن حاضر المملكة المغربية لا يفرضه الجيران، بل تبنيه المملكة المغربية بإرادة ملكية صلبة، وبسواعد شعب عريق يشهد على شموخه التاريخ الطويل للمنطقة، ويبنيه انفتاح المغاربة على العصر وتفاعلهم مع المسار الطبيعي للبشرية وإصرارهم على التقدم، وهم يجتهدون في ذلك، يتحسرون على إخوة وأشقاء اختاروا الجمود والعيش في الماضي ومخاصمة منطق البشرية في السير نحو الأمام".وقال مزوار "إن منظومة الحكامة التي نشأت في الأقاليم الجنوبية، أصبحت تضر بمصالح الفئات الاجتماعية البسيطة، إذ أن الريع لم يترك مجالا لاستنبات الأنشطة الصغيرة والمتوسطة. الريع يخنق إمكانات المبادرة، خاصة في صفوف الشباب ذوي التكوين العالي، علما أنه في العالم كله، تكون المقاولة الصغرى والمتوسطة مصدر توفير فرص الشغل. وحين يكون الفضاء الاقتصادي محاصرا بالريع والاحتكار، تتراجع إمكانية إنشاء المقاولة وإنتاج الثروة، في واقع طبيعي موسوم بقلة الموارد، رغم الدعايات التي تستهدف التحريض عبر الإيهام بضخامة موارد المنطقة فيما تكذبها الأرقام".عبدالله الكوزي (موفد الصباح الى الداخلة)

مزوار: الجزائر ترفض أن نكون شركاء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إعادة الهيكلة تذكي الانشقاقات بأحزاب البيضاء

تخفيض حصة المغرب في الحج إلى 25 ألفا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات