الفرق الشعبية تسابق الضابطة القضائية لفك لغز مصرع بها

نسجت مخيلة البعض روايات مثيرة عن مصرع، عبد الله بها، وزير الدولة في حكومة بنكيران. ولم تبتعد تأويلات «فرق التحقيق الشعبية» عن مسرح الحادث وتوقيته، لكنها انزاحت بعيدا لتغلف الحادث بأسئلة تعيد إلى الأذهان منطق المؤامرة، الذي ما يزال مسيطرا على العقول، ويميل إلى التشكيك في الروايات الرسمية، والأبحاث العلمية ونجاعتها. المقربون من وزير الدولة الراحل، اكتفوا بذكر مناقبه، ولم يغوصوا في البحث عن أجوبة تنسجم مع تسييس الوفاة أو الاستفادة منها سياسيا، بقدر ما اكتفوا بالترحم على الفقيد وذكر مناقبه ومواقفه، وما كان يشكله من مكابح الرزانة والثبات داخل الحزب. بل حتى الخصوم السياسيون، تقاطروا لتقديم العزاء ولم يذكروا من الرجل إلا ما عرفوه عنه من خلال المخالطة والمعاشرة.الوكيل العام المشرف على الأبحاث، لم يدخل الحادث في خانة السرية، سيما أن الهالك، رجل دولة، ويهم المواطنين الاطلاع على أخباره وملابسات ما تعرض له في أمسية مظلمة بالقرب من المكان نفسه الذي لقي فيه أحمد الزايدي، القيادي الاتحادي، حتفه بسبب غرق سيارته تحت القنطرة. وخرج بلاغ الوكيل العام يعطي معلومات عن تأكيد واقعة حادث القطار، موضحا أن التحريات الأولية الجارية بشأن وفاة وزير الدولة عبد الله بها أفضت إلى أن الفقيد كان بصدد عبور خط السكة الحديدية مشيا أثناء مرور القطار رقم 45 المتجه نحو الرباط، وأن السائق استعمل الإشارات الضوئية والمنبه الصوتي لتحذير الفقيد، الذي حاول الرجوع إلى الخلف، غير أن القطار أدركه ورمى بجثته على بعد عدة أمتار من خط السكة الحديدية». وبتحليل البلاغ فإن الراحل انتبه إلى الخطر وحاول تجنبه، إلا أنه لم يفلح وأدركه الموت. في خضم تسلسل الأحداث والوقائع، ظهرت تفسيرات وتعليقات وتأويلات، بعضها يتساءل عن السبب الذي دفع الراحل إلى ترك سيارته مركونة والمجازفة بعبور السكة الحديدية في تلك الأمسية المظلمة والباردة، وآخرون ذهبوا إلى فرضيات لا تنسجم مع سيرة الهالك، فيما كانت أكثر التعليقات شعبوية وحيرة، تلك التي صدرت عن نائبة برلمانية من حزب المرحوم، والتي كشفتها في حسابها على «فيسبوك»، إذ روت والعهدة عليها أنها رأت في المنام وزير الدولة الراحل وقال لها: «إن القطار لم يدهسني». ولتأكيد الرؤيا ومنحها الشرعية، أضافت جملة قصيرة، رسالة إلى العارفين بتفسير الرؤى والأحلام والمهتمين بها، إن الحلم وقع قبل الفجر بقليل! رغم أن جل العلماء نفوا علاقة الحلم بالتوقيت، وهو ما ذهب إليه ابن أبي زيد القيرواني حين قال: ولا فرق في حكم العبارة بين رؤيا الليل والنهار، وكذا رؤيا النساء والرجال».لو أن البرلمانية حلمت قبل يوم الحادث، لكان ذلك أرحم ولجنبت وزير الدولة حادث القطار أو أي حادث آخر تعتقده، ولجنبت الكل أحزانهم عن فراق رجل من عيار بها.جميل أن يفسر الإنسان الظواهر والحوادث والأحداث، لكن الأجمل أن يبنيها على منطق سليم وأن لا يبحث من خلال ذلك عن فتنة، بأخبار قد تصيب الأقوام بجهالة...المصطفى صفر

الفرق الشعبية تسابق الضابطة القضائية لفك لغز مصرع بها

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المغرب يتقدم على أمريكا في مناهضة التعذيب

أستاذة تكتشف أنها عشيقة بعد سنوات من الزواج

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات