“الجنون” هي الميكروبات الموجودة في جسم الإنسان

أكد البروفسور إدريس الموساوي مدير مركز الأمراض النفسية بالمستشفى الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء،أن عجز الناس عن تفسير نوبات الصرع جعلهم يفترضون أن للأمر علاقة بالجن، في حين أن لهذه الحالة أسباب وراثية وأخرى عضوية مثل أورام الدماغ وداء السكري والتهاب السحايا. ما هي أسباب مرض الصرع ؟ مرض الصرع، قد يكون ناتجا عن مرض وراثي، إذ يمكن معاينة انتشار هذا المرض لدى عائلات دون أخرى، كما يمكن أن يعود لسبب عضوي، إذ هناك عدد من الأمراض العضوية التي تمس الدماغ وتؤدي إلى نوبات الصرع، مثلا ورم في الدماغ، الذي قد يسبب في أعراض أولية من قبيل سقوط المريض أو إغمائه، أو يشرع في إصابة رأسه بجروح، ويستمر هذا الوضع من خمس إلى 15 دقيقة.كما أن المصاب بداء السكري يمكن أن يعاني مرض الصرع، في حال هبوط حاد للسكر في الدم أو الشخص الذي أصيب وسط الجمجمة، أو المريض بالتهاب السحايا الناتج عن مرض السل. البعض يفسر مرض الصرع بوجود الجن، ما تعليقك؟ عندما يعجز الإنسان عن تفسير ظاهرة معينة، ومن بينها طبعا مرض الصرع، يحاولون ربط الأمر، بأشياء خارقة مثل الجن، فالقرآن لم يشر لا من بعيد ولا من قريب إلى أن المرضى بالصرع مصابون بمس من الجن، أو تحدث آية واحدة أن "الجن يسكن الإنسان".كما أن القرآن لم يصف لنا الجن سواء من حيث الشكل أو الطول أو أنها تحمل قرونا مخيفة وغيرها، بل وصفهم بكائنات نارية غير مرئية.وحسب اجتهادي، فإن ما يقول الناس أنه جن هو مجرد ميكروبات، فهناك ملايير المكروبات بداخل الإنسان وعلى جلده، حسب ما توصل إليه العلم، وهو رقم يتجاوز بكثير عدد الخلايا التي يتكون منها جسم الإنسان، وبطبيعة الحال، فهذه المكروبات تنقسم إلى نافعة وأخرى تتسبب في أمراض خطيرة مثل السل أو "تيفيويد"، وهو ما يتماشى مع تفسير بعض الذين يدعون أنهم قادرون على علاج المرض بالقرآن، عندما يتحدثون عن وجود جن طيب أو آخر شرير.خلال لقاء لي مع بعض علماء الدين، قدمت هذا التفسير، موضحا أن ما نسميه نحن بالجن هو في الحقيقة ميكروبات قد تكون ضارة أو نافعة، وهنا تدخل رجل دين سوري كان من بين الحضور، واعترف أن هذا الطرح يتوافق مع واقعة للرسول (ص) عندما أمر أحد الصحابة بوضع غطاء على آنية بها ماء حتى لا يدخلها جن.كما أشير إلى نقطة مهمة جدا، وهي أن كبار العلماء المسلمين من قبيل الرازي وابن سينا وابن رشد وابن زهر، وهم علماء خلفوا آثارا واضحة في علم الطب إلى يومنا هذا، لا نجد في مؤلفاتهم إشارة واحدة لتفسير مرض ما إلى الجن، بل نجدهم يقدمون تحليلا علميا للمرض ويصفون طريقة العلاج بشكل علمي. كيف تفسر الطقوس الغريبة التي يقوم بها زوار ضريح "بويا عمر" ؟ في البداية أود أن أشير إلى واقعتين عشتهما مع مريضين، الأول كان يتوهم أن الجن يحدثه، إذ يسمع أصواتا غريبة ويقول إنه يشاركه الحديث، لكن لما وصفت له دواء خاصا بهذه الحالة المرضية، اختفت تلك الأصوات حسب قوله. الواقعة الثانية لمريضة كنت أشرف على علاجها أقنعتها أسرتها بزيارة ضريح "بويا عمر"، فاشترط عليها المشرفون على الضريح وقف تناول الأدوية التي وصفتها لها مقابل علاجها بطريقتهم الخاصة، فكادت المريضة أن تلقى حفتها لمناسبتين ،الأولى لما سقطت مغمى عليها وسط نار أوقدها المشرفون على الضريح لممارسة طقوسهم، والثانية في قناة للمياه، لما أنقذت من الغرق في آخر لحظة.أما بخصوص الأمور التي يقوم بها مريدو الضريح، من قبيل شرب الماء الساخن والسير فوق النار وغيرها، يمكن تفسيرها علميا، دون إلصاقها بالجن، إذ أن هؤلاء الأشخاص يكونون في حالة نفسية تجعلهم لا يشعرون بما يقومون به، كما أن حالتهم تشبه حالة السكران، الذي هو أيضا بسبب إفراطه في الخمر يمكنه أن يمشي فوق النار بشكل طبيعي. فكما قلت هذه الحالة، تعود إما لوضع نفسي أو لأسباب مادية منها الخمر أو المخدرات. ما رأيك حول الذين يدعون أنهم يعالجون مرضى الصرع بالقرآن؟ هناك حقيقة أن العديد من مرضي الصرع عولجوا بهذه الطريقة لقوا حتفهم وتعرضوا لإصابات بالغة، وهذا اعتبره إجراما في حق المرضى ويجب متابعة هؤلاء الدجالين قضائيا.قراءة القرآن على المريض شيء متميز، لأنها تقدم مواساة له وتخفف من حدة ألمه، لكن أن يدعي شخص أنه قادر على علاج هذه الحالة المرضية، والتي كما قلت، قد تعود لوجود ورم في الدماغ فهذا كذب، لسبب وجيه أنه لم يثبت أن للرسول الكريم قدرة على علاج المرض بقراءة القرآن عليه، بل ثبت أنه كان كلما اشتكى شخص من مرض ما يدعوه إلى التوجه إلى الطبيب العربي الشهير حارث بن كلذة، كما أن حديثا لعائشة رضي الله عنها، أكدت أن الرسول كان يتناول أزيد من 15 دواء مختلفا قبل وفاته.* مدير مركز الأمراض النفسية بالمستشفى الجامعي ابن رشد بالبيضاء أجرى الحوار: مصطفى لطفي

“الجنون” هي الميكروبات الموجودة في جسم الإنسان

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

سعيد ... قصة طالب تحول إلى فقيه

أرواح لإسقاط الإنسان... فخاخ الدجالين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات