الصدمات النفسية تسبب الدوخة

كشفت مريم أشباك، اختصاصية في العلاج الفيزيائي لأمراض الدوخة وفقدان التوازن، أهم أسباب الدوخة المتعلقة بأمراض الأذن الداخلية. وقالت أشباك في حوار أجرته معها "الصباح"، إن مرضى "منيير"، المسبب للدوخة الشديدة، يمكن أن يعيشوا حياتهم الطبيعية بنسبة 80 في المائة، إذا خضعوا لترويض طبي خاص، مع تناولهم الأدوية، مشددة على ضرورة الكشف المبكر من أجل تجنب المضاعفات الخطيرة للدوران. وفي ما يلي نص الحوار: يعاني الكثير من الأشخاص من الدوار، أو الدوخة، هل غالبا ما يكون الأمر ناتجا عن مرض معين؟ كثيرا ما تظهر لدى الأشخاص الذين يعانون الدوخة أعراض معينة، إذ يتصورون أن المكان الذي يوجدون فيه يتحرك ويدور، وأن رؤوسهم ثقيلة، وعند وجود البعض منهم في أمكان مرتفعة، تظهر الأعراض ذاتها بشكل مفاجئ، ففي هذه الحالة نكون أمام مرض يصيب العديد من المغاربة، له مضاعفات عديدة على صحتهم ، إذ يمكن أن يحرم المريض من عيش حياته بشكل عاد. ما هي أسباب المرض؟ في ما يتعلق بالأسباب المتعلقة بالدوخة، فيمكن أن تنتج عن مرض في الدماغ، وفي هذه الحالة يكون العلاج على يد متخصص في أمراض الرأس. من جهة أخرى، يمكن أن تكون أسباب مرتبطة بأمراض الأذن الداخلية، علما أن الأخيرة لها وظيفتان، الأولى، وهي السمع، فيما الوظيفة الثانية فتتجلى في توازن الجسم. وفي حال كانت الأذن الداخلية تعاني خللا، فسيسفر الأمر عن الشعور بالدوخة أو الدوران. ما هي طبيعة الأمراض المتعلقة بالأذن الداخلية والتي يمكن أن تسبب الشعور بالدوخة؟ نجد أن الأمراض المسببة الإحساس بالدوران، والتي تتعلق بالأذن الداخلية، كثيرة من بينها، خلل في "الحجيرات" التي تتجلى وظيفتها في مساعدة الإنسان على تحديد موقعه، إذ أن تحركها من موقعها وسقوطها، إما نتيجة مشكل في الهرمونات أو نقص في الكلسيوم، أو عامل الشيخوخة، أو ضرب الرأس بقوة كبيرة، سيشعر الشخص بدوار شديد في كل مرة يحرك فيها رأسه. وفي هذه الحالة، سيما إذا كان الدوار يتكرر بشكل كبير، تتغير حياة المريض، ويصير مثل الرجل الآلي، يجد صعوبة في تحريك عنقه أو رأسه بشكل عاد. من جهة أخرى، نجد أن مشكلا أخرى، بالأذن الداخلية، يسبب الدوار أيضا، ويتعلق الأمر بمرض "منيير" وهو يحمل اسم مكتشفه، الذي اكتشفه سنة 1861. ما هي الفئات المعنية بالدوخة المتعلقة مرض "منيير"؟ غالبا ما يصيب المرض الأشخاص الذي يعانون ضغوطات في حياتهم اليومية، أو الذين عانوا صدمات نفسية ومشاكل اجتماعية، أو عاشوا تجربة فقدان شخص عزيز عليهم. هل لمرض منيير أعراض محددة بالإضافة إلى الإحساس بالدوار؟ المصابون بالمرض يمكن أن يعانوا أعراضا كثيرة، فبالإضافة إلى الدوار الشديد، يمكن أن يعانون ضعف السمع، والإحساس بأن الأذن مليئة بالماء، في الوقت الذي يمكن أن يستمر الدوران بين ساعتين إلى 12 ساعة، دون أن ننسى أن المريض قد يعاني مشكل الطنين في الأذن، الذي يفقد الشخص بسببه التركيز، إلى جانب عدم تحمل المريض الضوء والضجيج، وذلك نتيجة ارتفاع ضغط السائل الذي يوجد بالأذن الداخلية. خلال السنوات الأخيرة، أضحى العديد من مرضى الدوخة يلجؤون إلى الترويض من أجل العلاج، هل هذه الطريقة تعالج كل أنواع "الدوخة" المتعلقة بأمراض الأذن الداخلية؟ بالنسبة إلى علاج المرض المتعلقة أسبابه بـ"الحجيرات"، فيمكن للاختصاصي في العلاج الفيزيائي، التخلص منها بكل سهولة. ومن جهة أخرى، فعلاج مرض "منيير"، يحتاج، وبالإضافة إلى تناول الأدوية، إلى ترويض طبي على يد اختصاصي. إذ يعمل الأخير على إعادة نشاط الوريد المسؤول عن توازن الجسم، ذلك أن عجزه عن أداء وظيفته يسبب الدوار. وهذه العملية تحتاج إلى تمارين مكثفة للعينين والرجلين والعنق، باعتبار أنه عند حدوث أي خلل في الوريد، يتدخل الدماغ، ليشغل تلك الأعضاء من أجل خلق التوازن للجسم، وهذا ما يفسر استعمال المريض عينيه بشكل كبير. وخلال التمارين يتم تغطية العين مع تقييد الرجلين، حتى نتمكن من إعادة الوريد إلى عمله ووظيفته الطبيعية. صحيح أن الحصص الأولى تكون صعبة، باعتبار أن الاختصاصي يضع المريض في جو يثير لديه الإحساس بالدوران، إلا أن الوضع يتغير في ما بعض، وتصير التمارين أقل صعوبة. ما هي نسبة علاج مرض "منيير" بالاعتماد على الترويض الطبي؟ لا يمكن التأكيد أن نسبة العلاج تصل إلى 100 في المائة، إلا أنه انطلاقا من دراسة أجريتها، أثبتت أن 80 في المائة من المرضى يمكن أن يعيشوا حياتهم الطبيعية بعد تمارين الترويض الطبي، باعتبار أنه يصعب التأكيد أن الوريد يستطيع أداء وظيفته الطبيعية بنسبة 100 في المائة. بعد العلاج هل يمكن أن تعود أعراض الدوخة؟ لا يمكن توقع عدم عودة المرض بعض العلاج، سيما إذا تعلق الأمر بمرض"الحجيرات"، ولكن غالبا ما يصف الطبيب بعد العلاج أدوية تقلل نسبة عودة المرض، من قبيل الكالسيوم، فيتامين (د)، من أجل حماية "الحجيرات" من السقوط مرة أخرى. لكن يظل العلاج سهلا جدا في حال عاد المرض من جديد. وبالنسبة إلى مرض "منيير"، فالأمر يتوقف على المرحلة التي اكتشف فيها المرض، إذ أنه غالبا ما يعجز الاختصاصي على علاج المريض إذ اكتشف المرض في مرحلة متطورة، ويخضع المريض لعملية جراحية، فيحرم من حاسة السمع. من أجل ذلك أشدد على ضرورة الكشف المبكر، باعتبار أن ذلك يجنب المضاعفات الخطيرة للدوخة. أجرت الحوار: إيمان رضيف

الصدمات النفسية تسبب الدوخة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اعتقال معاق نشر صورا فاضحة لمهاجرة مغربية

أزمة الضمان الاجتماعي بين المغرب وهولندا متواصلة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات