تنقيط سيء في المهام الخارجية

دبلوماسية سمتها قلة الخبرة وإقصاء الخبراء بذريعة فشلهم في العودة إلى عضوية البرلمان تعاني الدبلوماسية البرلمانية المغربية عوائق كثيرة، بينها عدم تفعيل جمعيات الصداقة البرلمانية المغربية مع كافة برلمانات العالم، وغياب السياسة الاستباقية إلا من خلال استقبال رئيسي المجلسين بعض الوفود البرلمانية التي يتم معها توقيع اتفاقيات دون مواصلة العمل. وتفتقر الدبلوماسية المغربية، إلى قلة خبرة البعض وعدم استمرار بعض البرلمانيين الذين لديهم تكوين في هذا المجال، إذ لم يترشحوا للعودة مجددا إلى البرلمان، واستغلال البعض لفكرة الدبلوماسية البرلمانية لركوب الطائرات للسفر إلى الخارج قصد الاستجمام، وزيارة الأحباب وهذا أصبح سلوكا مدانا، فضحه زملاؤهم في العديد من الاجتماعات التي عقدت خاصة أثناء مناقشة ميزانية مجلسي النواب والمستشارين. وهناك عوائق تعرقل العمل الدبلوماسي البرلماني ترتبط أساسا بضعف مؤهلات البرلمانيين لغياب التكوين في هذا المجال، إذ وجب إلغاء فكرة التناوب على السفر، لأن البرلماني لا يسافر، بل يمارس دبلوماسية برلمانية تتطلب حضورا في الملتقى الذي سيشارك فيه، سواء في جلسات اللجان، أو الجلسة العامة، خاصة بلجان صياغة البيانات الختامية التي تقع فيها أمور كثيرة. وهذا كله لا ينفي وقوع تحول في مجالس الدبلوماسية البرلمانية، بعد حصول تنسيق بين مجلسي البرلمان، ووزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي، ما قد ينعش الملفات التي يجب أن يحملها معهم البرلمانيون وهم في سفر نحو دول العالم وفي كافة الملتقيات الدولية، كما يجب وضع شبكة تشبيك الأشغال مع برلمانيين سابقين استمروا في العمل الخارجي رفقة مؤسسات دولية يمكن استثمار علاقاتهم لأجل الدفاع عن المصالح العليا للوطن. وسيصبح من اللازم موافاة البرلمانيين بالملفات والمعلومات، بدل أن يلتمسوا من بعض الموظفين تهييء ملفات تصاغ بعيدا عن لغة التواصل والإقناع وعدم استعمال الخرائط لإثبات أن للمغرب حقا في صحرائه، كما جميع دول شمال إفريقيا وقرابة 80 دولة في العالم تتوفر على الصحراء، إلى جانب تضاريس أخرى مثل الجبال والسهول والبحار والأودية والأنهار، فهي تضاريس طبيعية لا يمكن منحها الجنسية حتى لا يطلب بتقرير مصيرها، وإلا أصبح كل إقليم في أي دولة في العالم مطلوب منه تقرير مصيره. وتفتقر الدبلوماسية البرلمانية إلى إستراتيجية واضحة تتكامل أهدافها السياسية والدبلوماسية مع الأهداف المسطرة التي تتغير بتغير الوضع الجيو إستراتيجي في المنطقة، ذلك أن حصيلة النشاط الدبلوماسي البرلماني تبين عدم الاهتمام بالعمل الاستباقي، إذ وجب وضع خطة واضحة تؤطر عمل المجلسين في مجال الدبلوماسية البرلمانية، عبر إعداد دليل البرلماني في المجال الدبلوماسي، يحدد المبادئ الكبرى، والغايات الأساسية منه، وكيفية الاشتغال عليه بشكل دوري مع تفعيل دور مجموعات الصداقة والتعاون البرلمانية عبر اعتماد معيار التخصص والتراكم في اختيار أعضاء الوفود الممثلة في المجلسين وربط حجم التمثيل بالفعالية والمردودية، عوض الاعتماد على سياسة " مولة نوبة" وهذا أكبر خطأ وقع فيه البرلمان المغربي. وعلى الوفود البرلمانية التي سافرت في إطار عمل دبلوماسي، صياغة تقرير دقيق حول ما جرى في الزيارة، وما تحقق، والعوائق التي حالت دون تحقيق نتائج كبيرة، والمخاطر المحدقة بالمغرب، توضع نسخة بمقر رئاسة البرلمان بالمجلسين، ونسخة أخرى بمقر وزارة الشؤون الخارجية، ويعقد إثرها اجتماع خاص لمراجعة الوضع القائم. وممكن للبرلمانيين المغاربة توزيع مطويات باللغة الإنجليزية الأكثر تداولا وهم بالمحافل الدولية، تتضمن كافة المعطيات وخريطة المغرب كاملة للدفاع عن وحدة تراب المغرب. وفعلا ظهر نوع من التحول الإيجابي في هذا الشأن ولو بشكل طفيف، وهذا يحسب لرئيسي مجلسي البرلمان والمسؤولين المهتمين بالشأن الدبلوماسي ككل، ويمكن تحقيق المزيد من النجاح عبر وضع ملفات خاصة بكل قطب من أقطاب العالم، حسب درجة القرب والبعد من دعم المغرب في كافة ملفاته، والعمل على تنويع الشراكات، وتشجيع البرلمانيين الكبار المساهمين في صناعة القرار السياسي باستدعائهم إلى المغرب وزيارة البرلمان، والمجالس المنتخبة بالأقاليم الصحراوية المغربية. أحمد الأرقام

تنقيط سيء في المهام الخارجية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

معاقبة وكالات تلاعبت في الحج

خير النصوص وشر النفوس

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات