المحترقون يبحثون عن الإثارة

أكد عبد الغني الخرشي أستاذ علم النفس الطبي، أن الشخص الذي يضرم النار في نفسه أو شخص آخر انتقاما منه أو بهدف تصفيته، يصطلح عليه علميا بـ « pyromane «، أي المهووس بإشعال الحرائق، مؤكدا أنه كما يوجد مهووسون بإشعال النار في أجسادهم أو في ضحاياهم ، هناك آخرون مصابون بهوس إشعال الحرائق كل صيف، في هكتارات عديدة من الغابات. وأكد أستاذ علم النفس الطبي، أن هناك ثلاثة أصناف من هؤلاء المرضي النفسيين، استنادا إلى أبحاث المعهد الطبي النفسي بباريس، الأول المصاب بهوس إشعال الحرائق الموسمية، الذي غالبا ما يقوم بهذا الفعل بدافع الانتقام، ويكون هذا الحريق عدوانيا، هدفه الرغبة في الانتقام من شخص اعتدى عليه. والثاني المصاب بهوس إشعال الحرائق من أجل المتعة، إذ يجد متعة في أن يرى النيران مشتعلة دون تفكير مسبق أو أن تكون له فكرة مناورة، وهو غالبا ما يكون شخصا بليدا.والثالث، وهو الخطير وهو المصاب بهوس إشعال الحرائق الشاذ، الذي نسمع عنه في الجرائد ووسائل الإعلام، وتكون له حساسية اتجاهها، فهو قريب من خلال بياناته الشخصية من السفاح أو القاتل بالتسلسل، واستشهد الخرشي في هذه الحالة، بواقعة تاريخية، وهي عندما أقدم قيصر روما «نيرون» الأبله على حرقها، ما تسبب في قتل آلاف من سكانها، وبعدها قتل والدته وزوجته وحارسه الخاص، قبل أن ينتحر. وحسب الخرشي فإن المصاب بهوس إشعال الحرائق، يعاني صعوبة في تدبير المشاعر، وأيضا له حب الإثارة، إذ نجده في طفولته غالبا لم تتح له فرصة للتعبير عن مشاعره سواء كانت فرحا أو غضبا، فظل يبحث عن وسيلة للإثارة والانتباه، مذكرا هنا بحالات الانتحار حرقا غير الناجحة التي يسعى أصحابها إلى إثارة الانتباه أو طلب المساعدة. كما أكد أستاذ علم النفس الطبي، أن هذا الصنف من المصاب بهوس إشعال الحرائق، قريب من الشاذ النفسي، الذي يعاني مشكلة دون أن يتحدث عنها، ثم يقع الحدث الذي يؤدي إلى الانتكاسة، ويدفعه إلى إشعال النار لإشباع حاجياته العاطفية، مشددا أن هناك أحداثا يومية لحالات تورط أناس في إشعال النار إلا أنها تكون خارج التغطية الصحافية، والدليل أن مصلحة الحروق بمستشفياتنا تعاني الاكتظاظ بالضحايا.وبخصوص طريقة التعامل مع المصاب بهوس إشعال الحرائق، أكد الخرشي، أن هناك ثلاث حالات في هذا الشأن، فهناك المصاب بهوس إشعال الحرائق الواعي بتصرفاته، والراغب في التغلب عليها والتغيير، وهذه الحالة مؤهلة للعلاج.وهناك حالة، يقول الخرشي، لا يمكن ضمان أي علاج لها، باعتبار أن أصحابها لا يعانون من سلوكاتهم الشاذة، بل يعترفون بذلك بدون حرج ولا يعانون من ندم أو معاقبة الضمير أو إحساس بعقدة الذنب.مصطفى لطفي

المحترقون يبحثون عن الإثارة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

النار لتصفية الحسابات الزوجية

إحراق الجسد... وسيلة جديدة للانتقام

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات