وزراء في مرمى نيران الصفقات
استفسارات عن ممارسات تخل بقواعد المنافسة من قبل شركة تهابها اللوائح السوداء
استفسر عبد الصمد حيكر، عضو مجموعة العدالة والتنمية، محمد عبد الجليل، وزير والنقل واللوجستيك، عن حيثيات الجدل الحاصل بخصوص ظروف وملابسات ظفر شركة واحدة بأغلب صفقات المكتب الوطني للمطارات، متسائلا عن الإجراءات المتخذة من قبل الوزارة الوصية من أجل التحقق من صحة تسريبات عن الإخلال بقواعد المنافسة وبالشفافية في الصفقات التي يعلن عنها المكتب، والتدابير المتخذة لأجل ضمان تصحيح الوضع المشار إليه.
وكشف حيكر إنه توصل بمعطيات من عدد من المقاولات تفيد بانعدام تكافؤ الفرص فيما بينها في إطار الصفقات التي يعلن عنها المكتب، موضحا أن شركة واحدة حظيت بمفردها بحوالي 30 صفقة في مختلف المهن والخدمات، بعد اعتماد نظام “الاستشارة” الذي يؤدي إلى إقصاء عدد من المقاولات لوضعه شروطا تستجيب لها شركة معينة ومعروفة.
لم يجد مسؤولون في مؤسسات عمومية، ردا على احتجاجات منافسين على نيل صفقاتها، ضد احتكار شركة واحدة أكثر من 90 في المائة من طلبات العروض، غير التلميح بأنها مفروضة من جهات لم يذكروها، وأنه يصعب عليهم إدراجها ضمن لوائح الشركات المقصية، رغم تسجيل أخطاء جسيمة في حقها.
وكشفت مصادر “الصباح” أن الشركات العادية يتم التشطيب عليها من الصفقات الموالية لمجرد وقوع خطأ بسيط، في حين أن شركة محظوظة تحتكر صفقات مؤسسات عمومية إستراتيجية، من قبيل مكتب مطارات المغرب وقطاع الماء التابع للمكتب الوطني للماء والكهرباء، تتمتع بحصانة ضد كل أنواع المحاسبة بما في ذلك إمكانية وضعها في اللوائح السوداء للصفقات العمومية.
ولم تقف تداعيات اختلالات مرصودة في صفقات المكتب المذكور عند حدود تنقيلات محدودة الأثر في صفوف مديري بعض الأقطاب وإقامة مجالس تأديبية قدمت تقنيين كبش فداء للتغطية على أخطاء جسيمة تلاحق شركات مناولة، إذ باتت الإدارة العامة للمكتب محاصرة بمطلب وضع لائحة سوداء لشركات الاحتكار التي حافظت على مشاريعها و أبقت على حظوظ عودتها إلى المنافسة من جديد، لكن رغم ذلك بقيت الشركة المعنية محصنة ضد كل محاسبة وتواصل احتكار الصفقات.
وتوصلت إدارة المكتب الوطني للمطارات بشكايات من شركات توالى مسلسل إقصائها من طلبات العروض المعلن عنها في عدد من مطارات المملكة، تطالب بالإنصاف والمنافسة الشريفة والشفافية، وإنهاء فترة الاحتكار، ضاربة المثال على ذلك بالشركة المذكورة التي تجاوزت حصتها عتبة 30 صفقة في جميع التخصصات.
وحصدت الشركة، التي تسببت في تنقيل مدير قطب الصيانة ومعاقبة رئيس قسم و مستخدم، صفقات في جميع المجالات، بدءا بمعالجة الأمتعة مرورا بالنظافة وصولا إلى خدمات الصيانات التقنية المعقدة، وكانت موضوع طلبات إجراء افتحاص لمساطر صفقاتها لكن دون جدوى، بالنظر إلى مستوى الحماية التي يتمتع بها أصحابها.
وأكدت وثائق عشرات الصفقات الممنوحة للشركة المذكورة التي شملت كذلك صفقات التزويد بالمحولات الكهربائية وصيانتها، ودراسات شركات منافسة، أن تلك الصفقات كبدت المكتب خسائر كبيرة، بالنظر إلى وجود فوارق مهمة بين المبالغ المدفوعة والتقديرات الأولية، تصل أحيانا إلى 20 في المائة.
ي . ق