متحرش يتذرع بالمرض لتبرير سلوكاته

ضبط متلبسا داخل حافلة واعترف بعد تهديده بالكاميرا غصت قاعة الجلسات بالقطب الجنحي بابتدائية الجديدة، عصر الأربعاء الماضي، بمن جاؤوا لمتابعة مجموعة من القضايا الجاهزة، ولعل أبرزها محاكمة المؤثر الشهير" البورقادي". ولأن هذه القضية لاح منذ البداية أنها ستستغرق وقتا مطولا في مناقشتها، فإنه جرى الاتفاق بين هيأة الحكم والدفاع على تسبيق قضايا أخرى، نظم فيها الامتياز بين المحامين، حسب أقدميتهم. وفي لحظة نودي على شاب في عقده الثالث وعلى امرأة خمسينية بصفتها ضحية، وساد الاعتقاد أن الأمر يتعلق بقريب لها، لعلها اشتكته بسبب تعنيفه لها، أو بسبب يتعلق باعتراض سبيلها، لكن الأمر لم يكن كذلك، فهو يتعلق بمتحرش دأب على اقتناص متعته الجنسية بالاحتكاك بالنساء في خطوط النقل الحضري، الرابطة بين الجديدة وأزمور. تنوعت القضايا بهذه الجلسة، التي دامت في مجملها قرابة أربع ساعات، وكان معظم الماثلين فيها في حالة اعتقال، فبعد أن طاف رجل أمن على القاعة، طالبا الحاضرين باستعمال تطبيق "الطيارة" على هواتفهم احتراما لآداب الجلسات، كانت امرأة يظهر أنها تتحدر من ضواحي الجديدة، تركت جرس هاتفها مشغلا، فأخرجها على الفور رئيس الهيأة، وهو القرار نفسه الذي اتخذ في حق امرأة أخرى حضرت مع طفلها الصغير، الذي ملأ القاعة بكاء. كانت القضايا مثيرة، ومنها قضية سوري مثل في حالة اعتقال، يعمل "حلواني" بحي السلام بالجديدة، تحولت مشاجرته مع سوري آخر له يحترف المهنة نفسها، إلى توجيه ضربة له بقطعة حديدية على كتفه، خاطبه القاضي " أنت متهم باستعمال السلاح الأبيض"، فرد السوري منبهرا" لم أضربه ببندقية" فشرح له القاضي أنه في المغرب كل أداة "راضة" تعتبر سلاحا أبيض، وليس بالضرورة أن تكون بندقية. ومن بين القضايا كذلك المتعلقة بالبيع والشراء في ناقلات مستقدمة من الخارج بأوراق غير حقيقية، انتصبت فيها إدارة الجمارك طرفا مدنيا، إعمالا للمادة 181 من مدونة الجمارك، بينما اعتبرت 10 قضايا غير جاهزة، التمس فيها الدفاع مهلة للاطلاع عليها ، وتحديد المطالب المدنية. "تلاصقتي معاها ولا نرجعو للكاميرا" بعد ذلك نودي على شاب ثلاثيني يظهر أنه يعيش هشاشة واضحة، تأكد القاضي أنه عازب ودون سوابق قضائية، أطلعه أنه متابع من قبل وكيل الملك بالتحرش الجنسي بامرأة، وهي من قدمت في حقه شكاية بالاحتكاك بها في حافلة لنقل حضري، كانت تؤمن رحلة بين أزمور والجديدة. بعدها نادى على صاحبة الشكاية، فتقدمت تسرع الخطى ووقفت بجانب خصمها القصير القامة، توجه القاضي للمتهم بسؤال" هل تحرشت بالضحية؟" رد بتثاقل " لا سيدي، فقط اتهام باطل من لدن المشتكية". التفت القاضي وجهة شاشة المحاكمة عن بعد، وأشار إليها بأصبعه وخاطبه" قول لنا الحقيقة وإلا سنطلع على كل التفاصيل التي وثقتها كاميرا الحافلة"، في هذه الأثناء طأطأ المتهم رأسه ولم يجد بدا من الإجابة" فعاد القاضي يسأله " جاوبني واش تلاصقتي معاها " فرد المتحرش، "بوانتيت عليها ولكن هي صرفقتني". توجه القاضي بالسؤال إلى الضحية التي أكدت " فعلا سيدي، التصق بي وكاميرا الحافلة وثقت كل شيء"، قبل أن تمده بتنازل مصادق عليه. أنا مريض لما ارتفع صراخ الضحية يوم الواقعة، وتحلق حولها راكبون في الحافلة مسرح الاحتكاك، الذي تدخل الأمن ليلقي القبض على المتهم، وردت إفادات بشأنه أنه دأب على ركوب "الطوبيسات" الرابطة بين الجديدة وأزمور، لأنها عادة تكون مليئة عن آخرها بالركاب، وهناك يقتنص متعته الجنسية بالاحتكاك بالنساء، لكن ليس كل مرة تسلم الجرة، ولما سأله القاضي " لماذا ابتليت بهذه العادة السيئة؟" أجابه " أنا مريض، لدي مشاكل نفسية سيدي"، فرد عليه القاضي " إلا مريض في راسك سير تعالج ماشي تحرش بالعيالات في الطوبيس". المداولة والنطق بالحكم ساد الاعتقاد أن اعتراف المتهم أمام المحكمة بمرضه والتنازل عن متابعته من طرف الضحية، التي قالت أمام المحكمة إنها كانت تود أن تؤدبه حتى يتخلى عن عادة الاحتكاك بالنساء في الحافلات والأماكن العامة، سينال حكما مخففا أقصاه الإدانة بالموقوف التنفيذ، لكن بعد المداولة اقتنعت هيأة الحكم بأن ما أتاه من أفعال بندرج ضمن مقتضيات الفصل الذي يعاقب على التحرش الجنسي، الذي تصل فيه العقوبة سنة وأكثر، وبعد الأخذ بانعدام سوابقه ومرضه، اقتنعت بالمنسوب إليه وعاقبته بستة أشهر حبسا نافذا. عبدالله غيتومي (الجديدة)

متحرش يتذرع بالمرض لتبرير سلوكاته

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ثلاث سنوات لسمسار محاكم بإنزكان

عـودة الـروح!

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات