والي الجهة مطالب بالتحرك لإيقاف السطو عليه واستغلاله سياسيا وتجاريا هل سيغادر فريد شوراق والي جهة مراكش آسفي عامل عمالة مراكش، مكاتبه، لمعاينة احتلال الملك العمومي بعاصمة النخيل وتحريره؟ ذلك هو السؤال الذي يطرحه العديد من المتتبعين للشأن المحلي ومعهم آلاف السكان بالمدينة الحمراء، ممن ضاقوا ذرعا بمظاهر احتلال الملك العمومي والإجهاز عليه بمختلف أحياء المدينة، من قبل جهات نافذة، اتخذت من الملك العمومي، مصدرا للاغتناء الفاحش، وبدعم من جهات خفية، تقول المصادر نفسها. وحسب العديد من المواطنين من تحدثوا إلى "الصباح"، فإن ملف احتلال الملك العمومي والسطو عليه بطريقة فاضحة، ظل واحدا من الملفات المسكوت عنها بمراكش، بل يتخذه البعض اليوم أداة انتخابية لجلب الأصوات، خلال كل استحقاق انتخابي، في حين يؤكد آخرون أن جهات نافذة، تتستر على مافيا احتلال الملك العمومي، الذي يدر على أصحابه مئات الملايين سنويا. وأوضحت مصادر "الصباح"، أن محلات تجارية لا تتعدى مساحة الواحد منها تسعة أمتار تحتل أزيد من 20 مترا بأحياء وشوارع راقية، فضلا عن استغلال ممرات الراجلين من قبل مقاه ومطاعم خمس نجوم. وتضيف المصادر نفسها، أن أحياء المسيرة مثلا التي تعج بالحركة التجارية، تشكل نموذجا فاضحا لاحتلال الملك العمومي من قبل تجار نافذين، إذ يستغلون مساحات مهمة من الملك الجماعي، وممرات الراجلين لتفويتها بمقابل يومي "للفراشة"، دون أن تتحرك السلطات المحلية، التي استسلمت لمافيا تقف وراء عمليات احتلال الملك العمومي. وحسب المعطيات المتوفرة، فإن بعض التجار يجنون من عملية استغلال الملك العمومي مبالغ مالية باهظة، إذ أن تاجرا واحدا مثلا، إذا كان يملك ثلاثة محلات تجارية بأحد شوارع أحياء المسيرة، يجني ستمائة درهم يوميا عن تفويت ممرات الراجلين للفراشة، أي تسعة آلاف درهم شهريا، تؤكد المصادر ذاتها، فضلا عن عائدات المحلات التجارية. وخلصت المصادر نفسها إلى أن السلطات المحلية عاجزة عن تحرير الملك العمومي المستغل من قبل التجار، وكذا تحرير ممرات الراجلين التي تم السطو عليها، على اعتبار أن جهات نافذة، تدفع في اتجاه ترك الوضع على ما هو عليه. وأكدت مصادر "الصباح"، أن المصالح الجماعية كان بإمكانها تحقيق مداخيل بالملايير، عن احتلال الملك العمومي وتقنينه، من خلال إجبار أصحاب المحلات التجارية على احترام مساحة الاستغلال وأداء المستحقات الجماعية، وفقا للقرار الجبائي. فهل سيحرك والي جهة مراكش آسفي، المياه الراكدة لاحتلال الملك العمومي؟ سؤال ستجيب عنه الأيام المقبلة. محمد العوال (موفد الصباح إلى مراكش)