شريط المخرج الأمريكي ألكسندر باين يؤثث «العروض الاحتفالية» بمراكش تواصلت مساء أول أمس (الخميس) عروض الأفلام الاحتفالية ضمن فعاليات الدورة العشرين للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، بتقديم شريط "عطلة الشتاء" للمخرج الأمريكي ألكسندر باين. وعلى امتداد ساعتين و13 دقيقة سافر جمهور المهرجان الذي حضر عرض الفيلم بحضور مخرجه، في لحظة مميزة أظهر فيها ألكسندر باين، حنكته في إدارة قصة الفيلم التي قال، خلال تقديمها إنه استوحى جوهرها من الكاتب العالمي مارسيل بانيول، قبل أن يعهد بها إلى سيناريست متمرس هو ديفيد هيمينكسون، الذي تولى صياغة السيناريو تحت إشراف المخرج. وتعود أحداث شريط "عطلة الشتاء" إلى مطلع سبعينات القرن الماضي، التي برع باين في الاهتمام بتفاصيل الحياة اليومية فيها من حيث الديكورات والملابس والأجواء العامة لتلك الحقبة التاريخية، إذ لم يترك فيها شيئا للصدفة أو أخطاء التفاصيل. من خلال قصة الشريط يضطر "بول هونهام" أستاذ التاريخ القديم الفظ وغير المحبوب في إحدى الجامعات الأمريكية المرموقة، للبقاء في الحرم الجامعي خلال عطلة عيد الميلاد برفقة الطلبة الذين لم يستطيعوا السفر للاحتفال مع عائلاتهم. ويتعرف بول على الطالب المتميز والمضطرب "أنغوس"، وعلى رئيسة الطهاة "ماري" التي فقدت ابنها الشاب في فيتنام. وهكذا يلتقي ثلاثة أشخاص يسكنهم الحزن سيشكلون عائلة غير متوقعة. وتتحرك وتيرة الأحداث على إيقاع سبعيني، تتقاطع فيها حوارات عميقة، وتتخللها لحظات كوميدية بطلها "هونهام" الذي يخفي وراء مظهر الأستاذ الصارم والفظ، شخصية ساخرة ومتهكمة إلى أبعد الحدود، إضافة إلى توظيف ثقافته التاريخية العميقة في الحوارات التي تتخلل الفيلم. كما يعكس فيلم "عطلة الشتاء" جوانب من التنوع الثقافي والإثني الذي يميز الولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى فترات يتداخل فيها هذا التنوع، بشكل أغنى الحبكة وسير الأحداث في اتجاه خلق شخصيات تعيش ثقل انتمائها ووزر ماضيها. "هونهام" الأستاذ المثقف والساخر الذي فضل العيش عازبا ويعتبر نفسه لا يصلح للحب أو الزواج، و"ماري" ذات الأصول الإفريقية التي ظلت تعيش على وطأة فقدان الزوج وهو في ريعان شبابه، تاركا إياها حاملا بجنينها، الذي سيغدو شابا فيفقد حياته، يتركانها عرضة للأحزان التي تتنازعها. شريط "عطلة الشتاء" من تشخيص كل من بول جياماتي، ودافين جوي راندولف، ودومينيك سيسا، وكاري بريستون، فيما وضع الموسيقى الخاصة به مارك أورتن. عزيز المجدوب (موفد "الصباح" إلى مراكش)