صوت العقل يغيب عن انتخابات نادي القضاة

قبل ثلاث سنوات، عقد الجمع العام التأسيسي الأول لمولود جديد داخل الساحة القضائية، أطلق عليه اسم نادي قضاة المغرب. لم تكن الولادة سهلة منذ البداية سواء في العالم الافتراضي، أو في العلن وشهدت ثلاث سنوات السابقة من عمر النادي حركية حقيقية داخل المشهد القضائي، خاصة بعد سماح دستور 2011 للقضاة بتأسيس جمعياتهم المهنية. وبغض النظر عن السلبيات في تدبير بعض الملفات والتي كانت مثار خلاف بين قضاة النادي أنفسهم دفعت في مرات عدة إلى حد التهديد بالاستقالة، إلا أنه سرعان ما كانت الأمور تعود إلى طبيعتها لإيمان قضاة النادي برسالة التغيير التي حملوها، فإنه لا يمكن لأي أحد أن ينكر الدور الإيجابي الذي لعبه النادي في عدد من المحطات المفصلية.الصورة الإيجابية عن اللحمة بين قضاة النادي لم تدم طويلا، إذ بمجرد انعقاد الجمع العام الثاني نهاية الأسبوع الماضي، تأكد بما لا يدع مجالا للشك أن هناك خلافات جوهرية بين أعضاء النادي، فمنذ الجلسة الافتتاحية التي لم يحضرها إلا عدد قليل من القضاة، والتي بررت ساعتها بأن هناك العديد منهم ما زالوا في الطريق، إلى غاية انتهاء أشغال الجمع العام، ساد جو من التوتر.نادي قضاة المغرب الذي طالما أكد أنه الأكثر تمثيلية بالنسبة إلى قضاة المغرب معللا ذلك بعدد المنخرطين، أكد رئيسه السابق ياسين مخلي أن عدد المنخرطين هو 1520 ما يعني أن النصاب القانوني هو 761، لم يحضر منها إلا 520 ليطرح مشكل النصاب القانوني بين من يطالب بتأجيل الجمع العام، ومن يعتبر أن الجمع العام سيد نفسه ويمكن أن يتخذ القرار، ليتم الاحتكام إلى الرأي الثاني وسط غضب عدد من القضاة الذين فضلوا الانسحاب، والذين يمثلون التيار المنافس، ولم يبق إلا 343 صوتا انتخب في الساعة الثانية من صباح أمس (الأحد) عبد اللطيف الشنتوف رئيسا للنادي ب296 صوتا. الصراع الخفي بين قضاة النادي والذي يتمركز جوهره في صراع الشمال والجنوب بين القضاة، أكد أنه حينما يغيب صوت العقل تفسد الإرادات، وعندما تبدأ الصراعات حول المناصب تغيب المصلحة العامة. ماذا كان سيتغير لو أن الجمع العام أجل حسب القانون الأساسي للنادي؟ ما هي الضرورة القصوى التي دفعت بالمؤتمرين إلى اتخاذ قرار «الجمع العام سيد نفسه» هل كان هناك تخوف من جهة ما؟ ماذا جناه النادي الذي طالما حمل شعار الديمقراطية والتغيير والتي ترجمها رئيسه السابق بعدم الترشح لولاية ثانية، بخلق مثل هذه الخلافات؟ هل سيستطيع الرئيس الجديد رأب الصدع مع الغاضبين؟ وبشأن الطرف الغاضب الذي انسحب على دفعات، ماهي السيناريوهات المحتملة التي يمكن أن يتخذها؟ هل سيقبلون بالأمر الواقع أم أنهم حسب ما تدوول سيعملون على الطعن في الجمع العام، أو الدعوة إلى جمع عام ثان؟ وغيرها من السيناريوهات التي لن تفيد النادي في شيء وإنما ستعمق الجراح بين قضاة رفعوا في الأمس القريب مباشرة بعد عقد جمعهم شعار «بداية التأريخ لمرحلة جديدة تشكل القطيعة مع مرحلة سابقة، أقل ما يقال عنها إنها اتسمت بالتضييق على حرية تعبير القضاة ومصادرة حقهم في التنظيم والتأطير».فهل سيعيد التاريخ نفسه ويخرج ناديا آخر من رحم الأول بعد شعور القضاة الغاضبين بمصادرة حقهم في الانتخاب، والتعبير عن الاختلالات التي ينسبونها إلى النادي في مسيرة الثلاث سنوات الماضية؟كريمة مصلي

صوت العقل يغيب عن انتخابات نادي القضاة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حرب الأرقام تندلع بين الحكومة والمعارضة

اعتقال متورطين في تصوير خليجيين عراة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات