احتجاز عجوز عشر سنوات بمكناس

الجاني عامل بناء استولى على ممتلكاتها والضحية وضعت تحت الرعاية الطبية استنفرت المصالح الأمنية بمدينة مكناس، مساء الجمعة الماضي، عناصرها لإيقاف شخص من ذوي السوابق القضائية متهم باحتجاز امرأة عجوز، تبلغ من العمر زهاء 86 سنة، لمدة قاربت عشر سنوات بحي برج مولاي عمر بمدينة مكناس. ووفق معلومات حصلت عليها «الصباح»، فإن الحي المشار إليه شهد توافد مجموعة من المسؤولين الأمنيين وضباط الشرطة القضائية من أجل التحري حول بلاغ تقدمت به جمعية محلية تسمى «جمعية مبادرات النهوض بحقوق المرأة بالمدينة الإسماعيلية»، التي نقلت عن بعض سكان حي برج مولاي عمر، أن شخصا يحتجز امرأة طاعنة في السن في منزله الكائن ببلوك C لمدة طويلة ناهزت عشر سنوات.وبعد مداهمة المنزل المذكور عثرت المصالح الأمنية على المرأة المحتجزة البالغة من العمر زهاء 86 سنة، في وضعية صحية حرجة نتيجة عدم تعرضها لأشعة الشمس لمدة طويلة، بعدما احتجزت في غرفة مظلمة داخل مسكنها لمدة قدرت حسب المعطيات الأولية بعشر سنوات تقريبا، مما كانت له انعكاسات سلبية حتى على جهازها العصبي والنفسي.وحسب شهادات أدلى بها بعض سكان حي برج مولاي عمر، فإن مصالح الشرطة القضائية نقلت المرأة التي كانت محتجزة إلى المستشفى الإقليمي بالعاصمة الإسماعيلية من أجل تلقي العلاجات الضرورية والعناية اللازمة، خاصة أن تقدمها في السن وظروف عيشها في ظل الاحتجاز، أثرا سلبا على حالتها النفسية والجسدية.ونجحت الشرطة القضائية بمكناس في إيقاف الشخص المشتبه في احتجازه المرأة العجوز، والذي لم يكن سوى عامل في مجال البناء، كان تكلف بتشييد منزل المعنية المكون من ثلاثة طوابق، واستغل عزلتها وظروفها النفسية واحتجزها في غرفة أرضية مظلمة لمدة عشر سنوات.وكشفت الأبحاث الأولية في الملف أن المتهم عمد إلى كراء شقتين من منزل المرأة المحتجزة للأغيار مقابل سومة كرائية، بينما احتجز مالكته في غرفة مظلمة في أسفل البيت لعقد من الزمن تقريبا.واستفسرت «الصباح» بعض جيران المرأة المحتجزة، فأكدوا لها أن المعنية بالأمر كانت تعيش بمفردها وبمعزل عن أقاربها، وهو ما جعلهم لا يشكون في البداية في واقعة اختفائها، إذ ظنوا أنها انتقلت للعيش في مسقط رأسها عند أحد أفراد أسرتها، خاصة بعد تقدمها في السن، ولم يفطنوا إلى الأمر إلا في الأيام الأخيرة، بعدما سمعوا أنينا يخترق جدار الصمت بالليل، من منزل الضحية، فبادروا إلى التبليغ عن واقعة اشتباههم في احتجاز المعنية بالأمر، وتكلفت إحدى الجمعيات بربط الاتصال بمصالح الأمن التي داهمت المنزل وحررت المحتجزة.من جهتها، أوضحت مصادر مطلعة أن مصالح الأمن ألقت القبض على المتهم ووضعته بتعليمات من النيابة العامة باستئنافية مدينة مكناس تحت الحراسة النظرية من أجل عرضه على الوكيل العام، بعدما تأكد لها أنه المتورط الرئيسي في احتجاز المعنية بالأمر، وقام بإيجار ممتلكاتها وتحصيل عائدات الكراء. وتبعا للبحث المجرى مع المشتبه فيه، فإنه انتحل على مدى عشر سنوات هوية زائفة مضللا جيران المحتجزة، فضلا عن أنه من ذوي السوابق القضائية، إذ سبق اعتقاله وإدانته بستة أشهر حبسا نافذا من أجل التزوير واستعماله.وأفادت مصادر مطلعة أن المديرية العامة للأمن الوطني بادرت إلى إرسال طبيبة نفسانية من الخلية المركزية لعلم النفس التابعة لمديرية الشرطة القضائية، إلى مدينة مكناس، من أجل التكفل بالضحية ومتابعة علاجها، وذلك لتسهيل إعادة اندماجها في محيطها الاجتماعي ومساعدتها على التكيف وفق الظروف المستجدة، خاصة بعد سنوات من الاحتجاز بعيدا عن التجمعات العائلية والاجتماعية. رضوان حفياني

احتجاز عجوز عشر سنوات بمكناس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الجزائر تعتم على مواجهات بين الأمن ومتظاهرين

هيآت سياسية مغربية تشيد بالتغيير في مصر

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات