سياسيون يجمعون على ارتباك الإخوان أمام الثورة

بنكيران : حركة الإخوان المسلمين لم تكن محركا للأحداث التي شهدتها مصر أشار عبد الإله بنكيران، أمين عام حزب العدالة والتنمية، إلى أن الإخوان المسلمين سيكون لهم موقع لا بأس به في مصر، وقال بنكيران في اتصال مع "الصباح"، "اعتقد أن جماعة الإخوان المسلمين لم يكن لها أي دور بارز في الأحداث التي شهدتها مصر، بل إنها فوجئت بها كما فوجئ الجميع، ولم يكن لها أي دور، بل تابعت الاحتجاجات وتموقعت نسبيا برمزيتها باعتبار ما عانته لسنوات طويلة، وما وقع لها. لكن أعتقد أن موقفها لم يكن صائبا مائة في المائة عندما دخلت في حوار مع عمر سليمان قبل إزاحة الرئيس، وهي العملية التي كانت مكلفة بالنسبة إلى الجماعة، عدا ذلك، فإن الأخيرة لم تتخذ موقفا للمستقبل والتخويف المروج له مبالغ فيه، على اعتبار أن ما يقع في الساحة المصرية واضح. لكن رغم كل هذا أو ذلك، فإن جماعة الإخوان المسلمين ستبقى طرفا سياسيا هاما، وليس مهيمنا. ومستقبل مصر يرسم على أساس أن يكون موقع للجماعة، وهو موقع لا بأس به". من جهته أكد الحبيب بلكوش، عضو المكتب الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، أنه ليس من مصلحة الإخوان المسلمين البحث عن التميز. وقال ل"الصباح"، "في بداية الأمر، كانت هناك قراءة أولية في مصر تحذر من اكتساح الخطاب الإسلامي الحركات الاحتجاجية التي اندلعت، إلا أن هذا التخوف لم يصبح له أي معنى، لأن الحركات انطلقت بمبادرة من الشباب، والشعارات التي رفعت تعكس مطلب حقوق الإنسان، بعيدا عن الشعارات الإيديولوجية. وجماعة الإخوان المسلمين الإسلامية أبانت منذ البداية عن تذبذب في موقفها، مثلها مثل باقي الأحزاب، بل إنها تجاوزت الإطار التقليدي، فهي مرة تدخل في المفاوضات، ومرة أخرى تخرج منها. واعتقد أن التوجه السائد حاليا أنه يعتبرها جزء كباقي الأطراف، خصوصا أن الخطاب الإيراني، الذي ساد على هامش الأحداث، جعل الجميع يبدي تخوفا حقيقيا، وأظن أنه لن يكون من مصلحة الإخوان المسلمين البحث عن التميز في ظل الأحداث التي يعرفها الشارع المصري".وفي السياق ذاته أشار لحسن الحداد، عضو المكتب السياسي لحزب الحركة الشعبية، إلى أن الإخوان المسلمين تفاجؤوا بالثورة، إذ صرح ل"الصباح"، "لا أظن بتاتا أن الإخوان المسلمين أصبحوا خصما مزعجا، إن الجماعة تفاجأت بالأحداث، شأنها شأن القوى التقليدية سواء الأحزاب أو النظام، لقد تمت مباغتتها بالثورة وأن التنظيم للانتفاضة لم يتم عبر القنوات التقليدية للتواصل أو التعبئة، بل إن الشباب والطبقة الوسطى هم الذين استعملوا وسائل بديلة للنقاش والتشبيك والتعبئة والخروج من العالم الافتراضي إلى عالم الواقع من أجل التظاهر والثورة. إذن أشياء كثيرة اختمرت على أرض الواقع، وانطلقت ثورة عفوية أعدت لاندلاع احتجاجات شعبية جعلتها مفتوحة على جميع شرائح الشعب. احتجاجات تجاوزت التركيبة السوسيولوجية للإخوان المسلمين كما تجاوزت الوسائل التي كانوا يستعملونها للتعبئة وللعمل السياسي. لهذا فجماعة الإخوان المسلمين في حرج لأنها تحاول أن تلتحق بزخم الشارع مع أن الأحداث تتجاوزها يوميا. والمسألة الثانية أن الإخوان المسلمين لم يحاولوا أن يركبوا على الأحداث منذ البداية، ورفضوا أن يستعمل النظام الخطر الإسلامي. إنه قرار إرادي لكي لا يظهروا على أنهم يحركون الشارع وحتى لا ينتزع النظام المصري دعما من الخارج. والايجابي أيضا أن الإخوان المسلمين، ومعهم الأحزاب التقليدية، ظهر لهم حقيقة التعددية داخل الشارع المصري، والإيمان بقيم التسامح الديني وبالإيمان بالآخر. إنه درس كبير في الديمقراطية استفادت منه أيضا الإخوان المسلمين، وتحول سياسي كبير يقع في الحقل السياسي المصري يجعل الإخوان المسلمين وغيرهم بعيدين عن أي محاولة للركوب على الثورة أو الإحساس بأحادية المعارضة التي يمارسونها".أما طارق اتلاتي، رئيس المركز المغربي للدراسات والأبحاث الإستراتيجية، فقال إن الإخوان المسلمين كانت فاعلا أساسيا في المعارضة المصرية منذ البداية، "لقد ظلت حركة الإخوان المسلمين في مصر طيلة فترة حكم حسني مبارك الفاعل الرئيسي في المعارضة المصرية. واستطاعت من خلال بعدين اثنين أن تظهر بمظهر المنازع حول الحكم طيلة هذه السنوات. البعد الأول تجلى في حضورها القوي اجتماعيا، والبعد الثاني في استثمارها للصورة التي يروجها عنها النظام، إذ أن النظام جعل من حركة الإخوان المسلمين الفزاعة التي يرهب بها كل الأصوات الاحتجاجية داخل مصر، وكذا يرهب بها كل الدول الغربية الداعية إلى إدخال إصلاحات سياسية في النظام المصري. واليوم ومع هذه الاحتجاجات التي انطلقت شرارتها خارج أي إطار إيديولوجي أو مذهبي، فإن حضور الإخوان المسلمين في ميدان التحرير كقوة احتجاجية لم يكن بصفتها أولا الجهة الداعية إلى هذه الاحتجاجات ولا باعتبارها طرفا منخرطا بالصفة، بل انضمت كقوة شعبية وكمكون من مكونات القوى الشعبية الحية للمجتمع المصري. غير أن أهم خلاصة في مشاركتها هاته، أنها لأول مرة تكون طرفا من الأطراف المفاوضة للنظام حول مستقبل مصر بما تحمله الأيام المقبلة". نادية البوكيلي

سياسيون يجمعون على ارتباك الإخوان أمام الثورة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أمريكا تستجيب لتقارير استخباراتية بإشراك التيار الإسلامي في الحكم

ترتيب الأوراق السياسية لتفادي التكلفة الباهظة للإرهاب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات