فلاحو حوض سايس متفائلون

توقيت التساقطات المطرية وكميتها وتراجع أثمنة البذور والأسمدة عوامل محفزة زرعت الأمطار المتهاطلة أخيرا، الروح مجددا في أرض مختلف مناطق جهة فاس. وبعثت الأمل في نفوس فلاحيها، الذين شرعوا في الإعداد لحرثها وجمع عدة ذلك. وزاد إقبال كبار الفلاحين منهم بالخصوص، على اقتناء البذور المختارة والأسمدة من نقط البيع، ومنهم من باشر عملية الحرث، ممنين النفس بموسم فلاحي بإنتاج أوفر، ينسيهم جفافا طال وتكبدوا فيه خسائر مادية متفاوتة. واعتبر عبد المنعم البكوري، فلاح من إقليم تاونات، أن الأمطار تهاطلت بكمية مهمة وفي توقيت مناسب، ما يعتبر مؤشرا إيجابيا على بداية موسم فلاحي مطمئن للجميع. وأوضح أن "من بشائر الخير"، هطول المطر تزامنا مع ما يعرف لدى الفلاحين ب"حلان الزريعة"، موعد يؤذن فيه بانطلاق حرث الأرض وزراعتها بمختلف أنواع الحبوب خاصة الشعير والقمع الصلب والطري. واستحضر ما قاله الأجداد في ذلك والمنزلة الفلاحية المعروفة ب"الإكليل" والممتدة من أواخر أكتوبر إلى 12 نونبر. وأكد أنه "يلا صبت الشتا فالإكليل، خرج حرثك ولو بمحراث بطيل وخماس ثقيل"، تحفيزا على المغامرة بزرع الأرض، موضحا أن من جميل البشائر تزامن الإكليل مع بداية موسم نثر البذور، متمنيا استمرار التساقطات وانتظامها بشكل ينعش الأرض والشجر والعباد. 83 مليمترا من الأمطار تهاطلت في أكتوبر، أي بزيادة فاقت 12 في المائة مقارنة مع المواسم السابقة، ما يعتبر "من المؤشرات المهمة لانطلاق موسم فلاحي واعد" بتعبير مسؤول بمديرية الفلاحة بفاس، متحدثا عن أن ذلك شجع الكثير من الفلاحين على الشروع في الحرث المبكر للأرض وحفزهم على الإقبال على اقتناء البذور المختارة، خاصة الشعير والقمح بنوعيه، كما الأسمدة الأزوتية. وأشار إلى أن وزارة الفلاحة عممت البذور والأسمدة على مختلف نقط البيع التابعة لمديرياتها الإقليمية بهذه الجهة على غرار باقي الجهات الأخرى، متحدثا عن إقبال مهم على شرائها من قبل الفلاحين، خاصة أمام تراجع أسعارها في السوق بنسبة مهمة، ما يشكل عاملا محفزا للفلاحين على الزيادة في المساحة الموجهة للزراعة مقارنة مع مواسم فلاحية سابقة التهبت فيها أسعارها. لكن تلك الأسعار ليست في متناول جميع الفلاحين، خاصة المعتمدين على زراعة معاشية لم تعد تغطي حتى مصاريفها، إذ "الفلاح لم يعد بمقدوره زراعة كل أرضه أو نسبة كبيرة منها، بحكم غلاء الأسمدة والبذور، سيما أمام نفاد مخزونه من القمح والشعير والقطاني بسبب توالي سنوات الجفاف"، يقول الفلاح إدريس عصفوري، متمنيا دعما رسميا للفقراء من الفلاحين. وعكسهم باشر أصحاب الضيعات الفلاحية الكبرى بحوض سايس، عملية الحرث، خاصة المسقية منها التي لا تعتمد بدرجة أولى على المطر، كما بسطاء الفلاحين المرتبط إنتاج أراضيهم بكمية الغيث ووفرته وانتظامه. ويبدو المحصول شبه مضمون بالمناطق المسقية، لذلك باشر أصحابها زراعتها بمختلف المناطق قرب الوديان والسدود بمناطق متفرقة بتاونات ومكناس ومولاي يعقوب. والملفت للانتباه مع انطلاق الموسم الفلاحي والاستعدادات له، تراجع أثمنة الأسمدة بالربع تقريبا، كما كشف ذلك مسؤول بمديرية الفلاحة، اعتبر ذلك عاملا هاما سيزيد من المساحة المخصصة للزرع المباشر أحد أهم أوجه إستراتيجية الجيل الأخضر، مرجحا احتمال انتقالها من 240 هكتارا في الموسم الماضي إلى 500 هكتار في هذا الموسم، مثنيا على أهميتها في الحفاظ على التربة. وبغض النظر عن ظروف الفلاحين ومستوياتهم وطبقاتهم الاجتماعية، فإن الإقبال على البذور والأسمدة والسعي لحرث أكبر مساحة ممكنة، حلم الجميع بالنظر إلى أن "تساقط الأمطار كان في وقته" و"هدشي كيفرحنا ويشجعنا"، يؤكد البكوري، مبديا ارتياحه لذلك كما نسبة مهمة من الفلاحين بمناطق مختلفة استبشروا خيرا بتلك التساقطات المطرية المبشرة بموسم فلاحي واعد. لكن وفرة الإنتاج، بنظر الكثير منهم، لا ترتبط فقط بالتساقطات المطرية الأولى التي لا ينكرون أهميتها في تعزيز الفرشة المائية وبالنسبة إلى الأشجار المثمرة خاصة الزيتون في موسم قطفه، بل بانتظامها الكفيل لوحده بإنعاش الأرض والشجر والإنسان وإحياء السدود وملئها بالماء وما لذلك من علاقة وطيدة بوفرة الكلأ وتحدي كل المشاكل التي عاناها الفلاحون في سنوات مضت. حميد الأبيض (فاس)

فلاحو حوض سايس متفائلون

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

شواطئ الحسيمة تلفظ مخدرات

أخبار الصباح

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات