قاطرة ملكية للدولة الاجتماعية

جلالته دعا الحكومة إلى منح الدعم لمن يستحقه وشدد على صون صرح الأسرة وتسريع الإعمار دعا الملك محمد السادس، في خطاب افتتاح السنة التشريعية الحكومة إلى ترسيخ الدولة الاجتماعية عبر الشروع في تفعيل برنامج الدعم الاجتماعي المباشر للأسر المعوزة والفقيرة والمهمشة، نهاية السنة الجارية. وسيساهم البرنامج في الرفع من المستوى المعيشي للعائلات المستهدفة، وفي محاربة الفقر والهشاشة، وتحسين مؤشرات التنمية الاجتماعية والبشرية. تجسيد قيم التضامن حرص ملكي على أن يشمل الدعم كل الفئات الاجتماعية المحتاجة أكد جلالة الملك في خطابه في افتتاح الدورة البرلمانية،(الجمعة) أنه وجه الحكومة لتنزيل هذا البرنامج، وفق تصور شامل، وفي إطار مبادئ القانون - الإطار المتعلق بالحماية الاجتماعية، الذي صادق عليه البرلمان، مشددا جلالته على ضرورة أن يشكل البرنامج نموذجا ناجحا في تنزيله، على أساس نظام الاستهداف الخاص بالسجل الاجتماعي الموحد، وأن يستفيد من الفعالية التي توفرها التكنولوجيات الحديثة. وقال جلالة الملك في هذا السياق" ما فتئنا نعمل على تحصين الأسر بالمشاريع والإصلاحات الكبرى. ومن بينها ورش تعميم الحماية الاجتماعية، الذي نعتبره دعامة أساسية، لنموذجنا الاجتماعي والتنموي.وسنشرع، بعون الله وتوفيقه، في نهاية هذه السنة، في تفعيل برنامج الدعم الاجتماعي المباشر". وتجسيدا لقيم التضامن الاجتماعي، الراسخة عند المغاربة، "فقد قررنا ألا يقتصر هذا البرنامج، على التعويضات العائلية فقط، بل حرصنا على أن يشمل أيضا بعض الفئات الاجتماعية، التي تحتاج إلى المساعدة". ويهم هذا الدعم الأطفال في سن التمدرس، والأطفال في وضعية إعاقة، والأطفال حديثي الولادة، إضافة إلى الأسر الفقيرة والهشة، بدون أطفال في سن التمدرس، خاصة منها التي تعيل أفرادا مسنين. وبفضل أثره المباشر، سيساهم هذا البرنامج، في الرفع من المستوى المعيشي للعائلات المستهدفة، وفي محاربة الفقر والهشاشة، وتحسين مؤشرات التنمية الاجتماعية والبشرية، لأن المجتمع يكون أكثر إنتاجا وأكثر مبادرة، عندما يكون أكثر تضامنا، وأكثر تحصينا أمام الطوارئ والتقلبات الظرفية، يضيف جلالة الملك. كما أكد صاحب الجلالة، في هذا الإطار، على ضرورة احترام مبادئ التضامن والشفافية والإنصاف، ومنح الدعم لمن يستحقه، داعيا جلالته الحكومة، للعمل على إعطاء الأسبقية لعقلنة و نجاعة برامج الدعم الاجتماعي الموجودة حاليا، وتأمين استدامة وسائل التمويل، وهذه ليست المرة الأولى التي دعا فيها جلالة الملك إلى تغيير طريقة الدعم المشتتة التي لا تستفيد منها الأسر المستهدفة، ويتسلل إليها حتى أغنياء المغرب ومن ذوي الطبقة المتوسطة أصحاب الدخول الشهرية أو اليومية المختلفة، ما يعني أن الحكومة مطلوب منها استعمال آليات رقمية لغربلة لوائح استفاد منها ملايين الغشاشين. وشدد جلالة الملك على ضرورة اعتماد حكامة جيدة لهذا المشروع، في كل أبعاده، وأن يتم وضع آلية خاصة للتتبع والتقييم، بما يضمن له أسباب التطور والتقويم المستمر، قائلا" يجب أن يتم تفعيله بطريقة تدريجية، تراعي تطور الاعتمادات المالية المرصودة، وتحدد المستوى الأمثل للتغطية، ومبالغ التحويلات المالية و كيفيات تدبيرها" . ويعد هذا تحذيرا من قبل جلالة الملك لكل مسؤول سولت له نفسه التلاعب في البرامج الاجتماعية. وحول الكيفية التي واجه بها المغرب الزلزال المدمر، قال جلالة الملك " شاءت إرادة الله تعالى أن يضرب الزلزال المفجع بلادنا، مخلفا آلاف الشهداء، والعديد من الجرحى، شفاهم الله.وقد كان المصاب عظيما، والألم شديدا، ومسنا جميعا، ملكا وشعبا، من طنجة إلى الكويرة، ومن شرق البلاد إلى غربها". وأكد أنه إذا كان الزلزال يخلف الدمار، فإن إرادة المغاربة هي البناء وإعادة الإعمار، لذلك شدد على ضرورة مواصلة تقديم المساعدة للأسر المنكوبة، والإسراع بتأهيل وإعادة بناء المناطق المتضررة، وتوفير الخدمات الأساسية. ورغم هول الفاجعة، يضيف جلالته، فإن ما يخفف من مشاعر الألم، ويبعث على الاعتزاز، ما أبانت عنه فعاليات المجتمع المدني، وعموم المغاربة، داخل الوطن وخارجه، من مظاهر التكافل الصادق، والتضامن التلقائي، مع إخوانهم المنكوبين، معبرا عن إشادته بالتضحيات، التي قدمتها القوات المسلحة الملكية، ومختلف القوات الأمنية، والقطاعات الحكومية، والإدارة الترابية، لإنقاذ ومساعدة سكان المناطق المتضررة. وبهذا الخصوص قال جلالة الملك " لقد أظهرت الفاجعة انتصار القيم المغربية الأصيلة، التي مكنت بلادنا من تجاوز المحن والأزمات، والتي تجعلنا دائما أكثر قوة وعزما، على مواصلة مسارنا، بكل ثقة وتفاؤل". وسطية وانفتاح على الآخر اعتبر الملك أن تلك الروح والقيم النبيلة، التي تسري في عروق المغاربة جميعا، هي الركيزة الأساسية لوحدة وتماسك المجتمع المغربي، وتتمثل في قيم وطنية جامعة، كرسها دستور المملكة، وتشمل كل مكونات الهوية المغربية الأصيلة، في انفتاح وانسجام مع القيم الكونية، والقيم المؤسسة للهوية الوطنية الموحدة، والقيم الدينية والروحية وفي مقدمتها قيم الإسلام السني المالكي، القائم على إمارة المؤمنين، الذي يدعو إلى الوسطية والاعتدال، والانفتاح على الآخر، والتسامح والتعايش مع مختلف الديانات والحضارات. وهو ما يجعل المغرب نموذجا في العيش المشترك، بين المغاربة، المسلمين واليهود، وفي احترام الديانات والثقافات الأخرى. تحصين الكرامة الإنسانية أكد الملك أن القيم الوطنية هي التي أسست للأمة المغربية، والقائمة على الملكية، التي تحظى بإجماع المغاربة، والتي وحدت بين مكونات الشعب المغربي، وعمادها التلاحم القوي والبيعة المتبادلة، بين العرش والشعب. كما يعد حب الوطن، والإجماع حول الوحدة الوطنية والترابية، من ثوابت المغرب العريقة، التي توحد المغاربة، والتي تشكل الإطار الذي يجمع كل روافد الهوية الوطنية الموحدة، الغنية بتنوعها، وأن قيم التضامن والتماسك الاجتماعي، بين الفئات والأجيال والجهات، جعلت المجتمع المغربي كالبنيان المرصوص، يشد بعضه بعضا. ودعا الملك محمد السادس الجميع إلى مواصلة التشبث بهذه القيم، اعتبارا لدورها في ترسيخ الوحدة الوطنية، والتماسك العائلي، وتحصين الكرامة الإنسانية، وتعزيز العدالة الاجتماعية، وخاصة في ظل ما يعرفه العالم اليوم، من تحولات عميقة ومتسارعة، أدت إلى تراجع ملحوظ في منظومة القيم والمرجعيات، والتخلي عنها أحيانا. أحمد الأرقام

قاطرة ملكية للدولة الاجتماعية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

سكان يحتجون على إقامة مطرح نفايات

خطاب الثوابت

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات