فنادق مصنفة وسط البيضاء تضع يدها على عقارات شاسعة والجماعة تفعل مسطرة الكراء أو الإفراغ تنهي جماعة البيضاء عقودا من العفو والتسامح مع احتلال هكتارات من ممتلكاتها ومرافقها العمومية من قبل مؤسسات فندقية من خمس نجوم، تنتشر بمقاطعات المعاريف وسيدي بليوط وأنفا على وجه التحديد. ووضعت المصالح الإدارية والجبائية والمالية والإدارة المكلفة بالممتلكات والنزاعات القانونية لائحة وصفت بالسوداء لعدد من الفنادق، التي تحمل علامات تجارية عالمية، ظلت تستفيد من عائدات اعتداء مادي على عقارات وأراض بمساحات كبيرة، دون سند قانوني. وأجرت الجماعة، في الأشهر الأخيرة، عددا من التحريات حول وجود شبهات احتلال عقارات تابعة لها من قبل أصحاب مؤسسات سياحية من هذا النوع، وضعوا أياديهم عليها في ظروف غامضة، وضموها إلى المرافق التابعة لهم. وكشفت المعطيات المتوفرة أن عددا من الفنادق مصنفة خمس نجوم توجد في أكبر الشوارع بعمالة مقاطعات أنفا، على وجه التحديد، وأخرى بعمالة مرس السلطان الفداء، تستغل الأراضي الفارغة بجانبها، لأغراض تجارية، في غياب أية صيغة قانونية للتفاهم مع أصحاب الأملاك الحقيقيين. ويخلط أصحاب الفنادق بين الممتلكات التابعة للجماعة والأخرى التي تعود إلى ملكيتها إلى إدارة أملاك الدولة أو الأملاك الجماعية، أو حتى أملاك الخواص، وباقي الملكيات المختلفة الأخرى، إذ كلما وجد عقار فارغ، تم تحويله إلى مشروع ربحي. وإضافة إلى العقارات الفارغة التي تستعملها بعض الفنادق في عين الذئاب والمعاريف وأنفا وسيدي بليوط، مواقف للسيارات يستفيد الزبناء من خدماتها بمقابل، تحتل مؤسسات أخرى مساحات من الملك العمومي، وتضع فيها تجهيزاتها، بل تحولت الأملاك المحتلة إلى امتداد لهذه الفنادق. وبسبب التسامح وغض البصر اللذين يستفيد منهما أصحاب الفنادق المحتلة، عمد عدد منهم إلى تشييد قاعات استقبال ومقاه ومطاعم وفضاءات احتفال فوق الممتلكات الجماعية، دون تراخيص قانونية، أو إشعارات، أو حتى إذن مسبق من السلطات العمومية. وجعلت الفنادق من الاحتلال غير القانوني للأملاك العمومية واقعا، وحقا مكتسبا، إذ رفض مسيرون لهذه الوحدات فتح قنوات للتفاوض مع ممثلي الجماعة، واعتبروا ذلك تطاولا عليهم، بمبرر مساهمتهم في الاستثمار وتشغيل اليد العاملة. وبعد انتهاء مهلة التفاوض الحبي لتسوية وضعية العقارات المحتلة من قبل الفنادق لأغراض مختلفة، انتقل مسؤولو الجماعة، بتنسيق مع الشرطة الإدارية والسلطات المحلية، إلى تنفيذ مسطرة الإخلاء، وهدم البنايات العشوائية والسياجات. بالموازاة، فتحت الجماعة قنوات للحوار مع فنادق أخرى من أجل تسوية الوضعية وتحرير عقود واتفاقيات واضحة للاستغلال المؤقت للأملاك، واحتساب سومة الكراء من قبل لجنة مشتركة للتقييم، مع استرجاع الحصص المالية للسنوات الماضية. وقالت مصادر من الجماعة إن مؤسسة فندقية شهيرة وسط المدينة، عاد أصحابها إلى "الطريق المستقيم"، وقبلوا، أخيرا، بأداء مبلغ مالي ضخم، نظير الاستمرار في استغلال ملك جماعي بمساحة كبيرة. يوسف الساكت