تفاصيل قتل فتاة بسطات وحرق جثتها

تعود وقائع الجريمة عندما اكتشفت جثة متفحمة تخص فتاة في عقدها الثاني، داخل أسوار مؤسسة تعليمية ابتدائية، عندما كانت عناصر الوقاية المدنية تقوم بإخماد النار التي كانت مشتعلة بالجثة داخل المؤسسة، ليتم إشعار عناصر الأمن بالمدينة التي انتقلت إلى المكان، حيث تم إجراء معاينة لمسرح الجريمة ومسحه، ليتم نقل الجثة إلى مستودع الأموات بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني بسطات من اجل التشريح، وقامت بفتح تحريات في الموضوع. الخيط الأول في اللغز علمت «الصباح» أن شخصا تقدم إلى مصالح الأمن، وأفاد أنه أشعر من طرف مكتري المرآب بمنزله، أن «المخزني» السابق الذي يكتري منه «السدة»، قد جمع أمتعته وغادر المنزل صباح اليوم الذي اكتشفت فيه الجثة وترك باب المنزل مفتوحا، كما ترك بعض أغراضه وبعض الملابس النسائية، وأنه كان يقطن بهذه «السدة» رفقة خليلته. معلومات جعلت عناصر الأمن تنتقل إلى «السدة» وتنجز معاينة علمية عليها، إلا أن النتيجة ظلت سلبية. لكن ذلك لم يثبط عزيمة المحققين، واستمروا في تتبع خيطهم الرئيسي نحو فك اللغز، فتم التوصل إلى خليلة المتهم التي جاء ذكرها على لسان صاحب المنزل، والتي تم الاعتقاد في البداية أنها الضحية، لكن تبين أنها مازالت حية ترزق.معلومة ثانية سيتوصل بها رجال الأمن أكدت بأن التحقيقات في طريقها الصحيح، إذ أفاد أحد الأشخاص، أنـــه أخبر من طـرف بعض الجيران أنه سمع ليلة ارتكاب الفعل الإجرامي صوت صراخ فتاة سرعان ما اختفى وبصفة نهائية، كما أفاد أنه علم أن المتهم كان يبحث عن حقيبة كبيرة الحجم ودراجة هوائية، كما اشعر من طرف صاحب المرآب أنه سمع رفقة قريبه دويا، وأن قريبه شاهد المتهم يتسلل إلى الخارج، بعد أن باع بعضا من الأثاث الذي كان يوجد بغرفته. تضييق دائرة البحث عن الجاني اعتمد المحققون على مختلف التصريحات في أبحاثهم من أجل الوصول إلى المتهم، إذ تم الاستماع إلى خليلته التي أكدت أن علاقة غير شرعية تربطها به، وبخصوص بعض الأشياء التي تم عرضها عليها والتي عثر عليها بمسرح الجريمة أكدت أنها تخصها، وكانت تضعها حيث يقطن خليلها. كما تم الاستماع إلى مكتري المرآب وقريبه، ومكتري المنزل، الذين أكدوا إفادات الشخص الذي أبلغ أول مرة، كما تم الاستماع إلى الحارس الليلي الذي أكد أنه شاهد الجاني ينزل من سيارة أجرة من الحجم الصغير ومعه فتاة ترتدي جلبابا ليلة الثلاثاء. وسرد للمحققين شريط الأحداث التي مرت أمام أعينه تلك الليلة، إذ أفاد أن المتهم حضر بعد مدة من دخوله المنزل وطلب شاحن هاتف لم يتعود على رؤيته لديه، وعززت تصريحاته شكوك تحوم حول المتهم.كما تم التوصل إلى المرأة التي كانت سببا في تعرف الضحية على المتهم، إذ أفادت أن المتهم اتصل بها هاتفيا وطلب لقاءها بأحد مقاهي المدينة، والتقت به وكانت ترافقها الضحية، إذ جلسا ودخنوا بعض السجائر ليغادروا بعدها المقهى، مشيا إلى حدود منزل الوسيطة التي ذهبت إلى منزلها فيما ذهبت الضحية رفقة المتهم. رحلة البحث عن الجاني بعد تحديد هويته تم تحديد هوية الجاني كاملة وهو "مخزني" مطرود لسوء سلوكه والسكر. وتبين من خلال التحريات المنجزة أن أفراد أسرة المتهم تقطنون بالخميسات، لتنطلق فرقة من المصلحة لتتبع مساره من مدينة مكناس إلى الخميسات، ثم إلى طنجة فالخميسات من أجل إلقاء القبض عليه، ليتم توقيفه بالمحطة الطرقية بالخميسات رفقة فتاة. وخلال البحث الأولي معه اعترف بفعله الإجرامي، ودل على الشخص الذي اشترى منه هاتف الضحية. اعترافات تفصيلية خلال الاستماع إلى المتهم اعترف بالمنسوب إليه، مؤكدا أنه تعرف على الضحية عن طريق الوسيطة، ليأخذها إلى منزله، حيث استهلكا المخدرات ومارسا الجنس، وبعد ذلك حضرت خليلته، التي علمت من مجهول أنه يوجد مع فتاة بالمنزل. نشب بينهما خلاف ليقوم بطردها، وبعدها نشب خلاف بينه وبين الضحية التي كانت تحاول مغادرة المنزل بحجة خوفها من انتقام خليلته، فحاول منعها وقام بتعنيفها، ليتطور الأمر بينهما إلى تبادل الضرب، إذ أخذت الضحية تصرخ فقام بمنعها من الصراخ، بوضع يده على فمها وأخرى حول رقبتها فقاومته، وعضته من أصبعه ووجهت له ركلة ليحكم قبضته حول عنقها وأخذ سكينا وطعنها مرتين، فسقطت على الأرض وظل بجانبها إلى أن لفظت أنفاسها الأخيرة، وقام بتغطيتها بغطاء صوفي وغادر المكان في اتجاه الحارس الليلي. محاولة طمس معالم الجريمة أخذ المتهم يفكر في طريقة للتخلص من الجثة، فاهتدى إلى حرقها من أجل إخفاء معالم الجريمة، حيث قام بشراء حقيبة من الحجم الكبير و كمية من البنزين، ليقوم بوضع الضحية في أغطية صوفية داخل الحقيبة وكل الملابس التي تلطخت بالدم، محاولة منه لإزالة أي أثر للجريمة، وفي حدود الثانية صباحا من يوم الخميس قام بإنزال الحقيبة عبر الدرج ووضعها فوق الدراجة الهوائية التي استعارها من صديقه في وقت سابق، واتجه بها نحو مكان حرقها، ليعود ويأخذ قنينة البنزين واتجه نحو المكان حيث صبه على الجثة وإشعل النار وغادر المكان دون أن ينتبه إليه أحد، وذهب في اتجاه الحارس الليلي الذي ظل رفقته، حيث شاهد عناصر الوقاية المدينة وعناصر الأمن يتجهون حول المؤسسة التعليمية، ليتأكد أنه تم اكتشاف الجثة، ليتسلل بعدها إلى منزله وتوجه إلى مقهى. وفي حدود التاسعة قام بجمع أغراضه واتجه نحو محطة القطار في اتجاه مدينة مكناس، فمسقط رأسه الخميسات، حيث مكث يومين، ثم إلى طنجة ليتم إيقافه بعدها بالمحطة الطرقية بالخميسات عند عودته.هشام الأزهري (سطات)

تفاصيل قتل فتاة بسطات وحرق جثتها

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حجز 550 قرصا مهلوسا ببوزنيقة

الحبس لرئيس المكتب الوطني للماء الشروب بعين الشكاك

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات