مخدرات جديدة… الدمار الشامل

سرعة الانتشار وسط الشباب وتأثيرات خطيرة وعجز عن محاربتها بشكل نهائي "البوفا"، "الصاروخ" وغيرهما من الأسماء التي تطلق على أنواع جديدة من المخدرات تعد الأكثر فتكا، بالنظر إلى سهولة الإدمان عليها من الاستعمال الأول، إذ تعطي للمتعاطي لها لأول مرة إحساسا بالنشوة والارتياح النفسي والاسترخاء الجسدي، لساعات، تكون كافية أن تجعل منه مدمنا عليها. ويدخل المدمن في نوبات هستيرية و"فوبيا"، لا تنتهي إلا بأخذ جرعة ثانية، وهكذا دواليك، حتى يدخل في حلقات متكررة من الارتباط المرضي المزمن بأخذ الجرعات على رأس كل ساعة. هذه الأنواع من المخدرات تدخل ضمن الجيل الجديد، التي انتشرت بشكل مهول وسط الشباب والمراهقين، بعد أن تمكنت من السيطرة عليهم، خاصة أنها تعد جديدة بعض الشيء بتركيباتها غير العادية للوصول إلى أقصى درجات النشوة والتدمير. هذه الأنواع من المخدرات المدمرة تنتشر بشكل قوي وسط المراهقين والشباب قرب المدارس، وفي الأحياء الشعبية، بل إن منها ما يصطلح عليه بمخدر "الفقراء"، وتعتبر من أصعب المخدرات على الإطلاق، التي لا يمكن التخلص من إدمانها بسهولة، وتدخل مستهلكها في حالة من العنف، يمكن أن تؤدي بسهولة لجرائم القتل وحتى الانتحار. ورغم الحملات الأمنية لمحاربة هذه الأنواع الفتاكة من المخدرات، إلا أن الواقع يؤكد العجز عن السيطرة، عليها فما أن يظهر نوع من تلك المخدرات حتى يظهر آخر أشد فتكا منه، وأكثر خطورة على الفرد والمجتمع، ما يتطلب وضع إستراتيجية شاملة وفعالة لمحاربة ظاهرة انتشار المخدرات، بدءا بمراجعة وتحيين التشريعات والقوانين المتقادمة وملاءمتها مع التشريعات الدولية وتفعيلها وتنفيذها، بالإضافة إلى توفير الإمكانيات والموارد البشرية الأمنية، الكافية لتنفيذ تلك الإستراتيجية، وتوفير مؤسسات وقائية وعلاجية تقدم علاجا مجانيا للمدمنين، وبكيفية مستمرة، مع تشجيع وتحفيز المجتمع المدني على المساهمة بفعالية في حملات التوعية والتثقيف بمخاطر المخدرات والتدخين، جنبا إلى جنب مع الحلول الأمنية. كريمة مصلي دافع للعنف والاعتداءات مخدرات مهيجة للأعصاب وراء حوادث دموية وخسائر مادية قتل وتعنيف الآباء وتكسير زجاج السيارات واعتراض السبيل للاعتداء على المارة، جرائم تتسم بالعنف، تنتج عن حالات التخدير المتقدم، التي عالجت مصالح الضابطة القضائية العديد منها، وتتراوح هذه الحوادث بين القتل والإيذاء العمدي والعنف ضد الأصول وإلحاق خسائر بممتلكات الغير والضرب والجرح باستعمال السلاح الأبيض وغيرها. وهي كلها جرائم ما أن يستفيق المشكوك في أمره من حالة التخدير التي كان عليها، حتى يدرك حجم ما ارتكبه، والعقوبة التي تنتظره، والتي لا ينفع معها التعبير عن الندم. عنف ضد الوالدين كثيرة هي الحوادث التي ترتكب ضد الوالدين تحت تأثير مفعول الأقراص المهلوسة و"البوفا" وغيرها مما يهيج الأعصاب ويحول متعاطيها إلى وحش آدمي، لا يفرق بين ذويه والأغيار. وآخر صور الجرئم التي تستهدف الآباء تلك التي وقعت بالقنيطرة ومازال قاضي التحقيق يباشر فيها أبحاثه التفصيلية، بعد أن أزهق شاب روح والدته البالغة من العمر 69 سنة، وحاول فعل الشيء نفسه مع أبيه. وكان المشتبه فيه ساعة ارتكاب الجريمة المزدوجة في حالة متقدمة من التخدير، أفقدته كل المشاعر والقوى العقلية، لتملي عليه القيام بسرقة مفتاح شاحنة والده قصد سياقتها، وأثناء تشغيله المحرك استفاق أبواه، وحاولا منعه، وفي تلك اللحظة دهس والدته، ثم حاول الفرار ليقصد والده الذي فر بأعجوبة. بعد حضور عناصر الدرك الملكي وإجرائهم الأبحاث تبين أن الشاب مدمن على المخدرات، ليتم اقتياده إلى التحقيق ومنه إلى محكمة الجنايات بعد انتهاء الأبحاث. وليست هذه الواقعة الوحيدة، بل إن سجل المحاكمات مليء بجرائم القتل ضد الأصول تحت التخدير. تكسير زجاج سيارات أغلب حالات تكسير الزجاج والإزعاج تكون في الأحياء الشعبية، وجل المتورطين فيها قاصرون، في مستهل حياتهم انغمسوا في التعاطي للأقراص المهلوسة، نظير عمليات نفذت بالبيضاء وغيرها من قبل الأمن، ودفعت في حالات إلى إطلاق الرصاص لتهدئة المجرم وتحذيره. ففي عين السبع تدخلت مصالح الأمن قبل شهر في الساعات الأولى من الصباح، للحد من جنوح قاصر كان تحت التخدير، ألحق خسائر مادية بممتلكات الغير وإحداث الفوضى بالشارع العام. وحلت مصالح الشرطة بعد إشعارها من قبل الجيران الذين استفاقوا على وقع تهشيم زجاج السيارات والصراخ، إذ كان المشكوك في أمره في حالة هستيرية يحمل هراوة وسلاحا أبيض، إلا أنه بمجرد شعوره بالخطر فر من المكان، لكن دورية أمنية تمكنت من تحديد مكانه وإيقافه وتجريده من الأدوات التي استعملها في جريمته. وتعيش أحياء كثيرة بالمدن الكبرى على وقع جرائم مماثلة، يكون فيها جانحون تحت تأثير المخدرات وتنتهي الخلافات بينهم باستهداف ممتلكات الغير وإزعاج السكان. سرقات وتزوير ترتقي الجرائم التي ترتكب تحت مفعول المخدرات إلى حالات أخرى يسببها الإدمان، إذ أن الحاجة إلى المال لاقتناء الأقراص المهلوسة والمخدرات القوية المفعول، تدفع المدمن إلى سرقة ذويه أو التوجه للشارع لارتكاب سرقات ضد الأغيار، كما أنها تصل إلى حالات أخطر، نظير ما قام به مدمن بالبيضاء يتعاطى "البوفا"، إذ انتهى به الأمر إلى تزوير وثائق شركة تخص والده ودفع شيكات في ملك والدته، ما سبب للوالدين ملاحقات قضائية. المصطفى صفر

مخدرات جديدة… الدمار الشامل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جوائز‭ ‬دولية‭ ‬لـ‭ "‬الطعنة‭"

الإصابة تغيب الميموني عن خنيفرة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات