البيضاء تتخلى عن “مصدر حياتها”

ثاني مشروع في ظرف سنتين بتهيئة ساحة "برانس" والتصميم الجديد يتخلى عن مجسم زكاه الملك الراحل تعود الجرافات والشاحنات وعمال الهدم والبناء لفتح أحشاء ساحة 16 نونبر بمقاطعة سيدي بليوط بالبيضاء، الشهيرة، المطلة على ممر الأمير مولاي عبد الله (برانس)، على بعد سنتين من انتهاء أشغال تهيئة كلفت الجماعة ومجلس الجهة، 24 مليون درهم. وأعدت شركة البيضاء للتهيئة تصورا جديدا للساحة الشهيرة، ترافع من أجل تمويله من قبل الشركاء، وقد يكلف استثمارا لن يقل عن 20 مليون درهم، ويحدث تغييرات جوهرية في المكان، أهمها إزالة منحوتة "مصدر الحياة" الذي يعود تصميمها إلى 1983، من قبل الفنان المغربي عبد الحق السجلماسي، وبتزكية من الملك الراحل الحسن الثاني. وتزيل الأشغال المرتقبة هذا المجسم المغلق بسيراميك أحمر، الذي ارتبط بذاكرة البيضاويين وزوار الساحة، وأطلقوا عليه عددا من التسميات، مثل الكبدة، أو "الرئة"، كما أثار نقاشا كبيرا لعدة سنوات حول الفكرة التي حاول المصمم إيصالها، علما أن الأمر يتعلق بتحفة تنتمي إلى المدرسة التجريدية في النحت، التي كان السجلماسي أحد روادها في المغرب. ومن خلال التصميم الهندسي الجديد، يختفي هذا المجسم الذي شيد على دعامة من الإسمنت من أجل حمايته، وعوض بنافورة من "الإنوكس"، وأماكن للجلوس وطاولات من الرخام وواقيات شمسية وأصص للورود. وتمتد الأشغال الواردة في المشروع إلى ممر الأمير مولاي عبد الله، الذي شهد قبل سنتين أيضا أشغالا مماثلة، تعرضت إلى الإهمال والدمار بشكل تدريجي، في غياب الصيانة، والعشوائية في توزيع عدد من الرخص على المحلات التجارية المتخصصة في بيع المثلجات، دون مراقبة من مصالح حفظ الصحة، وعدم احترام شروط النظافة وتوفير صناديق القمامة، ما يجعل الساحة عرضة للأوساخ وبقايا النفايات والتشويه. وفشل المشروع الأول، الذي انطلق في 2019 وحددت له سنة واحدة من الأشغال، في الوصول إلى أهدافه، إذ ظلت الممرات والأزقة المتفرعة عن الساحة على حالها، وتأخرت النافورة الأرضية في إطلاق زخاتها الأولى، واستمر أصحاب سيارات الأجرة وسائقو الدراجات النارية والباعة المتجولون في احتلال أجزاء من ساحة هجمت عليها القاذورات من كل اتجاه. وتضمن المشروع الأول، إعادة تهيئة ممر الأمير مولاي عبد الله، من خلال وضع إنارة عمومية جديدة وأرضية من الرخام، وإصلاح المشاكل المترتبة عن قنوات الصرف الصحي، وتجهيز الفضاء بكاميرات المراقبة وتنظيفه يوميا، من قبل الشركات المعنية. وبعد أقل من سنتين، اختفت كل هذه التجهيزات، وعادت الشركة المكلفة لاقتراح تصميم جديد، يخفي أهم المعالم التاريخية والتراثية، التي استمرت خمسة عقود، وانطلقت حين وضع المهندس الفرنسي الشهير"فرانسوا زيفاكو" (الذي يقترن اسمه بمجسم الكرة الأرضية بساحة الأمم المتحدة)، التصميم الأولى لهذا المكان. وحرص المهندس أن تشكل هذه الساحة ملتقى يتقاطع فيها عدد من المدارس الهندسية التي أنتجت عمارات شهيرة في المكان، مثل عمارتي "التازي" و"بناروش" اللتين صممهما المهندس الإيطالي "ألدو ماناسي" بين 1931 و1932، وعمارة "باي" التي أشرف عليها المهندس الفرنسي "أوغست كاديت" في الفترة نفسها، وبناية "كونطوار دي مين" لمهندسها الفرنسي "موريس بوير". يوسف الساكت

البيضاء تتخلى عن “مصدر حياتها”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"أورو ميد"... الريادة في البحث والابتكار

النقـل..."عـوم بحـرك"

مقالات ذات صلة