لعنة “بيجوان” تطارد جماعة أكادير

صراع يغرق "الباركينغ" في مستنقع المعارك القانونية والاجتماعية عرف تاريخ ساحة بيجوان بكورنيش أكادير، منذ خمسينات القرن الماضي، بالنزالات العنيفة والمصارعات الشرسة، والمنافسات القوية، تطورت من عراك حول الكرة المستديرة بين الفرق الرياضية لكرة القدم، إلى حروب شرسة بين عدد من الشركات للظفر بصفقة الدجاجة التي تبيض ذهبا، بعد أن حولتها المجالس الجماعية المتعاقبة، من ملعب البحر، إلى الملعب البلدي، الذي أجريت فيه عدة منافسات رياضية لمباريات كرة القدم، ليسمى بعد الزلزال بملعب بيجوان، اعترافا للمرحوم الحسين بيجوان، باعتباره أول كاتب عام لنادي حسنية أكادير سنة 1946، قبل إقبار الملعب وتحويله إلى ساحة ثم إلى «باركينغ»، مدر للأموال الطائلة، أتخمت الشركة المحظوظة. بدأت مرحلة صراع الجبابرة بين مالكي الشركات حول الظفر بالمربد الذكي الذي يبيض ذهبا وفضة، بعدما حول طارق القباج، رئيس المجلس الجماعي لأكادير، ساحة بيجوان إلى مربد سمي بالذكي، وسحب البساط من تحت قدمي مستثمر كبير، في إطار محاربته لما سماه بلوبي العقار، سنة 2014، وذلك بعدما تقدم المستثمر بمشروع نوعي بكورنيش أكادير، كان سيغير الهوية البصرية للمدينة، إلى المركز الجهوي للاستثمار، ونال الموافقة المبدئية. ويتضمن المشروع السياحي إنجاز أكبر مركز تجاري بالمغرب، يضاهي أبراج دبي، حيث أعد تصميم «المول» الشاهق بمرأب تحت أرضي المهندس المعماري نفسه الذي قام بتصميم برج خليفة. وقرر الرئيس تحويل ساحة بيجوان إلى ما سمي بالمربد الذكي. عرض في نهاية ولايته صفقة إنجازه، غير أنها لم تكتمل، ليستكمل الرئيس صالح الملوكي مسطرة الإنجاز خلال شهر شتنبر 2016، حيث أعطي الإذن بالخدمة في تهيئة المرأب، وكان من المفروض أن تنتهي الأشغال شهر مارس 2017 ، لكن الارتباك وسوء التسيير وتدبير صفقة المربد التي انتهت في المحاكم، عطل إنجازه لعدة سنوات. وظل المربد على حاله، في منزلة بين المنزلتين، فلا هو مربد ذكي، ولا هو ساحة مفتوحة، وبدأ استغلاله من قبل الغرباء، وابتزاز المواطنين، وجمع الأموال من طرف لوبيات المرابد بالمدينة، إلى حين وجد المجلس صيغة جديدة لاستغلال المربد شهر يوليوز 2019. وقام المجلس بسن قانون جديد يروم الاستغلال الظرفي لساحة بيجوان، بعد الانتقادات القوية لمتتبعي الشأن العام بالمدينة لاستغلال المربد من قبل غرباء، يستخلصون مبالغ مالية مهمة من المواطنين حارج القانون، في إطار من الفوضى التي كانت تنتهي بالشجار والاعتقالات، وذلك بعد أن تم العبث بتجهيزات المربد وإتلاف البوابات والكاميرات، قبل أن يفوت الملوكي المربد لإحدى الشركات خارج مساطر المنافسة المشروعة. "بيجوان" خارج برنامج التنمية الحضرية أطلق جلالة الملك يوم 4 فبراير 2020 برنامج التنمية الحضرية لأكادير 2020 - 2024، ولم يدرج مربد بيجوان ضمن قائمة مشاريع البرنامج، لعلم السلطات العليا بالاضطرابات التي يعيش على وقعها، إذ بالكاد بدأ استغلاله بطريقة غريبة سنة 2019، إذ فوته المجلس لشركة خارج قانون الصفقات، كما حدث هذه السنة مع المجلس الجماعي الحالي. ومباشرة بعد الانتخابات الأخيرة قرر المجلس فتح جميع مرابد المدينة في وجه العموم بالمجان، إلى حين إنجاز دراسة جديدة لتحديد سومة استغلال المرابد، وإعداد دفتر تحملات جديد بمواصفات جديدة. وبشكل مفاجئ أعلن المجلس الجماعي الحالي، خلال شهر اكتوبر من سنة 2022، عن إحداث مربد بيجوان تحت أرضي بالمنطقة السياحية لتدبير مشكل الاكتظاظ الذي تشهده المدينة خلال الصيف والمناسبات. تصل طاقته الاستيعابية إلى 1000 سيارة في طابقين، فضلا عن تجهيز ساحة كبرى فوق المربد لاستقبال التظاهرات الفنية. وجاء ذلك بعد أن مرت سنتا2021و2022، بعد إعلان ركن السيارات بالمجان في جميع المرابد بالمدينة، على وقع الاعتداءات التي سجلت بالعشرات بساحة بيجوان بين المرتفقين والحراس العشوائيين. تفويت خارج القانون حاول مجلس جماعة أكَادير منذ 2021 حتى 2023، إخراج دفتر تحملات بحلة جديدة ومغايرة عن سابقاتها بشأن استغلال المرابد الخاصة بوقوف السيارات والعربات داخل المدينة، وصادق في دورته على إعادة صياغة هذا الدفتر من جديد بهدف الرفع من مداخيل الجماعة من هذه المرابد إلى ثلاثة أضعاف، عكس ما كانت الجماعة تجنيه في السابق. وتمت إعادة النظر في صفقات مرابد بالمدينة وجعلها خاضعة للمناقصة بطريقة شفافة ونزيهة، وذلك بعدما عرفت هذه المرافق في السابق فوضى عارمة وسلوكات شائنة وتصرفات رعناء من قبل الحراس. ويروم دفتر التحملات الجديد فتح باب المنافسة الشريفة أمام جميع الشركات والمقاولات، للتباري على الصفقات. وعمد المجلس كسابقه، إلى إبقاء مربد بيجوان خارج لوائح مرابد المدينة التي تخضع لدفتر التحملات، وأعلن عن صفقة 21/2023 لتفويت المرابد، دون مربدي بيجوان والانبعاث، غير أن المجلس وبشكل غريب، أصدر قراره بإيجار مربد بيجوان يوم 10 يوليوز 2023، لإحدى الشركات، دون إعلان مسبق، وهو ما دفع بشركة منافسة إلى مقاضاة المجلس، واستصدار حكم بتوقيف تنفيذ القرار، مما أدخل المرتفقين في دوامة قانونية أداء واجبات الركن، ودفع عددا من المرتفقين إلى العصيان والامتناع عن الأداء، وهو الأمر الذي أثار زوبعة من ردود الأفعال من قبل حراس المربد، ومالكي السيارات، وصل بعضها إلى الشرطة. محمد إبراهمي(أكادير)

لعنة “بيجوان” تطارد جماعة أكادير

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

نقابة "بيجيدي" تحضر للدخول الاجتماعي

جرائم المختلين... قتل رهيب

مقالات ذات صلة