التحقيق في ملابسات الحادث الذي هز المدينة القديمة بالبيضاء وخسائر مادية جسيمة بعد ليلة عصيبة باشرت فرقة الشرطة القضائية التابعة لمنطقة أمن أنفا بالبيضاء، مساء أول أمس (الخميس)، بحثا قضائيا تحت إشراف النيابة العامة، حول حريق مهول اندلع بمحلات تجارية موجودة بالفندق التقليدي "باشكو" بالمدينة القديمة، لكشف ملابسات القضية وظروف وقوعها، لتحديد ما إن كان الحادث نتيجة تماس كهربائي أو بفعل فاعل، لترتيب الجزاءات واتخاذ المتعين قانونا. وحسب مصادر "الصباح"، فإن المعلومات الأولية للبحث، استبعدت فرضية أن يكون الاحتراق الذي هز سوق "باشكو"، الذي يضم محلات متخصصة في بيع الأثاث المنزلي والمنتوجات الجلدية والخشبية، نتيجة حادث مدبر، إذ مازالت التحقيقات مستمرة من قبل السلطات المختصة، من أجل كشف ملابسات الحادث وتفاصيله. وأفادت المصادر ذاتها، أن الحريق المهول الذي اندلع، مساء أول أمس (الخميس)، لم يخلف ضحايا في الأرواح أو أي إصابات، بفعل خلوه من التجار باستثناء حارس مكلف بتأمين الفضاء التجاري، مقابل تسجيل خسائر مادية جسيمة، باعتبار أن المحلات المحترقة مكتظة بالخشب ومجموعة من الأثاث. وأثار الحادث الذي أتى على 11 محلا تجاريا من أصل 26، هلعا لدى أصحاب المحلات التجارية والجيران والمارة، الذين هالهم منظر النيران التي كانت سريعة الانتشار. وكشفت المصادر ذاتها أن سرعة انتشار الحريق بفعل الرياح التي هبت، مساء أول أمس (الخميس)، عقدت مهمة رجال الإطفاء، إذ لم يتم إخماده إلا بعد لحظات عصيبة، جراء النيران التي سيطرت على عدد من المحلات بأكملها وحولت السلع إلى رماد. ومن بين العوامل التي زادت من صعوبة مهمة رجال الإطفاء، حسب مصادر "الصباح"، وجود مواد قابلة للاشتعال، وهو ما ساهم في انتقال النيران بسرعة قياسية إلى الأخشاب والأثاث المصنوع، لتشب في عدد من فضاءات السوق، إلى أن انتقلت من محل إلى آخر، وهو ما صعب السيطرة عليها في وقت قياسي، إضافة إلى التخوف من انتشارها في المباني القريبة من موقع النيران، التي كانت تزداد بشكل مهول. وساهمت احترافية عناصر الوقاية المدنية والمصالح الأمنية في تفادي الأسوأ، بتطويق مكان الحريق ومنع التجمعات العشوائية، كما أن عزيمة رجال الإطفاء جعلتهم يواصلون عملهم المضني لمواجهة ألسنة النيران، التي كانت بحجم أكبر مما يتصور. واضطر المسؤولون عن الوقاية المدنية إلى الاستعانة بأعداد أخرى من شاحنات الإطفاء، للمساعدة في عملية إخماد الحريق الذي ظل متواصلا إلى ساعة متأخرة من الليل، بعدما حالت المباني العشوائية ووجود مواد قابلة للاشتعال. محمد بها