الإضراب يشل إدارات عدة بآسفي

«والو... الإضراب اليوم».. بهذه العبارات خاطب حارس للأمن الخاص بمحكمة الاستئناف بآسفي، سيدة بدوية في عقدها السادس تقريبا، أنهكتها نوائب الدهر كما يظهر على محياها.وقفت المسكينة تنظر إلى وجه حارس الأمن الخاص، نظرة تحمل بين طياتها الكثير من المعاناة، قبل أن تنسحب وهي تردد «الله ياربي الله، كل نهار نجي بغا ندي ورقة ديال الحكم، مكاينة خدمة، الله ياخذ الحق الله ياخذ الحق»…صباح أمس (الأربعاء) كانت محكمة الاستئناف بآسفي، تعج بالعشرات من المواطنين، الذين عادوا خائبين، دون قضاء أغراضهم الإدارية أو القضائية بالمحكمة ذاتها، في حين اضطرت هيأة الحكم بكل من محكمتي الاستئناف والابتدائية إلى تأجيل جلساتها بسبب إضراب كتاب الضبط.أحد المحامين بهيأة آسفي، لم يخف امتعاضه من الإضرابات الأخيرة والنتائج الوخيمة التي كانت لها، سيما أن أغلب المحامين أصبحوا في شبه عطالة منذ أزيد من ستة أشهر، قبل أن يستدرك أن «الإضراب حق مشروع للمطالبين به، لكن أن تضيع حقوق المتقاضين وحقوق الدفاع، وغير ذلك فإن الأمور لا تبشر بخير».وبالقطاع الصحي، صار مستشفى محمد الخامس، بدون أطباء وممرضين، إلا فئة قليلة اعتبرت أن عدم خوضها للإضراب اليوم، «لا يعني بمثابة أننا راضون عن الوضع الذي نشتغل فيه، ولكن حفظا لأراوح المواطنين، لأنه لا يمكن تخيل مستشفيات بدون أطباء على الإطلاق، وهذه خطوات نضالية ستليها خطوات أخرى، حتى تستجيب الحكومة بشكل فوري لمطالبنا، ومطالب كل الفئات الاجتماعية الأخرى»، يعلق أحد الأطباء، هذا في الوقت الذي تم تأخير إجراء عمليات جراحية لبعض المرضى الذين يرقدون بالمستشفى، في حين تشير مصادر مطلعة إلى أن حالة من الازدحام والفوضى عاشتها أغلب أقسام المستشفى الإقليمي بآسفي، صباح أمس (الأربعاء).وبالقطاع التعليمي، أكد مصدر نقابي من النقابة الوطنية للتعليم، العضو في الفيدرالية الديمقراطية للشغل، في اتصال هاتفي ل»الصباح»، أن نسبة الإضراب تفوق 90 في المائة، على مستوى إقليمي آسفي واليوسفية، موضحا أن هذا الإضراب يأتي كخطوة أولى، إذ أنه في حالة عدم استجابة الحكومة لمطالب المحتجين، سيكون هناك تصعيد، لأن الأمور لم تعد تتحمل الكثير من الصمت، يقول المصدر نفسه.وعاشت الجماعات المحلية هي الأخرى، الوضع نفسه، إذ خلت من الموظفين، واضطر العديد من المواطنين إلى تأجيل قضاء أغراضهم الإدارية، كحال الشاب «نور الدين.س» القاطن بتجزئة لمياء بآسفي، إذ أنه اضطر إلى تأخير زواجه اليوم، نتيجة عدم حصوله على وثائق مدنية من الجماعة الحضرية «لأنني اصطدمت بالإضراب، وأنا دابا مضطر باش نأخر كلشي».بالمقابل، عرفت مدينة آسفي، سيما العديد من الإدارات التي شملها الإضراب حركة غير عادية لأجهزة أمنية واستخباراتية وعناصر السلطات المحلية، التي كانت تتسابق للحصول على نسبة وأعداد المضربين، وانتظار ما إذا كانت بعض النقابات ستخرج في مسيرات أو خوض وقفات احتجاجية، وتتأهب لأي خطوة قادمة، وهو الأمر الذي فسره مصدر أمني ل «الصباح»، بأن «الظرفية الحالية تستوجب توخي الحيطة والحذر، والتعامل بالجدية المطلوبة مع هذه الحركات الاحتجاجية، هذه هي التعليمات الرسمية»، يعلق المصدر ذاته. محمد العوال (آسفي)

الإضراب يشل إدارات عدة بآسفي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

95 بالمائة نسبة نجاح الإضراب بتيزنيت وسيدي إيفني

شلل في جل مؤسسات التعليم العمومي بالبيضاء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات