حذرت هيأت وفعاليات من استمرار "إغراق" مدن بجهة فاس، بعشرات الأشخاص يعانون اضطرابات نفسية وعقلية حادة ويشكلون خطرا على صحة وحياة المارة، سيما في ظل ارتفاع عددهم بشكل مخيف ببعضها، وتداول شريط فيديو يوثق "إنزال" عدد منهم من حافلة ليلا في المدخل الغربي لتازة، في عملية تكررت وأغضبت الجميع. موجة الغضب توسعت، سيما بمدن تاونات وفاس وتازة، الأكثر "احتضانا" للمختلين، بعضهم عنيف لا يتوانى في الاعتداء على من يصادفه، وآخرون يجوبون الشوارع شبه عراة، على غرار أحدهم في فاس يتجرد من ملابسه كاملة أو جزئيا، دون أن تكلف الجهات المعنية نفسها عناء إيجاد حل عملي لهذه الفئة المحتاجة للرعاية والإيواء والتطبيب والعلاج. هذا الوضع زاد استفحالا بحلول الصيف وتوافد أعداد أخرى من المختلين في ظروف مجهولة وغامضة، وأغضب فعاليات المدينة التي طالبت بالقيام بحملة لجمعهم ونقلهم إلى مستشفى ابن الحسن للأمراض النفسية والعقلية المحتاج بدوره لتوسيع بنايته، بما يسع لاستيعاب عدد المرضى المحالين عليه من مدن الجهة، خاصة صفرو وتاونات وتازة وبولمان. فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بتازة بدوره، نبه لخطورة الأمر، محملا السلطات المنتخبة والإقليمية والمحلية ووزارة الصحة، مسؤولية انتشار الظاهرة وضرورة نقلهم إلى مراكز الإيواء الخاصة بهم لحمايتهم والاهتمام بهم، مراعاة لما تشكله هذه الفئة من خطر على نفسها والآخرين، متحدثا عن أن "شوارع تازة لا تخلو منهم، بشكل يدق ناقوس الخطر". واستند الفرع لما تدوول افتراضيا من "إفراغ" حمولة حافلة كبيرة منهم في ساعة متأخرة من الليل بمدخل تازة الغربي، قبل أن يتفرقوا في أرجائها معرضين حياتهم والغير للخطر، متحدثا عن أنها ليست المرة الأولى، و"عددهم ارتفع بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة"، وبعضهم يقوم بسلوكات خطيرة على سلامة الأفراد والممتلكات. وما يزيد الأمر تعقيدا واستغرابا، غياب حملات لجمعهم، في ظل عدم إيلاء الصحة العقلية والنفسية "الاهتمام الرسمي الكافي"، رغم ارتفاع عدد الانتحارات ونسبة الأمراض النفسية والعقلية، في غياب "سياسة صحية في هذا المجال، إذ تبدو مصالح الصحة قاصرة عن توفير الرعاية الكافية لهم وحمايتهم"، حتى في المراكز الصحية المخصصة لإيوائهم. وطالبت الجمعية بتعميم الصحة البدنية والصحية على كل أقاليم الجهة وليس الاقتصار على مستشفى بفاس يستقبل عشرات المرضى نفسيا وعقليا من أكثر من 6 أقاليم، ما يجعله عاجزا عن إيواء الجميع، في غياب أقسام وأجنحة خاصة بهذه الفئة في المستشفيات الإقليمية، وحتى المتوفر منها يعاني نقصا في الأسرة والتجهيزات والأطقم الطبية. حميد الأبيض (فاس)