مشاريع المؤسسة تفعيل للامركزية ومجال للتدبير الذاتي

عدم تخصيص أسطر في الميزانية عرقل تنفيذ المشاريع أثار تفعيل مشروع المؤسسة، الذي يعتبر لبنة أساسية في مخططات البرنامج الاستعجالي التي تعلق عليها الوزارة كل آمالها لإنقاذ المدرسة المغربية من السكتة القلبية، مشاكل عدة حالت دون أجرأته ما حذا إلى خلق جمعيات مدرسة النجاح لصرف المبالغ المالية وأجرأة مشاريع المؤسسة بتنسيق مع مختلف الشركاء. واعتبر محمد عبده الشتيوي، مفتش تربوي بالأكاديمية ومنسق جهوي لمادة علوم الحياة والأرض أن تكوين المكلفين بالمشروع يتطلب برمجة زمنية للدورات التكوينية التي لا ينبغي أن تتجاوز المدة الزمنية المحددة من طرف الوزارة في إطار تدبيرها الزمن المدرسي ما يعتبر عائقا أمام المكلفين بالمشروع.وأكد الشتيوي أن العمل بمشروع المؤسسة انطلق منذ الثمانينات من القرن الماضي، وكانت بدايته تفعيله متعثرة لسببين أساسيين، أولاهما تجلت في عدم توفر الكفاءات الملمة بثقافة المشروع وثانيهما في ضعف القيمة المالية المخصصة للمشروع الذي كانت يخصص له دعم مالي ينحصر في طلاء بعض الحجرات أو تغيير الزجاج، وكذا إجراء الترميمات البسيطة التي تظهر فجأة في المؤسسات التعليمية. ولتفادي المشاكل المطروحة، كانت بعض الأكاديميات من بينها أكاديمية جهة تادلا أزيلال بادرت للقيام ببعض الشراكات مع بعض المنظمات الدولية (ألف الأمريكية التي وفرت دورات تكوينية في مجال المشروع وتمويل بعض المشاريع المتميزة ) لتجاوز الخصاص المهول في مجال الدعم المالي الذي تعانيه جل المؤسسات التعليمية التي كانت تنتظر تدخل الجهات الوصية للقيام ببعض الإجراءات البسيطة بعيدا عن روح المبادرة.وبعد انطلاق المخطط الاستعجالي، تبنت الوزارة مشروع المؤسسة، باعتباره عنصرا أساسيا للمساهمة في تفعيل مفهوم اللامركزية واللاتمركز، وتسيير المؤسسات التعليمية وتدبيرها الذاتي، وبالتالي صارت المؤسسة مطالبة ببناء مشروع، انطلاقا من خصوصياتها المحلية مع استحضار حاجياتها المادية لإنجاح المشروع مما يجعل الاعتمادات المالية المخصصة رهينة بمدى إنجازها المشروع وبلورته على أرض الواقع. وتميزت الفترة الأولى التي شهدت مرحلته الأولى تفعيل بنود الشراكة مع " ألف الأمريكية" بتكوين جميع المتدخلين بجهة تادلا أزيلال (مديرون، مفتشون، أساتذة، نظار المؤسسات التأهيلية، بعض أعضاء مجالس التدبير )، إذ ركز البرنامج، خصوصا على منهجية بناء المشروع بمراحله السبع بدءا من تحديد الخصوصيات المحلية وانتهاء بتقويم المشروع.وأوضح الشتيوي، أنه تمت مطالبة المؤسسات التعليمية باقتراح مشاريع مؤسسة يتم تقويمها من طرف لجنة إقليمية ثم لجنة جهوية مع توفر الأكاديمية الدعم المالي للمشاريع الطموحة التي تتماشى ومكونات المشروع (المشاريع لم توفق في إقناع اللجنتين تدعم من طرف مشرفين على البرنامج لتفادي الهفوات والملاحظة التي حالت دون إنجاح المشروع)واسترسل قائلا، إن البرنامج الاستعجالي تبنى مشروع المؤسسة كأداة مهمة في بناء مشروع تربوي يهدف إلى رفع المردودية التعليمية وأجرأة بنوده لتطول المستهدف الأساسي وهو التلميذ، لذا خصص البرنامج الاستعجالي اعتمادات مالية مهمة لأجرأة مشاريع المؤسسة، لكن برزت مشاكل حالت دون صرف المبالغ المالية تجلت في عدم وجود أسطر في الميزانية ما حذا بالوزارة إلى خلق جمعيات مدرسة النجاح تقدم لها الاعتمادات المالية على شكل إعانات بشراكة مع الأكاديمية التي أسندت لها مهمة مراقبة طريقة صرفها. وشهدت بداية تفعيل البرنامج الاستعجالي بعض التأخر في خلق جمعيات مدرسة النجاح وتوحيد منهجية صرف الاعتمادات المالية ما دفع الوزارة إلى تحديد صيغة لاستفادة جميع المؤسسات من الدعم المالي اعتمادا على السلك التعليمي (الابتدائي، الإعدادي والثانوي)وذكر محمد عبده أن أكاديمية جهة تادلا أزيلال تبنت المنهجية السابقة (اختيار أحسن المشاريع، وتمويلها مع مواكبة مراحل إنجازها ) إضافة إلى مواكبه المؤسسات ومساعدتها على بناء مشاريع جديدة.ولتمهير وتحسين مردودية أعضاء اللجن المكلفة بمشاريع المؤسسة، تروم الأكاديمية في برمجة دورات تكوينية تهدف إلى إكساب أعضاء اللجان مهارات وتقنيات أساسية خاصة بهندسة مراحل المشروع، لكن العائق الذي يحول دون أجرأة جميع المراحل زخم التكوينات التي يتطلبها تفعيل برنامج الاستعجالي بمختلف مشاريعه (التكوين المستمر، بيداغوجية الإدماج...) علما أن الوزارة حددت مدة تكوين كل أستاذ في خمسة أيام سنويا في إطار تدبير الزمن المدرسي.وخلال التجربة الأولية، يضيف الشتيوي، يبدو أن الأكاديمية تبنت مشروع المؤسسة، لأنه اختيار استراتيجي لأنه يساهم لا محالة في بلورة التوجهات العامة للوزارة، سيما أن نتائج مشرفة حققتها عدد من المؤسسات التعليمية بالجهة بمختلف الأسلاك التعليمية، إذ على سبيل المثال لا الحصر تمكنت ثانوية العامرية ببني ملال، في إطار تفعيل مشروع المؤسسة بشراكة مع المبادرة والوطنية وجمعية مدرسي العلوم والأرض وجمعية آباء وأولياء التلاميذ بالمؤسسة نفسها، من تخفيض نسبة استهلاك فاتورة الماء بحفرها بئرا مائيا وتجهيزه ما سمح لها بسقي فضاءات خضراء بالمؤسسة كانت تكلف إدارة المؤسسة مبالغ مالية مهمة.كما حققت مؤسسات تعليمية أخرى (ثانوية النصر بالبرادية ، وموحى وحمو ببني ملال وإعدادية عبد الكريم الخطابي وإعدادية داي ... ) ودائما في إطار تفعيل مشروع المؤسسة كما حددته مخططات البرنامج الاستعجالي وكذا مدرسة النجاح، إنجازات مهمة غيرت الواقع التعليمي داخل المؤسسات سالفة الذكر، إذ اقتحمت آفاقا جديدة كانت بالأمس القريب مستعصية عليها، وانفتحت على شركاء جدد بالاستفادة من خبراتهم لدعم إمكانياتها الذاتية استعدادا لمواجهة التحديات المنتظرة. سعيد فالق (بني ملال)

مشاريع المؤسسة تفعيل للامركزية ومجال للتدبير الذاتي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مشروع المؤسسة بجهة العيون يعاني ضعف الإمكانيات

الطالبي: التسيير الرائع رهين بالإدارة التربوية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات