مغتصب ثمانينية: “وهبت نفسها لي”

الضحية جهرت أمام القاضي "عذبني أوليدي" ودفاعه أكد أنه مريضا نفسيا قضية مثيرة ليست كباقي قضايا الاغتصاب، التي تحتضن أشواط محاكمتها القاعة رقم 1 بمحكمة الاستئناف بالجديدة،الأمر هذه المرة يتعلق بضحية ثمانينية بلغت من العمر عتيا، ووجدت نفسها ذات ليلة بين أنياب ذئب بشري نهش جسمها المترهل، لم تأخذه فيها رحمة ولا شفقة رغم توسلاتها المتكررة، ولم يتركها حتى أشبع غريزته الحيوانية، في واحدة من أبشع جرائم الاغتصاب، التي هزت أحد دواوير إقليم الجديدة. رن جرس قاعة الجلسات كالعادة وفتح باب خشبي، ولاحت منه طلعة قضاة يشكلون هيأة الحكم الموكول لها، النظر في مجموعة من القضايا الجنائية بالمزاوجة بين محاكمات حضورية، كانت بإلحاح من دفاع متهمين، ومحاكمات عن بعد اختارها البعض منهم. جريمة غير عادية كانت جميع الترتيبات اتخذت لمرور الجلسة في سكينة وطمأنينة، وتوزع رجال أمن وعددهم ستة أفراد، داخل القاعة، وبعد برهة شرع بدر سعيد رئيس الهيأة في معالجة القضايا المعروضة، وكانت بكم كبير ما يولد فعلا قناعة لا محيد عنها، أن إقليم الجديدة نحا تصاعديا وبشكل رهيب، نحو جرائم بلمسة جنائية تدق أكثر من ناقوس خطر. جلسة اليوم كانت قضاياها متعددة، كما هي متنوعة بين قتل وسرقة موصوفة وتعنيف بعاهات مستديمة، لكن هناك وسط ركام هذه الملفات، قضية غير عادية تماما ترتبط بالاغتصاب، وبدت مدوية بالقاعة لأن الاغتصاب عادة يكون ضحاياه من القاصرين، لكن هذه المرة كانت الضحية " كمشة من العظام " ثمانينية بجهد جهيد مسنودة على بعض من أقاربها، اقتربت من منصة الهيأة لتروي تفاصيل "ليلة الأنياب الطويلة" التي غرسها هذا الماثل بقفص الاتهام في جسدها بمورفولوجية آثار سنين من العمل الشاق بعمق بادية دكالة، وبالضبط بإحدى البوادي بمنطقة أولاد افرج. تصريحات مثيرة نادى بدر سعيد، رئيس الهيأة، على الجاني الذي كان سنه يربو عن الأربعين، وذكره بالمنسوب إليه في صك اتهام النيابة العامة له لدى عرضه عليها في وقت سابق عقب إيقافه، وملخصه مضاجعته عجوزا ثمانينية عنوة، إثر ذلك منحه فرصة الرد على هذا الاتهام، لم يتردد لحظة فراح يحكي بكل التفاصيل المملة، واقعة اعتدائه على العجوز المسنة، ومما قاله إنه مكنها من مبلغ 300 درهم،على أساس أن تحضر له بسكنها فتاة يقضي معها ليلة ماجنة، وأنه أثناء مجيئه في الوقت المحدد، طرق باب منزلها طرقا متكررا ولما فتحت كانت ترتدي لباسا شفافا، وأخبرته أنه استعصى عليها إحضار "البضاعة" المتفق عليها، واستطرد أنه طالبها باسترداد مبلغ الوساطة "لكنها خاطبته، "قضي معايا أنا ماعجبتكش ستة آلاف اللهم فيا"، حينها ضاجعتها وانصرفت لحال سبيلي إلى أن تفاجأت بإيقافي من قبل الدرك الملكي لأولاد افرج، بسبب شكاية تقدمت بها هذه العجوز. بعدها أعطيت الكلمة للضحية التي كذبت أقواله جملة وتفصيلا، وأن الجاني يحاول إبعاد التهمة عنه باتهامها بالوساطة في الدعارة، وراحت تحكي أن الحالة غير الطبيعية التي كان عليها، دفعته إلى استباحة جسدها الضعيف، قبل أن تستجمع قواها مخاطبة بدر سعيد "عذبني أوليدي"، وهي عبارة لخصت فيها كل شيء. الكلمة لدفاع المتهم كانت تصريحات المسنة برجع صدى قوي بقاعة الجلسات، وكأنها إدانة قبلية للأربعيني المشتبه فيه، وهو عازب يتحدر من أولاد افرج، وعلى خلفيتها انتصب دفاعه في مرافعة لعلها تخفف عنه وقع حكم ثقيل، يوازي بطبيعة الحال ثقل الجرم المشهود، الذي أتاه في تلك الليلة التي كانت فيها نفسه أمارة بالسوء . واعتبر ممثل الحق العام أن الجريمة التي تناقش اليوم، دليل قاطع على تردي منظومة القيم، لدى الجاني الذي استباح جسد عجوز دون شفقة ولا رحمة، وطالب إثر ذلك من هيأة الحكم بألا تكون رحيمة به وألا تمتعه بظروف التخفيف، وأن تنزل به أقصى عقاب ليكون عبرة للآخرين. من جهته، طالب دفاع المتهم من المحكمة أن تأخذ موكله، بأنه ناقص القوى العقلية، وأن تعرضه على خبرة طبية ضرورية، لكشف انعدام مسؤوليته الجنائية لحظة ارتكابه جريمة اغتصاب هذه العجوز، واستدل على ذلك أن موكله لدى عرضه على الوكيل العام للملك ظهرت عليه تصريحات غريبة، توحي فعلا أنه غير سوي من الناحية العقلية، ومنها أنه أخبر النيابة العامة أن المحققين أخذوا منه " الدم" وقدم تساؤلا أمامها " متى سيرجعون لي دمي؟، وأضاف دفاعه أن سؤالا من موكله بهذه الطريقة، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنه غير سوي تماما، ويتعين تأسيسا على ذلك التعامل معه من منطلق ضعف قواه العقلية والقول بعرضه على خبرة طبية ثلاثية ضرورية في مثل هذه الحالات. عبدالله غيتومي (الجديدة)

مغتصب ثمانينية: “وهبت نفسها لي”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"شاما" تروج لـ"هنا وطن"

أحجام وجائزة أفضل ممثل

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات