تراجع النشاط السياحي بسبب غياب سياسة واضحة لتسويق الوجهة أكد العديد من ممتهني المهن الصيفية بالحسيمة، خاصة "سماسرة" الشقق وحراس " الباركينات " وأصحاب المحلات التجارية، أن صيف هذا العام ليس كسابقيه، بسبب التراجع الملحوظ في عدد الوافدين على المنطقة، بالمقارنة مع الموسمين الماضيين. واعترف العديد من المهتمين بالشأن السياحي بالمنطقة، بأن يوليوز الذي انتهى قبل أيام، لم يسجل أي تقدم يذكر، ويقاس مستوى الزوار بكراء الشقق في الغالب، وهو القطاع الذي يكاد يصاب بتراجع خلال هذا الصيف، حيث انخفض ثمن الكراء بالحسيمة ليصل 200 درهم للشقة الواحدة، مقارنة مع السنتين الأخيرتين، نتيجة تراجع الإقبال عليها وتراجع السياح المفترضين. وربطت بعض المصادر تراجع الإقبال على الكراء، بانتشار أحياء السكن الاجتماعي والاقتصادي، بمختلف أحياء المدينة، ما دفع العديد من المغاربة القاطنين بالخارج، لاقتناء شققهم، وبالتالي التخلي عن كراء الشقق. وكشف العديد من التجار في تصريحاتهم ل"الصباح"، أن مبيعاتهم انخفضت خلال الشهر الماضي بنسبة تصل إلى 50 في المائة، مقارنة مع الفترة ذاتها من السنة الماضية، ما أثر بشكل كبير على أرباحهم وقدرتهم على تلبية احتياجاتهم الاقتصادية اليومية. وأشار صاحب مخبزة بالحسيمة إلى أن تراجع الرواج الاقتصادي يرجع أساسا إلى قلق الزوار من ارتفاع تكاليف المعيشة في جميع مناحي الحياة اليومية، مشيرا إلى أن مشروعه شهد هو الآخر تراجعا يفوق نسبة 50 في المائة، مقارنة مع الموسم الماضي، حيث كان ينتج 15 قنطارا من الخبز، في حين لا يتجاوز إنتاجه الحالي 7 قناطير. ووجد أصحاب محلات تجارية أنفسهم هذا العام أمام ركود غير مسبوق، بعدما كانوا يزودون محلاتهم في هذه الفترة بكثير من السلع، لعرضها على السياح. وقال أحدهم ل" الصباح " " فصل الشتاء مر بصعوبة، وشهر يوليوز انتهى ولم تتحرك الأمور." ويحمل باقي زملاء المتحدث الانطباع نفسه، سواء بأسواق الخضر والسمك وغيرها من الأسواق والمحلات التجارية التي كانت تعرف إقبالا كبيرا في هاته الفترة من السنة. وظهرت تداعيات هذا التراجع على الحركة التجارية، خاصة على مهنيي السياحة، وما يرتبط بها من خدمات، إذ صرح أحد "سماسرة" الشقق قائلا " منذ سبع ساعات وأنا في شارع محمد بن عبد الكريم الخطابي لم أقم بكراء ولو شقة واحدة". ويفسر العديد من المتتبعين ضعف الإقبال على الحسيمة هذا الصيف بأن المدينة لم تهيء بنياتها التحتية ومساحاتها الخضراء للوافدين عليها، كما أن السلطات الإقليمية والمجلس الجماعي لم تتعامل بالجدية اللازمة مع محتلي الشواطئ بالمظلات الشمسية والكراسي والطاولات. ويوجه آخرون اللائمة على المهنيين الذين لم يطوروا منذ مدة عرضهم، خاصة على مستوى الخدمات، ما جعل المدينة تفقد زبناءها التقليديين، سيما من مدن داخلية. وهناك غياب سياسة واضحة لتسويق الوجهة. ووقفت " الصباح " خلال جولة قامت بها، على كثير من الحقائق منها ارتفاع الأسعار التي يعزوها أصحاب المطاعم والمحلات التجارية والمقاهي، إلى الزيادة في أثمنة الكثير من المواد الغذائية والخضر والفواكه، ما كان أحد الأسباب التي ساهمت في هذا التراجع. جمال الفكيكي (الحسيمة) .