اعتصام أربعين متصوفا يربك الأمن بمطار محمد الخامس

علماء وباحثون ودكاترة وعمداء كليات منعوا من السفر إلى ليبيا للمشاركة في مؤتمر عالمي للتصوف يخوض أربعون متصوفا مغربيا من علماء وشيوخ زوايا وأساتذة باحثين ورجال دين وعمداء كليات وصحافيين إضرابا عن الطعام واعتصاما بمطار محمد الخامس بالدار البيضاء، احتجاجا على منعهم من السفر، أول أمس (الثلاثاء)، إلى ليبيا للمشاركة في المؤتمر العالمي الثاني للتصوف الذي تحتضنه العاصمة طرابلس من 8 إلى 15 فبراير الجاري. وقال فؤاد العمراني، أحد الممنوعين من السفر، إن الوفد المغربي المتكون من حوالي 90 مغربيا، فوجئ بحركة ارتباك وسط شرطة المطار، إذ فجأة تلقت الشرطة نفسها تعليمات بمنع الوفد من مغادرة التراب الوطني، وكانت حينها إجراءات سفر 49 منهم قد اكتملت والتحقوا فعلا بالطائرة فيما كانت البقية تخضع لهذه الإجراءات قبل أن يتقدم منهم شرطيون ويؤكدوا أن ليس بإمكانهم السفر متذرعين في البداية بعبارة "أسباب تقنية". وأوضح العمراني، في اتصال هاتفي أجرته معه "الصباح"، أن بقية الوفد أجبرت الطائرة على الانتظار ساعة ونصف، خاصة أن الأمر يتعلق بحوالي أربعين مسافرا متخلفا عن الطائرة، قبل أن تحلق وتترك الوفد في حيرة من أمره، "كل ما أخبرنا به بعد مغادرة الطائرة هو أن شرطة المطار تلقت تعليمات بمنعنا من السفر والتذرع بأي حجة لثنينا عن ذلك".وقضى الوفد الممنوع من السفر ليلته في المطار، إذ نظم وقفة احتجاجية طالب من خلالها بالكشف عن أسباب منعهم من السفر، "لسنا معادين لبلدنا ولا النظام، ونحن متشبثون بملكنا وآراؤنا معروفة من كل القضايا، ولسنا من دعاة المغالاة في الدين، بل إننا مجرد متصوفة غرضنا المشاركة في المؤتمر العالمي للتصوف"، وقال هؤلاء إنهم لن يغادروا المطار إلا بعد توضيح الأسباب التي دعت إلى إعطاء تعليمات مماثلة.وصادف اعتصام المتصوفة أنفسهم مرور عبد الواحد الراضي، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي فوجئ هو الآخر بما سمعه من المحتجين، مؤكدا لهم أنه حال وصوله إلى الرباط، سيستعلم عن الأسباب التي أدت إلى هذا المنع. كما تدخل حميد شباط على الخط، بعد أن أجرى به معتصمون اتصالات هاتفية، ووعد بالتدخل لدى وزارة الداخلية لمعرفة ما يجري.من جهة أخرى، قرر الوفد المغربي الممنوع من السفر رفع دعوى قضائية ضد السلطات الأمنية بمطار محمد الخامس، محملين إياها مسؤولية منع حوالي 40 منهم من مغادرة المطار "دون أي سبب معلل"، بل إن المسؤولين الأمنين، يقول أحد الأعضاء الذين وصلوا إلى ليبيا، في اتصال هاتفي أجرته معه "الصباح"، "كل ما أكدوه هو أنهم تلقوا تعليمات شفوية من مسؤولين في الإدارة المركزية بالرباط، ونحن نرى أن زمن الملك محمد السادس نصره الله ليس زمن التعليمات الشفوية؟ وزمن الاستهتار بالمسؤولية؟ لذلك سنراسل الديوان الملكي، وسنشرح لملكنا ما جرى في المطار، كما سنتصل بمختلف الجمعيات الحقوقية داخل الوطن وخارجه للتنديد بهذا العمل غير المسؤول". وقام أعضاء الوفد الذي وصل إلى طرابلس والمتكون من 49 شيخا وأستاذا جامعيا وباحثا في علوم التصوف، بزيارة إلى السفير المغربي بالجماهيرية الليبية لإطلاعه على حيثيات المشكل ومطالبته بالسعي إلى معرفة الأسباب الحقيقية لهذا المنع والتدخل الحبي ليتمكن باقي أعضاء الوفد من المشاركة في أشغال الملتقى العالمي الثاني للتصوف.وراسل أعضاء الوفد، من ليبيا، وزيري الداخلية والعدل والوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء لمعرفة المسؤولين الحقيقيين الذين تسببوا في "هذا المشكل العويص لينالوا العقاب اللازم حتى لا تتكرر مثل هذه الأخطاء مرة أخرى". واصفين ما تعرض له زملاؤهم ب"الإجراء التعسفي" في حق مواطنين مغاربة أحرار "يتمتعون بحقوقهم الدستورية التي تضمن لهم حرية التنقل، خاصة أنهم توصلوا بدعوة رسمية لتمثيل المملكة المغربية في هذا الملتقى العالمي الهام ورغبتهم الراسخة في الدفاع عن الثوابت الوطنية والوحدة الترابية للمملكة أمام الهجمة الشرسة لأعداء الوطن". ضحى زين الدين

اعتصام أربعين متصوفا يربك الأمن بمطار محمد الخامس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

عودة الإقبال على أسهم شركة صهر بنعلي

فيربيك يتبرأ من دوري الأمل

مقالات ذات صلة