الشقـق والفيـلات المؤجـرة…وجهـات للدعـارة

شبكات تختارها للبقاء بعيدا عن الأعين وللاستفراد بالفرائس وصعوبات تعترض مداهمتها في فصل الصيف، تتحول وجهة شبكات الدعارة من وسط المدن، إلى المحطات السياحية والشواطئ، ليس بحثا عن الاستجمام وقضاء فترة عطلة، وإنما لوجود سوق يتزايد فيها الطلب ويستعر فيها الإغراء والإغواء. وتختار أغلب الفتيات الوجهات البعيدة عن موطن سكنهن، لضمان حرية أكبر وتوفير عائد أكثر. وتختلف بطبيعة الحال نوعية هذه الشبكات بين الراقية والمتوسطة، وتلك التي تصنف في الخانة الأدنى.تلتهب أسعار الشقق المفروشة في المدن السياحية في فترة الصيف، لتتضاعف عن باقي فترات السنة، وغالبا ما يكون الحجز قبل الموعد بكثير، ولطيلة فترة العطلة، كما أن شققا أخرى يفضل أصحابها عدم كرائها لفترة طويلة، إذ يختارون زبناء الساعة أو الأمسية أو الليلة. حسب العرض وليس الطلب. شقق للساعة ليست هناك معايير خاصة بهذه الشقق، فأصحابها غالبا ما يعتمدون على شيء واحد فقط، هو الهاتف المحمول، الذي يكون رقمه منتشرا بين السماسرة، ففي بعض المدن تعرف الفئة الأخيرة بتحريكها مفاتيح تحملها على طول مداخل المناطق السياحية، أو بلافتات صغيرة أو أوراق مكتوب عليها شقق للكراء. كما أن بعضها لا يخضع للإشهار، بل يعتمد طرقا سرية، وتشتغل ليل نهار، وغالبا ما تسيرها نساء متمرسات.جل ممتهنات الدعارة اللائي يتخذن من هذه الأماكن فضاءات لإنعاش "تجارتهن"، يكن على معرفة صاحبات الشقق، فما أن تقع الفريسة في أيديهن حتى تنطلق المكالمات الهاتفية للبحث عن الشقة الشاغرة، وبطبيعة الحال فالأمر لا يشترط حدا أدنى أو أقصى للإقامة في الشقة، بل قد يقتضي ساعة فقط، ينتهي فيها كل شيء ويقضي كل طرف مبتغاه.وغالبا ما تجد الحملات الأمنية صعوبة في كشف هذه الشقق، لوقوعها أولا في عمارات، إذ لا تعرف الوجهة، كما أن المداهمة تقتضي، مساطر خاصة من بينها وجود شكايات لسكان الجوار وإشعار النيابة العامة بالتلبس، ولا يمكنها أن تقع ليلا إلا بشروط ضيقة جدا. وغالبا ما يلجأ رجال الشرطة أو الدرك، إلى المراقبة نهارا، والتي قد تستغرق وقتا قبل حصول المبتغى. طاكسي متنوع بعض الشقق وأماكن إيواء الراغبين في قضاء سويعات بعيدا عن الأعين أو مراقبة الأمن، لا يعرفها إلا بعض أصحاب سيارات الأجرة الذين يشتغلون ليلا، وتقتصر أغلب رحلاتهم على زبائن من نوع خاص، إذ يتحركون بين الملاهي الليلية وعناوين الشقق، التي يكونون على معرفة مسبقة بها، كما يستعملون بدورهم الهواتف المحمولة لتلبية طلبات الرغبات الآنية التي تعرض عليهم، وبطبيعة الحال فإن الأسعار تختلف بحسب نوعية الزبون وجنسيته.وسبق للمصالح الأمنية بالبيضاء، أن أوقفت سائقي سيارات أجرة تورطوا في جرائم مماثلة، آخرهم كان شخصا مكلفا بسياقة سيارة أجرة يفضل الاشتغال ليلا، إذ ضبطت بحوزته حوالي كيلوغرام من الشيرا والعديد من قنينات الجعة، وتبين أنه حول سيارته إلى متجر خاص بتلبية رغبات زبنائه الليليين، فهو يبيع المخدرات والخمور وعبر الهاتف يتوصل بالطلبات ليتنقل إلى مكان زبنائه.وكشفت الأبحاث المجراة مع الموقوف الذي جرت محاكمته أخيرا من قبل محكمة عين السبع، أن نشاطه الليلي لا يقتصر على الاتجار في المخدرات والخمور، بل يتعداه إلى توفير فضاءات للدعارة، فيجلب الراغبين في ممارسة الفساد ويوزعهم على الشقق المعدة لهذا الغرض، ومنها شقته التي يدعي أنها ليست له لقبض الثمن مضاعفا، سعر كراء الشقة ومبلغ السمسرة، ناهيك عن مبلغ النقل. وإن كانت حاجة الزبون إلى الخمور فإنه يقبض منه أيضا ويستمهله لجلبها، إذ يختفي عن الأنظار مدة ثم يعود بعد أن أخذ المطلوب من الصندوق الخلفي للسيارة، ليقبض من جديد ثمن المشروبات الكحولية الذي يكون مضاعفا بسبب ظرف الليل، ناهيك عن واجب التنقل و"التدويرة". فيلات للأجانب تحول بعض الفيلات المفروشة في فصل الصيف، هدفها من المغاربة إلى الأجانب سيما العرب. ويعد التصميم الداخلي لهاته الفيلات، واحد من ملامح تخصيصها للأغراض غير القانونية، ككثرة وجود غرف النوم وتأثيثها بديكورات خاصة، ناهيك عن وجود حارس خاص يسهر على الراحة وتلبية الحاجيات.وتشتغل بعض هذه الدور وفق برنامج سري، يدمج في إطاره شبكة علاقات، بدءا من استعمال سيارات تجلب الزبائن من المطار وانتهاء بالإيواء ثم البحث عن الفتيات اللائي يشتغل بعمولة يدفعنها مقابل قضاء سويعات أو ليلة في ضيافة الأجنبي.وسبق لمصالح أمن الحي الحسني في وقت سابق أن داهمت فيلتين بحي السيال، كانتا معدتين للغرض نفسه أوقفت داخلها طالبات جامعيات وأجانب من جنسية خليجية. وتم ذلك نهارا، إذ انتهت مراقبة المكان إلى تشديد الحراسة عليه وانتظار خروج الفتيات ليتم إيقافهن وإجراء المداهمة، فاعترفن بعد ذلك بكل شيء . المصطفى صفر وسيطات يختبئن وراء كراء السيارات ليست الشقق والفنادق والفيلات، التي تعرف اشتغال بعض أربابها في «الوساطة» في مجال الدعارة، بل امتدت في السنوات الأخيرة إلى قطاع كراء السيارات، من خلال تخصص مجموعة من الوكالات بالدار البيضاء في هذا المجال.وتقدم هذه الوكالات، وغالبيتها مسيرة من قبل نساء، خدمات «القوادة» عبر ربط الاتصال بشبكات متخصصة في ذلك بالخارج، أو من خلال وكالات للأسفار تساهم في تسهيل عمليات التنسيق، (تقدم) خدمات لزبناء من نوعية خاصة، غالبيتهم من الخليج العربي، كما هو الحال بالنسبة إلى إحدى الوكالات المعروفة الموجودة بالدار البيضاء، التي تملكها امرأتان كانتا تشتغلان في الوظيفة العمومية، قبل أن تقررا مغادرتها طوعيا والحصول على «حصيصة» مكنتهما من اقتناء بعض السيارات، وربط الاتصال بزبناء من الخليج العربي.تضع هذه الوكالات، رهن إشارة الزبناء سيارات فخمة، وتساهم في تقريب العلاقات بين الأشخاص الباحثين عن تلبية الرغبات الجنسية، كما تعمل عن ضمان شقق ومنازل مجهزة بأفرشة من النوع الثمين وبمعدات تقنية عالية.ي.ر

الشقـق والفيـلات المؤجـرة…وجهـات للدعـارة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

منتجعـات ومسابـح "حمـراء" بمراكـش

الجديدة المدينة التي لا تنام

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات