مولودية أسا… صعود من رحم المعاناة

الفريق فاجأ منافسيه وتأهل إلى القسم الوطني هواة رغم الإكراهات حقق مولودية أسا لكرة القدم الصعود إلى القسم الوطني هواة، بعد منافسة قوية مع أدرار سوس ونجم أوسرد ونجاح سوس وشباب هوارة. ورغم البداية التي كانت محتشمة للفريق طيلة الشطر الأول، ظل متربصا بالصف الأول، ليستفيد من أخطاء المواسم الماضية، ويحقق نتائج إيجابية في الشطر الثاني من البطولة، ويبحث عن الفوز على المنافسين المباشرين، واستغل المنافسة القوية بين أربعة أندية كلها تطمح للصعود، فحقق نتائج إيجابية أمام هؤلاء المنافسين المباشرين، مستفيدا من تعثرهم في المواجهات المباشرة، ليتمسك بالأمل في الصعود، ويحقق سلسلة من الانتصارات في الدورات الأخيرة، حسمت صعوده للقسم الوطني هواة. طموح الشباب منذ تأسيس مولودية أسا في 27 فبراير 2007، وهو يرفع شعار التحدي والبحث عن مكان ضمن الكبار، وتمكن من الصعود إلى القسم الثاني هواة في 2008، وكله رغبة في إظهار المواهب "الأساوية" في الساحة الوطنية، ليتألق، ويحقق الصعود إلى القسم الأول هواة في 2012. واستمر التوهج بالصعود إلى القسم الوطني الممتاز في أول نسخة في 2017، ومنذ ذلك الحين، وهو يمني النفس بتحقيق حلم مقارعة الكبار في القسم الوطني هواة، فكان قريبا من تحقيق الصعود الموسم قبل الماضي، لكنه رفع التحدي هذا الموسم. استعدادات مبكرة نجح مولودية أسا، بداية الموسم الماضي، في رسم معالم الطريق نحو الصعود، منذ البداية، فرحل إلى أكادير وأقام معسكرا تدريبيا لمدة 15 يوما، مع مباريات ودية، مع نجاح سوس واتحاد أيت ملول وتعاقد مع المدرب سعيد بهلول. ووقع مولودية أسا على أزيد من 23 عقدا احترافيا، مع لاعبين، بداية الموسم، قصد الحفاظ على استقرار الفريق، ومع أطر مساعدة، وتجند المكتب المسير، لتوفير جميع الظروف لتحقيق الأهداف المسطرة. وعزز صفوفه بسبعة لاعبين في "الميركاتو" الشتوي، فيما سرح سبعة آخرين. مسار بطل وحقق مولودية أسا بداية متواضعة، بحكم وجود منافسة قوية مع اتحاد آيت ملول وأدرار سوس وشباب هوارة، المحتلة للصفوف الثلاثة الأولى في الشطر الأول، وأنهى مرحلة الذهاب في الرتبة الرابعة، ليستغل البداية المتعثرة والمباريات المباشرة. لكن مولودية أسا سرعان ما عاد إلى السباق، ودخل المنافسة مع الأندية في الرتب الأولى، ووصل الرتبة الأولى في الدورة السابعة عشرة، وتمكن من تحقيق الصعود بحصيلة تقنية، بلغت 67 نقطة من 20 فوزا و7 تعادلات وثلاث هزائم، وبخط هجوم متميز سجل 43 هدفا، بقيادة الهداف عبد الرزاق حريشي، فيما استقبلت شباكه 14 هدفا، وتوج بلقب بطل الهواة، بعد انتصاره أمام بطل شطر الشمال اتحاد يعقوب المنصور بهدف لصفر. الإكراه المادي عانى مولودية أسا خلال الموسم الرياضي الجانب المالي، إذ رغم النتائج الايجابية التي حققها الفريق، فإن خزينة الفريق عاشت على وقع العجز والديون، من أجل مسايرة الموسم الرياضي، في ظل غياب مستشهرين ومدعمين للفريق. واعتمد مولودية أسا على منحة الجامعة الملكية لكرة القدم، التي بلغت 90 مليونا، ومنحة المجلس الإقليمي لأسا المقدرة بـ 60 مليونا، دون أن يتوصل بمنحة جهة كلميم وادنون . وأمام غياب موارد مالية قارة، وارتفاع المصاريف التي تجاوزت 200 مليون خلال هذا الموسم، اضطر الفريق للاستدانة، من أجل توفير جميع الحاجيات لتسيير الفريق. بهلول: إنجاز مستحق مدرب الفريق قال إن المنافسة كانت قوية قال سعيد بهلول، مدرب مولودية أسا، إن الفريق استحق الصعود لما قدمه منذ بداية البطولة، من مستوى جيد، رغم المنافسة القوية من أدرار سوس ونجم أوسرد. وأوضح بهلول في حوار مع «الصباح»، أنه رغم الإكراه الجغرافي، وبعد المسافة وقلة الإمكانيات، فإن الفريق قدم حصيلة إيجابية، وأضاف بهلول أن فريقه سيلعب على تثبيت قدميه في القسم الوطني هواة الموسم المقبل، ودعا المسؤولين للاهتمام بالفريق الذي يمثل جهة كلميم وادنون في القسم الوطني هواة. في ما يلي نص الحوار: كيف جاء إنجاز الصعود؟ هو ثمرة مجهودات جميع مكونات مولودية أسا، وكان ضمن الأهداف، التي وضعتها مع المكتب المديري أثناء التحاقي بالفريق، وكان مخططا له، واشتغلنا عليه مع المكتب المديري واللاعبين، بالإضافة إلى الجماهير التي كانت دائما وراء الفريق، وبفضل روح المجموعة التي أركز عليها دائما، آمل أن يكون اهتمام المسؤولين والمستشهرين بهذا الفريق، الذي يمثل حاليا جهة كلميم وادنون، في البطولة الوطنية للهواة، وكلنا طموح ورغبة في تمثيل منطقة أسا وجهة كلميم وادنون، أحسن تمثيل، والذهاب بعيدا في هذا المشروع الرياضي. كيف ترى حصيلة الموسم؟ حصيلة إيجابية، وموسم كان بالنسبة إلينا استثنائيا. قمنا بتربص إعدادي بأكادير، وأجرينا العديد من المباريات الودية، وانتدبنا مجموعة من اللاعبين الذين قدموا الإضافة للفريق، خاصة في "الميركاتو" الشتوي، مع الحفاظ على العناصر الأساسية. وبدأنا بشكل جيد وعرفنا كيف نتعامل مع المنافسة القوية لكل من شباب هوارة واتحاد أيت ملول وأمل السبت وأدرار سوس ونجم أوسرد، ورفعنا إيقاع البطولة لحسم بطاقة الصعود في الشطر الثاني من البطولة، واستطعنا إنهاء البطولة في الرتبة الأولى ب 67 نقطة من 20 انتصارا و7 تعادلات و3 هزائم، وسجل هجومنا 43 هدفا، فيما استقبلت شباكنا 14 هدفا. وهي حصيلة تقنية جيدة، توجت بتحقيق حلم الصعود. < كانت تجربة ناجحة، كأول تجربة في القسم الوطني الأول هواة، بحكم وجود أناس قدموا لي يد المساعدة للنجاح في هذه التجربة، رغم قلة الدعم المادي، ويحسب للمكتب المديري الوفاء بالتزاماته مع اللاعبين، والأطر التقنية، وتوفير جميع الإمكانيات المتاحة، لتسهيل وإنجاح عمل الطاقم التقني والفريق ككل، للبحث عن بطاقة الصعود، إذ رغم الإكراهات والصعوبات، حققنا الأهم وتمكنا من تحقيق حلم الصعود، وإسعاد جماهير أسا. < أبرز إكراه عاناه مولودية أسا هو بعد المسافة، والتنقلات كانت بعيدة بين المدن، فرض علينا السفر مبكرا، وأخذ الاحتياطات، وتوفير الوقت الكافي للاعبين من أجل استرجاع الطراوة البدنية، وأن يكون في أتم الجاهزية للمباريات، بالإضافة لإكراه الملعب الذي لا يستجيب لمواصفات ملعب للممارسة كرة القدم بأسلوبنا، ونصطدم بمشاكل كثيرة كالأرضية التي لم تعد صالحة. ما هي أهدافكم الموسم المقبل؟ كما تعرف أن المدرب يبحث عن الاستقرار، والمكتب المديري وفر جميع ظروف العمل من استقرار تقني ومادي، بالإضافة للحفاظ على أغلبية اللاعبين الموسم المقبل، وجددت عقدي لموسم آخر مع الفريق بعد موسم ناجح، لأن عقدي الأول كان لموسم واحد، وكان هدفنا تحقيق الصعود، ونجحنا فيه، وهدفنا الموسم المقبل هو الاستقرار والتأقلم في القسم الوطني هواة، وتثبيت قدمينا في هذا القسم، وبعدها سنفكر الموسم الموالي في اللعب على بطاقة الصعود. كيف ترى منافسات القسم الوطني هواة؟ ستكون بطبيعة الحال منافسة قوية بوجود مجموعة من الأندية التي سبق لها اللعب في البطولة الوطنية في القسم الثاني، مثل النادي القنيطري والاتحاد الزموري للخميسات والاتحاد البيضاوي، بالإضافة إلى الأندية التي تلعب أدوارا طلائعية في القسم الوطني هواة، وسنحاول الاستعداد للموسم الرياضي المقبل بشكل مبكر،لتحقيق هدف البقاء في القسم الوطني هواة. في سطور الاسم الكامل: سعيد بهلول تلقى تكوينه في مركز الدفاع الحسني الجديدي الفرق التي لعب لها: الدفاع الحسني الجديدي والجيش الملكي وسبورتينغ سلا واتحاد طنجة ودبا الفجيرة الإماراتي ووداد فاس. الفرق التي دربها: الرجاء الجديدي و مدرب مساعد مع عبد الحق بنشيخة في الدفاع الحسني الجديدي الكبش: حققنا الأهم الرئيس قال إن الصعود تم في ظروف صعبة أكد أحمد الكبش، رئيس مولودية أسا، أن الفريق حقق الأهم بتحقيق حلم الصعود إلى القسم الوطني للهواة، وأضاف أن سبب تألقه يرجع إلى الاستعدادات المبكرة التي قام بها بأكادير بداية الموسم، وللانتدابات المهمة التي قام بها الفريق، والتعاقد مع الإطار الوطني سعيد بهلول. وأوضح رئيس الفريق أن أغلب اللاعبين ذوو تجربة في قسم الهواة، بالإضافة إلى الانسجام والانضباط السائد داخل المجموعة، والمكتب المديري الحاضر في جميع التداريب والمباريات. وتابع الكبش أن تجربة المدرب سعيد بهلول والطاقم التقني والإداري، كان لها الدور الكبير في تألق الفريق، والحفاظ على الحظوظ في المنافسة في الشطر الأول، وتغيير الإيقاع في الشطر الثاني والبحث عن الصدارة، وتحقيق الصعود، دون نسيان جمهور الفريق الذي كان حاضرا في جميع المباريات داخل الميدان وخارجه، وكان سندا قويا للفريق. وأوضح الكبش قائلا "الموسم مر في ظروف صعبة، خاصة في الجانب المالي. ضعف الموارد المالية جعلنا نجتهد ونبحث عن توفير جميع الإمكانيات للفريق، وكان المجلس الإقليمي لأسا سندا في دعمنا، وتشجيعنا على تحقيق نتائج إيجابية". وتأسف رئيس الفريق على عجز المسؤولين عن جلب مستشهرين، والاكتفاء بدعم الجامعة الملكية لكرة القدم والمجلس الإقليمي، رغم أن المكتب المديري لمولودية أسا طرق أبواب مجموعة من المستشهرين وتلقى العديد من الوعود. إنجاز : عبد الجليل شاهي (أسا)

مولودية أسا… صعود من رحم المعاناة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

قالوا

المغرب: حجاجنا "تكرفسو"

مقالات ذات صلة