تعليمات الوكيل العام أسقطت قاتل سميحة

المحققون فشلوا في فك شفرات الجريمة رغم القرائن وطلب إحالة الملف على الفرقة الوطنية غير مسار البحث في أقل من ساعة اختفت شابة في مقتبل العمر منذ شهور، بالبيضاء، وقادت الصدفة إلى اكتشاف علاقة غرامية تربطها بقريب لها يدعى “علي” يشغل مهمة شيخ قروي بالمنطقة التي تتحدر منها المختفية. علاقة غرامية تخللها افتضاض للبكارة، وعلاقات جنسية وصور وابتزاز جنسي، انتهى بقتل الضحية. لكن المتهم، ظل لشهور ينفي علاقته باختفاء الضحية، قبل أن يقر بأنه قتلها، وقدم رواية مغلوطة للمحققين، الذين فشلوا في فك شفرات هذه القضية، بيد أن قرار النيابة العامة إحالتها على الفرقة الوطنية، هو الخيط الوحيد الذي جعل المتهم يقر بتفاصيل جريمة استثنائية... سميحة شابة في الثلاثينات من عمرها، نشأت بينها وبين ابن عمها “علي.غ” المزداد سنة 1970 علاقة غرامية، وهي لم تبلغ سنتها 18. كانت تستغل ذهابها للثانوية بالصويرة للقاء ابن عمها شيخ القبيلة وأحد أعيان المنطقة، إذ تعددت اللقاءات وتعددت معها المغامرات الجنسية لشيخ قبيلة سيدي امحمد أورمزوق بقيادة امرامر بإقليم الصويرة. كان الشيخ يوهم العديد من معارفه أن علاقته بسميحة مجرد علاقة قريب بقريبته، وأنه يعتبرها بمثابة ابنته، يحن إليها ويهتم بأمورها. وأصبح حديث الكثير من سكان الدوار على مرافقة سميحة لعلي، في جلسات خاصة ومغلقة يعقدها علية القوم، من بينهم منتخبون ونافذون بالمنطقة.. تلك الأخبار غير السارة، سرعان ما وصلت إلى زوجة علي وأسرته الصغيرة، إذ أخبرته زوجته بهذه العلاقة المشبوهة التي تربطه بابنة عمه، لكنه لم يعر الأمر أي اهتمام، واستمرت علاقته بسميحة، التي ستدخل معها زوجة علي وابنه في شجار، لتتفجر قصة حب ومغامرات جنسية ظلت طي الكتمان. ابتزاز بالمقابل قررت أسرة سميحة الهجرة نحو البيضاء، وترك القبيلة وكلام سكانها، إذ تنفس الشيخ الصعداء، واعتقد أن كابوس تهديدات سميحة سينتهي. واختارت سميحة وهي في البيضاء، الولوج إلى سوق الشغل، وهكذا اشتغلت في إحدى المخبزات، بيد أنها ظلت تتصل من حين لآخر بشيخ القبيلة، غير أنه لم يكن يرد على مكالماتها، فما كان إلا أن أرسلت له صورا وهو عار تماما، التقطتها له بهاتفها المحمول في جلسات خاصة، حيث كانا يمارسان العشق الممنوع. لم يكن أمام شيخ القبيلة، سوى الإذعان لسميحة وكان يرسل لها مبالغ مالية مختلفة، مقابل عدم البوح أو نشر صوره وفيديوهاته. الاختفاء اللغز ذات يوم خلال السنة الجارية، اختفت سميحة عن الأنظار، ولم تعد إلى منزل الأسرة، بعد أن غادرت باكرا للعمل كما هي عادتها. بحثت الأسرة عنها في العمل، فتلقت خبر مغادرتها العمل قبل الوقت المعتاد، لقضاء غرض ما. وباءت كل محاولات البحث عنها بالفشل، وتقدم والدها لأمن الحي الحسني بإشعار باختفاء ابنته. في اليوم الموالي، قررت الأسرة البحث في دولاب الضحية، وكانت الصدمة قوية، بعدما تم العثور على صور لشيخ القبيلة وهو عار تماما، في صندوق خاص بأغراض المختفية، بالإضافة إلى حوالات مالية من الشيخ إلى المختفية. اتصل أقارب الضحية بشيخ القبيلة لاستفساره عن الضحية، بيد أنه أنكر علمه بمكان وجودها، كما أنكر علاقته بالمختفية، ما زرع الشك في نفوس الأسرة، التي قررت التوجه نحو الصويرة ووضعت شكاية لدى النيابة العامة، معززة بالحوالات المالية وصوره وهو عار.. تم وضع شيخ القبيلة رهن الحراسة النظرية، وأقر بعلاقته بالضحية وأن هذه العلاقة انتهت منذ أمد بعيد، وأن الحوالات المالية، ناجمة عن ابتزاز جنسي كان يتعرض له من قبلها، نافيا أي علاقة له باختفائها. تنازلت زوجة المعني بالأمر عن متابعة زوجها، وتم تقديمه للنيابة العامة التي قررت حفظ الملف لتنازل الزوجة. بالمقابل ظلت الأسرة تتردد على محكمة الصويرة، وكذا مركز الدرك الملكي بتفتاشت، وتقررت مواصلة البحث من خلال جرد المكالمات الهاتفية الصادرة عن هاتف الضحية. أكدت نتيجة البحث بهذا الخصوص، أن المختفية اتصلت يوم اختفائها بشيخ القبيلة أزيد من ست مرات، كما اتصلت برقم آخر. تبين أن هذا الرقم يعود إلى شخص يتردد دوما على البيضاء، وحين عودته ينتقل مع الركاب المتحدرين من المنطقة، وكشف أن المعنية بالأمر اتصلت به وأوصلها إلى طريق من جماعة سيدي امحمد أومرزق. بعد رصد المكالمات الهاتفية، تبين أن تموقع هاتف شيخ القبيلة وهاتف الضحية كانا بمناطق مشتركة، بكل من جماعة تفتاشت وبسيدي امحمد أمرزوق، وأن هاتف شيخ القبيلة استعملت شريحة الضحية. تحقيقات غير ذات جدوى أحيلت القضية برمتها على المركز القضائي للدرك الملكي، الذي واجه شيخ القبيلة بإنكاره الأول حول علاقته بالضحية، وأنه لم يلتق بها منذ شهور طويلة، لكنه عاد وقال إنه التقى الضحية أثناء عودتها من البيضاء، وانها غادرت نحو الصويرة، لغرض ما. بدت تصريحات شيخ القبيلة كلها متناقضة، فقد أنكر أي علاقة لها بالضحية، ثم عاد ليقول إن الضحية كانت متوجهة للصويرة والتقى به صدفة بسيدي امحمد امرزوق، ثم نفى أن استعمال شريحة هاتفها في هاتفه المحمول. خلال سريان البحث سيكشف شقيق الضحية، أن رقمها الهاتفي، أرسل رسالة نصية بعد أيام من اختفائها، يشير إلى أنها ستهاجر إلى أوربا، وأن الهاتف تم إغلاقه، وتمت مواجهة شيخ القبيلة بهذا المعطى، بعدما تبين أن الهاتف الذي استعملت فيه هذه المرة شريحة تعود للشيخ نفسه، لكن الإنكار والتصريحات المتضاربة هي الفيصل. مكالمة سارة لم يجد ضباط المركز القضائي للصويرة، أدنى حرج في ربط الاتصال بنائب الوكيل العام، والقول إن نتيجة البحث لم تسفر عن أي اعتراف من قبل شيخ القبيلة المشتبه فيه، رغم كل القرائن التي تدينه بشكل أو بآخر. هنا سيطلب الوكيل العام للملك، تقريرا إخباريا وإحالة الملف على الفرقة الوطنية للشرطة القضائية. ساعة بعد ذلك، سيرن هاتف الوكيل العام، وسيجد في الجهة المقابلة، ضابطا بالمركز القضائي لدرك الصويرة، يزف خبر الاعتراف. اعتراف المتهم في حقيقة الأمر لم يكن اعترافا صريحا، فقد ادعى شيخ القبيلة أنه قتل الضحية برصاصة، وقام بنقلها على متن سيارته، وتخلص من الجثة بواد تانسيفت. تم نقل المشتبه فيه نحو مسرح الجريمة، دون العثور على أي قرينة تفيد في ذلك، وتم نقله نحو واد تانسيفت حيث تخلص من الجثة. أعطى مرة أخرى الوكيل العام تعليمات بتعميق البحث أكثر، وكأن هذه الرواية غير مستساغة، فما كان من المتهم، إلا التراجع عن التصريح السابق، والقول إنه قتل الضحية برصاصة، وتخلص منها في سيدي امحمد أومرزق. انتقلت عناصر الدرك الملكي إلى مسرح الجريمة، وعاينت السيارة التي نقلت الضحية وليست بها أي آثار، ثم تم الحفر بالبئر واستخراج حذاء رياضي وقميص وبعض من الشعر، يرجح أنه للضحية. محمد العوال (آسفي)

تعليمات الوكيل العام أسقطت قاتل سميحة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اختفاء الملايين بأقدم تعاونية بالبيضاء

أشجار "الحنصالي" تورط مستشارا بالجديدة

مقالات ذات صلة