نداء مراكش للبرلمانيين الشباب الاشتراكيين لجيل جديد من الحقوق دعا إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، إلى إرساء تعاقد عالمي جديد يتجاوز مبدأ الدفاع عن الحقوق السياسية، والسوسيو اقتصادية، والثقافية إلى الدفاع عن حقوق الكوكب والبيئة لضمان مستقبل آمن للأجيال المقبلة. وأكد لشكر، في كلمة له في المنتدى الدولي للبرلمانيين الشباب الاشتراكيين والاشتراكيين الديمقراطيين، المنعقد أول أمس (الاثنين) بمراكش، برعاية الفريق الاشتراكي، أنه حان الوقت للترافع عن جيل جديد من الحقوق الأساسية للإنسان بعدما تأكد عجز منظمات دولية ودول عظمى عن مواجهة الأزمات وتداعياتها من وباء كورونا، والحرب الروسية الأوكرانية، وأزمة الأمن الغذائي والطاقي، وتراجع قيم التضامن بين الدول. وانتقد لشكر الوضع الدولي القائم الآن والمرتكز على سياسة الانغلاق على الذات، وتطبيق الحمائية الاقتصادية، وسيادة العنصرية والشوفينية الضيقة خاصة من قبل الدول العظمى، مضيفا أن التوجه الليبرالي المتوحش نتجت عنه أزمات دولية كبرى، وهو ما جعل التوجه الاشتراكي الديمقراطي حاضرا لمواجهة تداعيات ما يجري الآن في العالم من حروب وزيف الادعاءات التي روجتها منظمات دولية لإحقاق التعاون الدولي. وقال المتحدث نفسه، إنه وجب التوفيق بين الحاجة إلى تحقيق نمو اقتصادي ورفاه لكل مواطن والحفاظ على كوكب نظيف بيئيا لحماية مستقبل الأجيال، داعيا المنتدى الاشتراكي إلى مأسسته قانونيا قصد الترافع عن القيم الإنسانية بتنسيق مع الأممية الاشتراكية والرابطة التقدمية. وأشار المتحدث نفسه الى المبادرة الملكية لتعميم الرعاية الاجتماعية في وقت أزمة "كوفيد"، مؤكدا أنها سابقة لترسيخ قيم التضامن الإنساني، وهو ما يتماشى مع تصور حزبه الاشتراكي. ومن جهته، قال عبد الرحيم شهيد، رئيس الفريق الاشتراكي بمجلس النوب، إن العالم يعيش منذ السنوات الأربع الأخيرة تحولات عميقة، بدأت بوادرها تظهر بجلاء مع انتشار الوباء العالمي، الذي بدا معه أن النظام العالمي لم يكن في مستوى مواجهة الأزمات والتحديات المباغتة، إذ حسب الأمم المتحدة (2022)، سقط حوالي 30 مليون شخص في القارة الإفريقية مثلا في الفقر المدقع بسبب الوباء، وخسرت البلدان الإفريقية ما يقرب من 22 مليون منصب شغل في السنة نفسها، وفق المعطيات المتعلقة بأهداف التنمية المستدامة. وأكد شهيد أن الوباء شكل تهديدا لمكتسبات التنمية البشرية التي تحققت على مستوى القارة على مدى عقود، وزاد من نسبة السكان الذين يعانون الجوع وانعدام الأمن الغذائي الذي ساد في إفريقيا منذ 2014، وارتفع عدد الأشخاص الذين ليس لديهم ولوج إلى الكهرباء على مستوى القارة في 2020، ما أصبحت معه العديد من البلدان بعيدة عن تحقيق هدف تعميم الولوج إلى الكهرباء بحلول 2030. كما أن تداعيات كوفيد 19 فاقمت من الفوارق القائمة بين الجنسين (الأمم المتحدة 2022). ومن أبرز سمات الأزمة الصحية، يضيف شهيد، بروز هشاشة الأنظمة الصحية والحماية الاجتماعية في العديد من البلدان، وتراجع الحقوق والحريات في سلم الأولويات، إذ عاش العالم أزمة الحق في الصحة والحق في السكن، والحق في التنقل، وحقوق الفئات الهشة مثل الأشخاص المسنين، وعديمي المأوى. وتفاقمت معضلة الفقر المدقع وهشاشة سوق الشغل، وتعرت هشاشة أنظمة التعليم العمومي بسبب ضعف الموارد المخصصة له، وبالمقابل، برزت الفرص التي يتيحها الولوج إلى التكنولوجيا الجديدة وفرص الابتكار في إحداث مقاولات تعتمد على نمط مختلف من الإنتاج والتسويق، أصبحت معها الأنماط الكلاسيكية غير قادرة على التنافس. وقال رئيس الفريق الاشتراكي، تأتي الأزمة الروسية الأوكرانية في وقت ما تزال فيه البلدان تكافح من أجل التعافي من الآثار المهددة للاستقرار العالمي لوباء كوفيد 19. وأكد المتحدث نفسه أن ما جرى أدى إلى تدهور وضعية الموازنات في معظم البلدان والرفع من الدين العام إلى أعلى المستويات منذ مطلع القرن. كما لجأت نصف البلدان المنخفضة الدخل في المنطقة الإفريقية، على سبيل المثال، إلى الإفراط في المديونية أو التعرض لخطر الإفراط في المديونية، في الوقت الذي وجدت فيه العديد من البلدان نفسها أمام إمكانيات مالية ضعيفة أو معدومة، بينما ارتفعت احتياجات الإنفاق. أحمد الأرقام (موفد الصباح إلى مراكش)