بلغت قمة الشهرة وسحرت أجيالا بأغانيها واعتنقت البوذية وعاشت أوقاتا عصيبة رحلت أسطورة موسيقى "الروك أند رول" "تينا ترنر"، عن عمر ناهز 83 عاما، بعد صراع طويل مع مرض السرطان والسكتة الدماغية والفشل الكلوي، لكنها نجحت في كتابة اسمها في السجل الذهبي للشهرة والعالمية، بصوتها وأدائها فوق المسرح، الذي سيبقى خالدا في وجدان الملايين من عشاقها. ونشر وكيل أعمال الراحلة على حسابها في "إنستغرام"، خبر الوفاة بالقول "ماتت بسلام، بعد صراع طويل مع المرض في منزلها بكوسناخت القريبة من زوريخ في سويسرا"، ونعاها في منشور آخر قال فيه "بموسيقاها وشغفها الذي لا حدود له بالحياة، جذبت ملايين المعجبين حول العالم وألهمت نجوم الغد... اليوم نقول وداعا لصديقة عزيزة تترك لنا أعظم أعمالها: موسيقاها". مسار ملكة "الروك" ليس تقليديا أبدا، بل هو مليء بالقرارات الحاسمة، تحملت مسؤوليتها إلى آخر رمق، سواء عندما تعلق الأمر بإنهاء علاقتها بشريكها الأول، الذي كان يعنفها، أو بالتخلي عن الجنسية الأمريكية وعيش ما تبقى من حياتها في سويسرا، أو عندما قررت اعتناق البوذية، رغم نشأتها في ولاية "تينيسي" التي تعتبر من أكثر الولايات الأمريكية المحافظة دينيا. وبدأت "ترنر" مسيرتها في خمسينات القرن الماضي، خلال الأعوام الأولى لظهور موسيقى "الروك أند رول"، وتزايدت شعبيتها لتصبح ظاهرة على قناة (إم تيفي). ولدت آنا ماي بولوك، وهذا اسمها الأصلي، في 26 نونبر 1939 في "بروانزفيل" في ولاية تينيسي، وترعرعت مع شقيقتها في عائلة متواضعة، إلا أن وضعهما ساء عندما تخلى والدهما عنهما أولا ثم والدتهما. ستلتقي بعد سنوات "آيك ترنر"، وهو عازف غيتار وقائد فرقة موسيقية يكبرها بثماني سنوات، كان قد حقق بعض الشهرة بعدما ألف وسجل أول أغنية بعنوان "روكت 88" في 1951، وأقنعت آيك بالسماح لها بالغناء إلى جانبه، فحققا نجاحا باهرا، قبل أن ينفصلا بسبب تعنيفه لها. وأقرت "ترنر" أنها حاولت الانتحار في ذروة تعنيف زوجها الأول لها جسديا ومعنويا، وروت في مذكراتها "ماي لاف ستوري" في 2018 "كان يلكمني على أنفي مرارا وتكرارا إلى حد كنت أشعر بطعم الدم ينزل في حلقي عندما أغني". حققت "ترنر" في 1984 نجاحا باهرا بسبب ألبومها "برايفت دانسر"، ونالت أغنيتها "واتس لاف غوت تو دو ويذ إيت" الواردة في هذا العمل جائزتي غرامي، وأطلقت نجوميتها العالمية في سن الرابعة والأربعين. عاشت صاحبة أغنية "ذي بيست" سنواتها الأخيرة في سويسرا مع زوجها الثاني "إيروين باخ"، وهو مسؤول كبير سابق في شركة إنتاج موسيقي، تزوجته في 2013 بعد علاقة استمرت ثلاثة عقود. في أواخر الثمانينات سجلت أسطورة "الروك" رقما قياسيا يتمثل في أكبر عدد حضور دفع ثمن بطاقة لحفلة يقيمها فنان منفرد، في ريو دي جانيرو، بحضور 180 ألف شخص. واعتنقت البوذية بعدما رأت فيها مخرجا من زواجها الأول، وقالت في مرات كثيرة إن الإيمان كان حافزا لشبابها المتجدد واستقرارها. عصام الناصيري