مدرب المنتخب الوطني للفتيان قال إن نواة المجموعة تضم 300 لاعب قال سعيد شيبا، مدرب المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة، إن سر التألق في الجزائر يعود إلى السياسة الرياضية في المغرب، تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، وإستراتيجية الجامعة برئاسة فوزي لقجع، مشيرا إلى أن توفير الإمكانيات وتدبر الوقت والثقة، كلها عوامل ساهمت في تحقيق الإنجاز. وأضاف شيبا في حوار مع «الصباح»، أن الاشتغال مع اللاعبين لسنتين، كان له الأثر الإيجابي عليهم، وساهم في تحقيق الأهداف المرجوة، علما أن العمل مع هذه الفئة يتطلب الحرص كثيرا، من خلال تحديد سقف الأهداف معهم، حسب كل مرحلة، في الوقت الذي يؤمن رفقة طاقمه التقني بأنه لا حدود للطموح. في ما يلي نص الحوار: ما هي أبرز العوامل التي ساهمت في تألق منتخب الفتيان؟ أول عامل ساهم في هذا التألق، هو السياسة الرياضية بالمغرب بقيادة صاحب الجلالة، لأنه العقل المدبر والمخطط للسياسة في المملكة، إضافة إلى عمل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم برئاسة فوزي لقجع، وما توفره من إمكانيات، لأنه دون الإمكانيات المتوفرة والوقت والثقة في إنجازها، لا يمكن تحقيق ذلك. وأعتقد أنه على مدار سنتين من الاشتغال رفقة هذه الفئة، وفرت لنا الجامعة كل شيء، ومع العمل الجماعي ووجود الوقت والثقة، تأتي النتائج. هل شكل التأخر في الذهاب إلى الجزائر عاملا مساعدا؟ كان من بين العوامل الإيجابية، التي ساعدتنا في نهائيات كأس إفريقيا لأقل من 17 سنة، لأن المجموعة بقيت بعيدة عن الضغوطات والأجواء في الجزائر، بعد أن ذهبنا بيومين قبل النهائيات، في رحلة مريحة استغرقت ساعة ونصف ساعة، كأنها رحلة داخلية بالمغرب، علما أن الجزء الكبير من الاستعدادات أجريناه بمركب محمد السادس الدولي لكرة القدم، ما سمح لنا بالتركيز الجيد على مباراة جنوب إفريقيا، لذلك كان دخولنا في المنافسة بشكل جيد. متى تبين لكم أن المنتخب قادر على الذهاب بعيدا في المنافسة؟ منذ بداية المنافسة كان لدينا شعور بإمكانية بلوغ المباراة النهائية، غير أن الأمر يختلف، بين ما تؤمن وترغب في تحقيقه، وبين ما يقال للاعبين، لأنه يجب مراعاة سن اللاعبين الموجودين في المنتخب، إذ لا يسمح بالدفع بجميع الأهداف علانية، وكان لزاما علينا أن نشتغل معهم حسب كل هدف على حدة، إذ قمنا بالتركيز معهم على التأهل من دور المجموعات، ثم التأهل إلى المونديال، والذي اعتبر من الأهداف الكبرى، التي سعينا لتحقيقها في النهائيات، ثم نصف النهائي، إذ أصبح لدينا حق مشروع وطموح أن نلعب على اللقب، وبالتالي فإن الإعلان عن الأهداف راعينا فيه سن اللاعبين، ورفضنا إقحامهم في ضغوطات كبيرة خلال المنافسة. كيف تجاوب اللاعبون مع نهجك التكتيكي رغم صغر سنهم؟ هو العمل لمدة سنتين، بدأنا معهم منذ الصغر، ويمكن القول من الأبجديات الأولى في كرة القدم، سيما أن السواد الأعظم من اللاعبين اشتغلوا معنا طيلة المدة المذكورة، ولم يتغير منها سوى القليل، وحاولنا أخذ الوقت الكافي معهم، رغم صعوبات البداية، لاستيعاب المبادئ الأولى لكرة القدم، علما أنها بسيطة، وبدأت الأمور تتطور، إلى أن أصبحوا يفهمون التنظيم والنهج التكتيكي، إضافة إلى مهاراتهم وإبداعهم والعامل الفردي، إذ اقتنعوا في الأخير أنهم إذا اشتغلوا جماعيا بإمكانهم لعب مباريات جيدة، ثم جاءت النتائج لتأكيد ذلك، سواء في دورتي منطقة شمال إفريقيا، أو البطولة العربية. هل يمكن القول إن المنتخبات الوطنية أصبحت تملك هويتها الخاصة بها؟ ما أعرفه أن فلسفة اللعب من واجبات الإدارة التقنية الوطنية، التي يجب أن تشتغل عليها، لتكوين أسلوب لعب موحد، وهذا يتطلب استخراجه من الإمكانيات الفردية للاعبينا، من خلال اختيار النهج التكتيكي للاعب المغربي حسب هويته، لذلك أعتقد أن وليد الركراكي، مدرب المنتخب الأول وعبد ربه، تأقلمنا مع المجموعة، مقارنة مع المنافسين، وأخذنا الاختيارات المناسبة في تلك اللحظة، بحكم أننا نعرف الفوارق الموجودة، خاصة على المستوى البدني خصوصا، وكان هذا التوجه للفوز على المنتخبات التي واجهناها في النهائيات. ألم تواجه انتقادات وصعوبات في اختيار اللاعبين؟ كل شخص يقول ما يريد، وأنا أشتغل بمنطق من يستحق، وأحسن اللاعبين من وجهة نظري يجب أن يكونوا في المجموعة، سواء كانوا يلعبون في المغرب أو خارجه، ولا يهمني إن لعبوا في أجاكس أمستردام أو فرانكفورت. ولو كان هناك 16 لاعبا يمارسون بأوربا، لاخترت ثمانية لاعبين ينشطون في البطولة المغربية، لأنه ليس بالضرورة أن يكون لاعب يلعب في فاينورد الهولندي أفضل من آخر يلعب في الفتح الرياضي أو الجيش الملكي. وبالنسبة إلي فالجاهزية المعيار المحدد لاختيارات اللاعبين، وهناك تتبع للعديد منهم الذين يلعبون في أوربا، وهناك أيضا جيل قد يكون فيه لاعبون يمارسون بأوربا أكثر من الذين يمارسون بالمغرب. هل مازال الباب مفتوحا للاعبين آخرين؟ بالفعل، الباب دائم مفتوح لجميع المغاربة، ولا يمكن لأي شخص أن يغلقه، والمغاربة بالنسبة إلينا سواسية، ولا فرق عندي بين اللاعب الممارس بالمغرب والآخر بأوربا، ومن يقول العكس فهو يميز بين المغاربة، وأذكر أنه جاء العديد من اللاعبين الذين يمارسون بأوربا، واخترنا أربعة بفضل مستواهم الجيد. هل يعني ذلك أنك ستختبر لاعبين آخرين؟ مازالت أمامنا ستة أشهر على المونديال، وهي فترة كفيلة لاختبار لاعبين آخرين، وأي لاعب بإمكانه إعطاء الأفضل للمجموعة سأستدعيه لحمل القميص الوطني، لأن هناك العديد من اللاعبين نحن بصدد متابعتهم سواء بالمغرب أو أوربا، بحكم أن المنتخب يضم 26 لاعبا، لكن النواة الكبرى تضم أزيد من 300 لاعب تقريبا، وهناك متابعة للتطور، وأن اللاعب في هذه المرحلة من العمر تمر عليه لحظات يتطور فيها، وأخرى يتراجع مستواه، ومن الوارد جدا أن أختار لاعبين لكأس العالم لم يشاركوا في "كان" الجزائر. هل أنت متخوف من تأثير طموحكم على اللاعبين في كأس العالم؟ الفكرة التي نريد تمريرها هي ألا يكون هناك سقف للطموح. يجب أن يكون مفتوحا، مع مراعاة سن اللاعبين، والأساس هو العمل، ويجب الاستعداد بشكل جيد، وألا يكون لدينا مركب نقص من أي منتخب نواجهه، والدخول بنية الفوز عليه، والذهاب بهذه الفكرة سيساعدنا على تحقيق نتائج جيدة، وعلينا أن نكون حريصين أثناء الحديث عن الأهداف مع لاعبين صغار السن، لكن بالنسبة إلي رفقة طاقم المنتخب فإن طموحنا دائما أكبر مما نتحدث به مع اللاعبين. ماذا يمثل لك التتويج بلقب أحسن مدرب؟ اللقب مجرد تحصيل حاصل، لكن الأساس هو الصورة التي ظهر بها المنتخب الوطني، والإجماع على أنه فريق محترم، وعلى الأقل لم يذهب عملنا سدى، لأنه لو لم نبلغ المباراة النهائية، لكان الأمر سلبيا بالنسبة إلينا، أما الجوائز الفردية فيمكن الحصول عليها، بعد تقديم عرض جماعي جيد، وهناك أيضا الفوز بأحسن مدافع، وكان من الممكن أن نفوز بلقب أحسن حارس. ما هي حظوظنا في نهائيات كأس العالم؟ لا أعرف، لكن نحن الآن سنعمل على تتبع النهائيات القارية في أوربا، وهي الآن في دور المجموعات، كما سنقوم بمتابعة جميع التسجيلات، وكذلك الشأن بالنسبة إلى أمريكا الجنوبية وآسيا، وبعد ذلك سننتظر قرعة نهائيات المونديال، لتحديد منافسينا في المباريات الإعدادية، التي سنجريها في شتنبر وأكتوبر المقبلين، باعتبارهما التاريخين الوحيدين لإجراء مباريات دولية. ونأمل في الذهاب بعيدا في المونديال، على غرار الإنجاز، الذي حققه الأشبال في نهائيات كأس أمم إفريقيا بالجزائر. متى ستنطلق الاستعدادات؟ في الصيف المقبل، أي بعد عودة اللاعبين من عطلة نهاية الموسم، وأنه في تاريخ الاتحاد الدولي لكرة القدم سنلعب مباريات إعدادية أمام المنتخبات التي تشبه إلى حد كبير منافسينا في المونديال. بماذا تفسر عدم اهتمام الأندية بالفئات الصغرى؟ لم نجد أي لاعب نجلبه من الرجاء والوداد وغيرهما من الأندية الأخرى، ولا أعرف ما سبب ذلك، لكن هناك أندية أخرى لديها لاعب واحد في المنتخب الوطني، فباستثناء أكاديميات محمد السادس والجيش الملكي والفتح الرياضي، فإن جل الأندية لديها نسبة قليلة من اللاعبين، ضمنها الرجاء الذي يعاني ضعفا في هذه الفئة، بالمقارنة مع فئة الأمل، ولكن أعتقد أن الرجاء سيقول كلمته بعد تشغيل أكاديميته الرياضية. لماذا يعاني لاعبون في الفئات الصغرى ضعف الاستمرارية؟ هناك أجيال ضاعت بأكملها، وهناك أخرى وصل منها لاعبون كثيرون، لكن الصعب في هذا الأمر، هو المرحلة المقبلة، وارتباطها بمسار اللاعب، ما إن كان سيواصل مع فريقه أو يغادر إلى فريق آخر، وهل سيأخذ فرصته في اللعب في الفئات الكبرى، وهل سيلعب مع فريق الأمل أو الكبار، وهذا مرتبط بمواكبته في ناديه. وهناك عامل آخر، يتعلق بأن اللاعبين في فئة 17 سنة لا يستطيعون انتظار فرصتهم، وهناك من يجد صعوبات في التأقلم مع الأجواء في فريقه، لكن اللاعبين الذين يمتازون بقوة شخصية وطوروا أداءهم غالبا ما يحققون أهدافهم. أجرى الحوار: صلاح الدين محسن وعيسى الكامحي في سطور الاسم الكامل: سعيد شيبا تاريخ ومكان الميلاد: 28 شتنبر 1970 بالرباط مدرب المنتخب الوطني للفتيان لاعب دولي سابق مسيرته الكروية لعب لأندية الفتح الرياضي والهلال السعودي وقطر القطري ونانسي الفرنسي وكومبوستيلا الإسباني ومادرويل الاسكتلندي وأريس سالونيكا اليوناني لعب للمنتخب الوطني وخاض معه 43 مباراة دولية وأحرز خلالها ستة أهداف شارك مع المنتخب الوطني في العديد من البطولات القارية والدولية أبرزها كأس العالم بفرنسا 1998.