أباطرة استثمروا بالقطاع وأنفقوا 9 ملايير لتجهيزها يشتكي فاعلون من الفوضى التي يعانيها قطاع كراء السيارات بعد ولوج مستثمرين غرباء عن القطاع، مستغلين جائحة "كوفيد" وما تسببت فيه من إفلاس عدد من الوكالات. وأفادت مصادر أن أباطرة مخدرات اغتنموا الفرصة وأنشؤوا وكالات أو اقتنوا تلك التي تعاني صعوبات مالية. وأكدت مصادر "الصباح" أن الأباطرة اختاروا الاستثمار وجهات سياحية معروفة لاقتناء وكالات مفلسة، أو إنشاء أخرى جديدة، بعد إتمام كل الترتيبات المطلوبة في هذا المجال والحصول على التراخيص لمزاولة هذا النشاط. وأوضحت المصادر ذاتها أن أباطرة المخدرات يضخون أموالا كثيرة ولا يهمهم الربح، كما هو الحال بالنسبة إلى الفاعلين النزهاء بالقطاع، إذ أن همهم الوحيد هو إيجاد نشاط يمكنهم من غسل الأموال المحصل عليها من تجارتهم. وأشارت مصادر مطلعة إلى أن أباطرة استثمروا ما لا يقل عن 90 مليون درهم (9 ملايير سنتيم) لتجهيز الوكالات واقتناء سيارات فارهة يتجاوز سعرها مليونا و800 ألف درهم، ويعرضونها للكراء بأسعار لا تتجاوز 700 درهم في اليوم، ما يجعلها أكثر تنافسية من الوكالات التي تنشط في فرع كراء السيارات الفارهة برؤوس أموال نظيفة. وأوضحت مصادر "الصباح" أن الربح لا يمثل هدفهم الأسمى، بل الغرض من هذه الاستثمارات، غسل أموال تجارتهم في مشاريع اقتصادية لإعادة تدوير الأرباح التي حققوها من تجارة المخدرات في الدورة الاقتصادية. ويعمد هؤلاء إلى تضخيم رقم معاملاتهم، من خلال عمليات كراء وهمية، إذ يكلفون أشخاصا بكراء السيارات من الوكالات، التي يقفون وراء إنشائها ويتحملون المقابل المالي، بالنظر إلى أن الغرض هو إظهار أن هناك إقبالا على الوكالة وأن المداخيل ناتجة عن نشاطها، ما يسمح بضخ أموال المخدرات، من خلال هذه العمليات، ضمن مداخيل المؤسسة دون إثارة الشبهات. ويتلاعب أصحاب هذه الوكالات في وصولات الحجوزات، إذ يتم ملؤها بأسماء تم توظيفها لإبراز حجم النشاط داخل المؤسسة وتبرير المداخيل المصرح بها لإدارة الضرائب. وتتحول، بذلك، هذه الوكالات إلى آلة لغسل أموال المخدرات وشرعنتها بإدراجها في الدورة الاقتصادية. ويشكو الفاعلون المهنيون من ولوج رؤوس أموال غير نظيفة إلى القطاع، والتسبب في اختلالات السوق بعرض أسعار منخفضة لا تتلاءم مع حجم الاستثمارات. وعرف القطاع أزمة خانقة، خلال الجائحة، إذ أن تراجع النشاط السياحي كانت له انعكاسات وخيمة على سوق كراء السيارات، ما تسبب في إفلاس عدد من المقاولات، وفتح الباب أمام رؤوس أموال مشبوهة للولوج إلى القطاع. عبد الواحد كنفاوي