واكريم: قلة العدول أحد أسباب عدم توثيق الزيجات

رئيس ابتدائية تارودانت قال لـ"الصباح" إن عدم التوثيق من أكبر المعيقات التي يمكن أن تؤثر سلبا على وضعية الزواج يرى محمد واكريم رئيس المحكمة الابتدائية بتارودانت، أن عدم توثيق عقود الزواج يرجع بالأساس إلى قلة العدول بالمقارنة مع مساحة الإقليم وطبيعته الجغرافية في مرحلة سابقة، ثم لجوء بعض الآباء إلى تزويج القاصرات من بناتهم بدون عقد زواج في حالة تعذر الحصول على الإذن بزواج القاصر من القاضي المكلف بالزواج.، ويضيف واكريم في حوار مع الصباح أن القيام بحملة تحسيسية بشكل جدي وممنهج سوف يؤدي لا محالة الى تصفية الأوضاع الزوجية غير الموثقة في الوقت الراهن، خاصة بعد عقد الجلسات التنقلية بالمراكز والأسواق، وذلك وفق البرنامج المعد لهذه الغاية. انطلقت بداية الأسبوع الحملة التحسيسية لتوثيق ثبوت الزوجية بإقليم تارودانت، ونظرا لخصوصية المنطقة ما هي الإجراءات التي اتخذت لإنجاحها؟تعرف تارودانت ظاهرة عدم توثيق الزواج لأسباب شتى، منها على الخصوص قلة العدول بالمقارنة مع مساحة الإقليم وطبيعته الجغرافية في مرحلة سابقة، ثم لجوء بعض الآباء إلى تزويج القاصرات من بناتهم بدون عقد زواج في حالة تعذر الحصول على الإذن بزواج القاصر من القاضي المكلف بالزواج لذلك فإن المشرع حدد بموجب الفصل 16 من مدونة الأسرة فترة انتقالية لسماع دعوى الزوجية لمن حالت أسباب قاهرة دون توثيق العقد في إبانه، وتم تمديد تلك الفترة بمقتضى التعديل المدخل على المادة 16 من المدونة لفترة تنتهي بحلول تاريخ 15 فبراير 2014. وفور دخول مرحلة التمديد حيز التنفيذ بادرت المحكمة الابتدائية بتارودانت في إطار سياسة الانفتاح على محيطها الخارجي إلى مكاتبة عامل الإقليم ورجال السلطة المحلية والجماعات المحلية وجميع الجهات المعنية قصد إبلاغ الرأي العام المحلي بالترتيبات والإجراءات التي جاءت في كتاب وزير العدل عدد 16.س بتاريخ 23 شتنير الماضي، والرامية إلى تفعيل نص التعديل المدخل على المادة 16 من مدونة الأسرة، كما تم إعداد مطويات ونماذج طلبات ثبوت الزوجية التي يمكن تقديمها أمام المحكمة من طرف المعنيين بالأمر، وكذا قائمة الوثائق المطلوبة وعملت المحكمة على إدراج جميع الملفات المتعلقة بثبوت الزوجية بالجلسة الموالية مباشرة لتاريخ إيداع الطلب بكتابة الضبط، وذلك سعيا منها لتحقيق غاية المشرع في الإسراع بالبت في تلك الطلبات خاصة أن الفترة الانتقالية محدودة الزمن والأمد حول تطبيق المادة 16 من المدونة.وفي هذا الصدد وبمناسبة انطلاق الحملة التحسيسية قي 31 يناير الماضي، بدائرة نفوذ هذه المحكمة تمت تعبئة قضاة قسم الأسرة وأطر كتابة الضبط من أجل إنجاح العملية التي استهلت بالاتصال ببعض الجمعيات الممثلة للمجتمع المدني، وكذا إعداد الملفات المتعلقة بثبوت الزوجية، كما تمت برمجة جلسة تنقلية بإحدى الفضاءات بجماعة إيت إعزة التابعة لإقليم تارودانت التي حضرها وزير العدل والوفد المرافق له بالإضافة إلى وفد صحافي وعامل الإقليم وكافة المسؤولين القضائيين بالدائرة الاستئنافية بأكادير، ونقيب هيأة المحامين بأكادير والعيون وكافة الفعاليات التي لها علاقة بالشأن القضائي بالمنطقة. وانعقدت جلسة وفق ما يقتضيه القانون حيث أدرج حوالي 50 ملفا وتم البت فيها بحضور الأطراف والاستماع إلى إفادتها والإطلاع على الوثائق المستدل بها من طرفهم، وكانت هذه الجلسة مناسبة لوزير العدل والوفد المرافق له للحضور والاستماع إلى المناقشة التي راجت بالجلسة، وإبداء ملاحظاتهم على ضوء ذلك في نهايتها، مؤكدا على ضرورة عقد جلسات مماثلة بمختلف وأسواق الإقليم خلال الأسابيع القادمة. كم تتوقعون من ملف ستتم معالجته خلال الفترة المتبقية من الفترة الانتقالية؟ لكي يمكن تحديد عدد الملفات التي سوف تتم معالجتها خلال الفترة الانتقالية الحالية فإن الأمر يستدعي أولا وقبل كل شيء القيام بحصر عدد الأوضاع الزوجية التي مازالت غير موثقة في الوقت الراهن، والمحكمة مجندة ومستعدة للبت في كل الطلبات المقدمة إليها في أسرع وقت ممكن، لذلك فالمطلوب القيام بحملة مكثفة تشمل جميع الجماعات والمراكز من أجل إحصاء الأشخاص غير المتوفرين على عقود الزواج والعمل على تسوية وضعيتهم ووضعية أبنائهم، وعليه يبقى دور الإشهار والإعلام أساسيا من أجل التعرف على عدد الملفات التي يمكن معالجتها خلال هذه الفترة الانتقالية اللاحقة. ما هي المعيقات التي يمكن أن تواجه هذه الحملة التحسيسية؟إن توثيق الزواج يعتبر عملا إيجابيا وضروريا سواء بالنسبة للمواطن أو بالنسبة للإدارة المغربية، لذلك يجب على كل طرف من أطراف هذه المعادلة العمل على إنجاح العملية التحسيسية والتي لا تتطلب سوى القيام بحملة إعلامية مكثفة على صعيد جميع المدن والبوادي من خلال وسائل الإعلام المتوفرة بالبلد، على اعتبار أن الإكراه الوحيد التي يمكن أن يؤثر في العملية هو حالة عدم إيصال الخطاب إلى كل من يعنيه أمر توثيق الزواج، وعدم استغلال هذه المرحلة الانتقالية بشكل جيد وشامل. ومن أكبر المعيقات التي يمكن أن تؤثر سلبا على وضعية الزواج استمرار حالة عدم التوثيق، لأن أي معالجة للحالات السابقة دون وضع حد للزواج غير الموثق مستقبلا لا يمكن بأي حال من الأحوال أن توقف أو تحصر الأوضاع الزوجية غير الموثقة، وإنما الوضعية سوف تتفاقم باستمرار هذا النوع من الزواج. لذلك يتعين علاوة على الحملة التحسيسية لتوثيق الزواج القيام أيضا بحملة من أجل توعية الآباء للحد من ظاهرة زواج القاصر. ذلك أنه بحصل أحيانا ازواج بالنسبة للقاصر بدون عقد عدلي معتبر شرعا في الوقت الذي يستحيل فيه عليه الحصول على إذن من قاضي الزواج بالمحكمة، وبعد بلوغ القاصر السن القانوني للزواج يلتجئ الى مسطرة ثبوت الزوجية. لذلك أرى من المناسب إعادة النظر في طريقة الحصول على الوثائق الإدارية المتعلقة بالزواج، بحيث لا يسمح للقاصر في حدود سن معينة الحصول على تلك الوثائق إلا بإذن من قاضي الزواج مثلا، لأن الحصول على تلك الوثائق من طرف القاصر يجعل وليه يعتقد أنه في إمكانه إبرام عقد الزواج ويعد العدة لذلك، إلى أن يفاجأ أحيانا برفض طلبه من طرف القاضي فيجد نفسه في وضعية تجعله يعقد القران ويقيم الحفل بدون موجب شرعي. هل تتوقعون أن الفترة المتبقية من الفترة الانتقالية كافية لتوثيق كل الزيجات غير الموثقة؟إن القيام بالحملة التحسيسية بشكل جدي وممنهج سوف يؤدي لا محالة الى تصفية الأوضاع الزوجية غير الموثقة في الوقت الراهن، خاصة بعد عقد الجلسات التنقلية بالمراكز والأسواق وذلك وفق البرنامج المعد لهذه الغاية. وحتى يمكن ملاحظة التطور الحاصل منذ بداية الحملة التحسيسية بالإقليم ومقارنتها بما قبلها، أي في المرحلة الانتقالية الأولى التي استمرت خمس سنوات، فإن العدد الإجمالي لقضايا ثبوت الزوجية المسجلة خلال الخمس سنوات الماضية من سنة 2004 الى غاية 2009/02/24 كان في حدود حوالي 2200 قضية أي بمعدل حوالي 450 قضية في السنة، في حين أنها بلغت خلال الثلاثة أشهر الأولى في المرحلة الانتقالية الثانية حوالي 400 قضية، وهذا يبين النتائج المشجعة المترتبة عن الحملة التحسيسية التي، في بدايتها، وترجى منها نتائج أهم في المستقبل القريب. أجرت الحوار: كريمة مصلي

واكريم: قلة العدول أحد أسباب عدم توثيق الزيجات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ضرورة تليين موقف المجلس الأعلى

مسلكيات تسمح باستمرار ما يسمى "زواج الفاتحة"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات