أدهشور قال إن جهاز المناعة قد يقوم برد فعل مبالغ فيه ويسبب أعراض الحساسية يعتبر الكازين أحد البروتينات الرئيسية الموجودة في الحليب ومشتقاته، إذ يشكل حوالي 80 في المائة من مجموع بروتينات الحليب. وقال محمد أدهشور، اختصاصي في التغذية والحمية الغذائية، إن الكازين يتميز ببطء امتصاصه على مستوى الأمعاء وبطء طرحه وتحريره للأحماض الأمينية منه، مشيرا إلى أن هذه الخاصية، تزيد من مساهمته في تغذية خلايا الجسم باستمرار وذلك لفترات طويلة من الزمن. ويمكن أن يساعد الكازين، الخلايا العضلية على الاستمرار في تكوين البروتينات البنيوية خلال فترة النوم، كما يزود الكازين العمليات الفيزيولوجية الأخرى للجسم بالأحماض الأمينية التي تحتاجها بشكل مستمر. لكن في بعض الحالات الخاصة، حسب ما أكده أدهشور في حديث مع "الصباح" قد يحدث لدى بعض الأشخاص ضعف أو خلل في هضم بروتين الكازين، بسبب عدم اكتمال عملية تقسيمه إلى أحماض أمينية قابلة لعبور جدار الأمعاء إلى داخل الجسم، مشيرا إلى أن حساسية الكازين هي استجابة مناعية غير طبيعية لبروتين الكازين أو بعض أجزائه المسماة "ببتيدات" العالقة في الأمعاء أو التي تعبر إلى داخل الجسم بشكل غير طبيعي بسبب فرط نفاذية الأمعاء. وكشف المتحدث ذاته أنه عندما يتناول الشخص الذي يعاني حساسية الكازين الحليب أو منتجات تحتوي عليه، يقوم جهاز المناعة برد فعل مبالغ فيه ويسبب أعراض الحساسية والتي تشمل عادة الاضطرابات الهضمية مثل الغازات والانتفاخ والإسهال أو الإمساك، والحكة والطفح الجلدي مع ظهور حكة واحمرار، وصعوبة التنفس والصداع والتعب والاكتئاب. وأوضح أدهشور أن علاج حساسية الكازين يعتمد بشكل أساسي، على تفادي استهلاكه واستبدال منتجات الحليب التقليدية ببدائل خالية من الكازين، مثل الحليب النباتي أي حليب الصويا أو اللوز أو جوز الهند، والتأكد من قراءة المكونات الموجودة على علب الأغذية للتأكد من عدم وجود الكازين فيها. كما هناك بعض الحالات المرضية، التي ينصح فيها بتجنب استهلاك بروتين الكازين، أي منتجات الحليب بشكل عام، بالإضافة إلى بروتين الغلوتين الموجود في بعض أنواع القمح، وهي أمراض المناعة الذاتية من قبيل مرض التصلب اللويحي ومرض اضطراب طيف التوحد، لكن الدراسات تبقى متناقضة وغير قطعية في هذا الأمر "لذلك يستحسن استشارة الطبيب المعالج أو اختصاصي تغذية للمساعدة على إيجاد بدائل صحية ومتوازنة"، حسب تعبيره. وقد تعطي حمية الكازين، نتائج جيدة لدى بعض الأشخاص الذين يعانون حساسية لهذا البروتين أو فقط التهابات على مستوى الأمعاء، لكن لا ينصح باتباعها بشكل عشوائي وبدون مراقبة، نظرا لاحتمال تسببها في حدوث نقص في العديد من العناصر الغذائية المهمة لعمل الجسم والموجودة في الحليب ومشتقاته. إيمان رضيف