قدمت توصيات ضرورية لضمان كتابة أدبية قوية ومتماسكة وجذابة تشهد الحركة النقدية العربية في مجال أدب الطفل حراكا ملحوظا، في الآونة الأخيرة، نتيجة ما يشهده طفل اليوم من انفتاح على الثقافات الأخرى، التي تضع كتاب أدب الطفل ونقاده أمام تحديات عدة، أبرزها البحث عن سبل إرضاء أذواق الطفل العربي، والحفاظ، في الآن نفسه، على الثوابت العربية في النصوص المقدمة. وأتاح مهرجان الشارقة القرائي للطفل، الذي اختتمت فعالياته أمس (الأحد)، فرصة ثمينة للمهتمين بالكتابة للطفل للاطلاع على أهم الإصدارات النقدية التي بإمكانها أن ترشدهم وتعطيهم تصورا عاما عن هذا النوع الأدبي الهام. وفي هذا السياق، يعتبر كتاب "أدب الأطفال وثقافتهم" للناقد سمير روحي الفيصل، من العناوين المهمة المتاحة في "الشارقة القرائي للطفل"، أمام جمهور المهتمين بأدب الطفل، قدم فيه المؤلف الكثير من التوصيات النقدية الضرورية لضمان كتابة أدب طفل عربي قوي ومتماسك وجذاب، وأولى هذه التوصيات الاهتمام بثقافة الطفل العربي في كل المراحل العمرية، والحرص الشديد على التوازن بين الطابع الأدبي والعلمي في ثقافة الطفل العربي. والأهم، من وجهة نظر الفيصل في ما يتعلق بأدب الطفل المترجم، انتقاء النصوص التي تلائم مزاج الطفل العربي، والتدقيق في ترجمتها ولغتها، وأخيرا تشجيع الألعاب الابتكارية والتعبير الحر، والتدقيق في الخيال العلمي والحرص على الالتزام باللغة العربية الفصحى في ما ينشر للطفل العربي. ويعد كتاب "أدب الطفل في دولة الإمارات"، للكاتبة الإماراتية ليلى عبد الله البلوشي، من المؤلفات النقدية المهمة التي تؤرخ لبدايات الكتابة للطفل في الإمارات، منذ الحكايات الشفوية التي كانت ترويها الجدات للصغار قبل النوم، وحتى الأدب الحديث. وتركز المؤلفة على أهم العناصر الفنية التي يجب توفرها في قصص الطفل الجيدة، أولها الفكرة البناءة، ثم الحبكة التي يجب أن تكون مليئة بالحركة والحيوية حتى لا يمل الطفل، بعدها البناء المتماسك للشخصيات. والأهم من وجهة نظر البلوشي الأسلوب الذي تكتب به القصة، والاهتمام بتقنية السرد والحوار، وغيرها من التفاصيل النقدية الهامة التي تناولها الكتاب. من جهتها، ركزت كاتبة "الهوية الوطنية في قصص الأطفال بدولة الإمارات"، الناقدة الإماراتية بديعة خليل الهاشمي، على ضرورة الاهتمام بمسألة الهوية الوطنية في ما يقدم للأطفال من قصص، والبحث في العلاقة بين الطفل وموضوع القصة والهوية الوطنية وبنية التشكيل الفني، لتؤكد عدة أهداف مهمة من هذه الدراسة النقدية، كرصد العلاقة القائمة بين الطفولة والوطن، وبين الطفولة والأمة، وتأكيد الأهمية التربوية الكامنة خلف القصص الموجهة للأطفال، باعتبارها اللبنة الأساسية لبناء الطفل، الحامل لشعلة النهضة في المستقبل. وأفردت الكاتبة مساحة لا بأس بها لبحث المشاكل الفنية التي تواجه كتاب القصة في الإمارات. عبد الله نهاري (موفد "الصباح" إلى الشارقة)