الحكومة تبحث منذ 20 سنة عن خطاطة للتنزيل و3 في المائة من الأساتذة يحتفظون بمناصبهم انطلق مشروع تدريس الأمازيغية في المغرب في 2003، أي قبل ثماني سنوات من دستور 2011، واستمر ثماني سنوات بعد صياغة رؤية إستراتيجية لمنظومة التعليم والتربية والتكوين والبحث العلمي تغطي سنوات 2015 و2030، دون أن تتحقق أغلب الأهداف المسطرة. وتطرق تقرير المجلس الأعلى للتربية والتكوين إلى مسألة تعليم الأمازيغية في الرافعة 13 تحت عنوان "التمكن من اللغات المدرسة وتنويع لغات التدريس". وقال المجلس، في معرض تقييمه للتجربة، إن اللغة الأمازيغية "هي أيضا لغة رسمية للدولة، ورصيد مشترك لجميع المغاربة دون استثناء، ولغة مدرجة في المدرسة منذ 2003". وقال المجلس منذ 2015، إن المطلوب تطوير وضع اللغة الأمازيغية في المدرسة "ضمن إطار عمل وطني واضح متناغم مع مقتضيات الدستور، وقائم على توطيد المكتسبات التي تحققت في تهيئتها اللغوية، وإعداد الكفاءات البشرية والموارد الديالكتيكية لتدريسها، مع الأخذ بعين الاعتبار المقتضى الدستوري الذي ينص على سن قانون تنظيمي يحدد مراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية وكيفيات إدماجها في مجال التعليم وفي مجالات الحياة العامة ذات الأولوية". واشترط المجلس الأعلى، للوصول إلى هذه الأهداف، إنجاز تقييم شامل لتجربة تدريس هذه اللغة في التعليم المدرسي، ولتجربة الدراسات الأمازيغية في التعليم العالي. واحتفظ النموذج التنموي الجديد والبرنامج الحكومي والقانون الإطار لمنظومة التربية والتكوين وخارطة الطريق على التوجه نفسه في إيلاء تدريس الأمازيغية المكانة، التي تليق بقيمتها الاعتبارية في دستور البلد، وأيضا في الخطاب الملكي لأجدير. لكن، رغم مرور كل هذه السنوات، ورغم التوجيهات الواضحة نسبيا في ما يتعلق بوضع الأمازيغية ضمن هندسة لغوية مرتبطة بأهداف وغايات التكوين والتربية، مازال الحال على ما هو عليه بشهادة الوزير الوصي على القطاع نفسه. وأكد شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضية، في ندوة بعنوان "تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، إرادة راسخة والتزام ثابت"، عقدت يناير الماضي "يجب تجاوز الإكراهات عن طريق تحقيق هذه الأهداف والإجراءات التي هي في متناولنا، ويجب أن نمتلك برمجة جدية، مع التركيز على المرحلة الابتدائية في هذه المرحلة، وخلال الثلاث سنوات المقبلة سنعمل على تدريس الأمازيغية في المرحلة الثانوية، ابتداء من هذه السنة، مع الاشتغال على تطوير وتهييء المناهج والكتب الدراسية الضرورية". وأفاد الوزير أن وزارة التربية الوطنية بدأت، منذ خطاب أجدير، الاشتغال مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، لإعداد البرامج والكتب المدرسية المتعلقة بالأمازيغية، مبرزا أنه منذ 5 سنوات من الآن تمت مراجعة كل المناهج والمواد التي همت المنهج الدراسي الأمازيغي، كما تم تطوير عدد من الدلائل البيداغوجية التي يمكن أن تساعد الأساتذة في تدريس الأمازيغية. وإلى اليوم، مازالت الحكومة تقر بوجود صعوبات في الوصول إلى الأهداف المسطرة منذ 20 سنة، منها التأخر في دمج اللغة الأمازيغية في تكوين الأساتذة بالمراكز الجهوية، وعدم تمكن آلاف الأساتذة المكونين في المعهد الملكي من الالتحاق بالتدريس إلا في حدود 3 في المائة، باعتراف الوزير نفسه. يوسف الساكت