بقلم: ذ. صلاح الدين شنقيط (*) نادت أصوات قبل هذا التاريخ، بإعادة النظر في الطريقة التي تنظم بها كبريات المقابلات التي يحتضنها "ستاد دونور"، وأن الحظ إذا كان دائما بجانبنا، فلا يعني ذلك التعويل عليه كل مرة، لكي يستر "عورات" تنظيمية، يمكن أن تقود إلى الكارثة... بنية تنظيمية متهالكة. ملعب لم يعد يستجيب لمتطلبات تنظيمية حديثة نجدها في المركبات الجديدة التي تتلألأ في مدن مغربية أخرى...صعوبات في الولوج، ازدحام، مشاكل في التذاكر، غياب كلي لما يساعد على تحمل طور انتظار المباريات لساعات طويلة... تم اختيار التدبير المفوض، وكأنه حل لكل هذه المعضلات، إلا أن النتيجة كانت أسوأ: تهرب من المسؤولية والمحاسبة، تنظيم أكثر من هاو لا سيما في المحطات التنظيمية الكبرى (مقابلات الديربي، المقابلات الإفريقية)، وكلفة مالية لإصلاحات متتالية في الزمان، دون أي أثر يذكر، كلفت الملايير في فاتورة المال العام... الكل يقر بوجود خلل، بأزمة...لكن هذا الخطاب سرعان ما يختفي...لكي تستمر الحياة...لكن وفاة "الشهيدة نورة الزوبير"، أيقظ بقوة صرخات الغضب، والشجب، وأحيى دعوة الإصلاح الذي لا مفر منه...فكيف لرغبة في الفرجة أن تتحول إلى مأتم؟ من البحث عن الفرح إلى الانتهاء بالحزن الشديد...شابة في مقتبل عمرها، تلقى حتفها أمام بوابة المركب، نتيجة التدافع، هكذا قيل في انتظار نتائج التحقيقات...الحزن خيم على عائلتها، وعلى معارفها، وعلى مشجعي فريقها، وعلى كل رياضيي هذا البلد...لماذا وصلنا إلى هذه الوضعية؟ من يتحمل المسؤولية في هذا المصاب الجلل؟ هل مجلس المدينة الذي بقي لسنوات يتفرج على كوارث التدبير المفوض، دون أن يحرك ساكنا؟ هل الفريق الذي أغرق السوق بتذاكر وبدعوات لا يستطيع المركب استيعابها؟ أم جهة التنظيم التي همها جني المال، دون توفير شروط إنسانية في الولوج إلى الملعب بكل أمان وسلامة؟...أجوبة هذه الأسئلة ننتظرها من التحقيق المعلن عن فتحه، وإلى حين ذلك، ما هي الأجوبة التنظيمية التي ستقدم لنا إلى حين إيجاد حل جذري، هل سيستمر التدبير المفوض لهذه المنشأة التاريخية؟ لماذا حين تكون جهة التنظيم هي الجامعة يتغير كل شيء، بالرغم من أن الظروف الموضوعية المتعلقة بالمركب واحدة؟ ثم هل من إجراءات سيتخذها مجلس المدينة، وهو الجهة الوصية على المنشأة الرياضية؟ إن بلادنا مقبلة على تحديات تنظيمية كبرى، لعل أبرزها التنظيم المشترك لكأس العالم. هذا الأفق، يفرض على كل الجهات المتدخلة في الشأن الرياضي تحديات جديدة، فلم يعد من المقبول الاستمرار في هواية التنظيم، ولا التعويل على الصدف السعيدة، أو الاستمرار في التدبير "كيفما اتفق"...إن صورة المغرب في المحك، وسمعته محل رهان كبير...البعض ينتظر كبوة منا، هفوة هنا أو هناك...لتبدأ حملة التشهير والإساءة في الاشتغال...لهذا علينا اليقظة، لكي لا نكون حطب هذه الحملة ومموليها دون أن ندري... لذا نهمس في أذن الجميع كفى... رحمك الله نورة الزوبير، وألهم ذويك الصبر والسلوان... (*) برلماني