“نادي فرنسا المغرب” يطلق لقاءاته التفاعلية بالبيضاء

رهانات مساهمة خريجي المدارس الفرنسية العليا في الاقتصاد الوطني أي مساهمة للطلبة المغاربة خريجي المعاهد والجامعات والمدارس الفرنسية العليا في التنمية الاقتصادية بالمغرب؟ وما هي اتجاهات وأشكال دعم هؤلاء وسبل تعبئتهم للاندراج في صيرورة التطورات والمشاريع والمخططات والأوراش الاقتصادية الكبرى التي تشهدها البلاد منذ سنوات؟ ولماذا يفضل بعض الخريجين تلمس معالم مستقبلهم المهني في بلد التكوين، بدل العودة للبحث عن فرص الشغل في المغرب؟ وكيف تتواصل المقاولات والمقرر ون الاقتصاديون المغاربة مع طلبة المعاهد الفرنسية وخريجيها وجمعيات قدمائها؟ وهل يعرف أرباب المشاريع الاقتصادية عدد هؤلاء الطلبة ومؤهلاتهم ومستويات تكوينهم ونوعيتها ولوائح سيرهم المهنية؟ ثم هل يمكن القول، فعلا، إن المغرب وفاعليه الاقتصاديين يستثمرون في قطاعات لا تغري كثيرا هؤلاء؟هذه بعض من الأسئلة التي اختار نادي فرنسا المغرب، أو شبكة الطلبة وحاملي الشهادات المغاربة خريجي التعليم العالي بفرنسا، أن يفتتح بها لقاءاته التفاعلية الأولى، المنعقدة الخميس الماضي بالدار البيضاء، لمد مزيد من الجسور وتذويب كتل الثلج المتراكمة بين ثلاثة أطراف أساسية لها صلات وروابط موضوعية، لكنها تفتقر إلى التواصل الفعال فيما بينها، وهي: الطلبة المغاربة بفرنسا، والفاعلون الاقتصاديون المغاربة، والمؤسسات المهتمة بالمؤهلات الاقتصادية المغربية المكونة بالخارج.وتمحورت اللقاءات الأولى، المؤطرة من طرف سفارة فرنسا بالرباط والغرفة الفرنسية للتجارة والصناعة بالمغرب والوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج ومجلس الجالية المغربية بالخارج، حول موضوع "مساهمة حاملي الشهادات المغاربة خريجي التعليم العالي الفرنسي في التنمية الاقتصادية للمغرب".وفي هذا الإطار، تحدث برونو جوبير، سفير فرنسا بالمغرب، عن ما أسماه التحدي الكبير المطروح على الجميع للرقي إلى الرهانات الكبرى لهذا الامتحان العالمي المتعلق بإيجاد موقع قدم لكل هذه الكفاءات المتميزة في عالم الشغل وضمان مساهمتها الفعالة والأساسية في اقتصاد البلد وتطوير أوراشه. وقال جوبير إن نادي فرنسا المغرب، الذي تأسس قبل سنة بمبادرة من عدد من الطلبة والخريجين والمقاولات المغربية المهتمة بالكفاءات المغربية بالخارج، يعد فضاء للتبادل والحوار وحلقة وصل بين الأطراف المعنية، مع إعطاء الكلمة للممارسين والملمين بالموضوع لإضاءة عدد من مناطق الظل التي تلف نقاشا مهما من هذا النوع، موضحا أن عدد الطلبة المغاربة الملتحقين، كل سنة بالمعاهد العليا، يزيد عن 5800 طالب.من جهته، رصد رشيد بلمختار، وزير التربية الوطنية الأسبق والرئيس الحالي لمرصد المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، أثناء تأطيره أشغال مائدة مستديرة حول التنمية الاقتصادية بالمغرب وفرص الشغل بالمغرب، عددا من الفرص التي يتوفر عليها الأخير لتحويل اقتصاده إلى مصدر لخلق الغنى والثروة وتوفير مناصب شغل، مؤكدا أن مجهودا جبارا يبذل، منذ سنوات، لتأهيل البنيات الاقتصادية المغربية، وإن كان الأمر مازال محصورا في محاور محددة بين طنجة والدار البيضاء، دون أن يمتد إلى مناطق أخرى من المغرب.وقال بلمختار إن الرهان الأساسي اليوم، إضافة إلى التكوين والتكوين المستمر للكفاءات واستقطابها، المزاوجة الخلاقة بين اقتصاد عام يرتهن إلى الظرفية الدولية في توجهاته الجديدة، وبين اقتصاد جهوي فعال، يوفر الشرط الاجتماعي الضروري لسكان هذه المناطق، ويحمل قيمة مضافة إلى الأطر والمؤهلات البشرية التي ستختار الاندراج في هذا النوع من الاقتصاد.وأكد بلمختار أن عملا جبارا ينتظر الجهات الحكومية المعنية لمعرفة الحاجيات الحقيقية لسوق الشغل، وإجراء نوع من التكييف الإيجابي بين المشاريع والمخططات والأوراش الكبرى المفتوحة في المغرب وبين الكفاءات الموجودة، أو في طور التكوين والتخصصات موضوع التكوين ومستوياته، سواء في المغرب، أو خارجه.وعاب فيليب مونتان، المدير العام لموقع "روكريت بوان كوم" المتخصص في الوساطة في مجال تشغيل الكفاءات العليا، على بعض المقاولات المغربية استهتارها بالنصوص القانونية المنظمة لسوق الشغل، واجتهادها، فقط، في أشكال التحايل لتبخيس القيمة الحقيقية للأطر والخريجين، مستدلا في هذا الإطار بعقود العمل ذات المدد المحدودة. وتطرق فيليب إلى إشكال ثان يتعلق بالأوراش المهيكلة المفتوحة في قطاعات اقتصادية مختلفة التي ستتطلب الكثير من الوقت للانتهاء من تجسيدها على أرض الواقع، ما يعني إطالة مدد التحاق الخريجين وذوي السير المهنية المطلوبة بمناصب شغلهم، الأمر الذي يدفعهم إلى اختيار وجهات أخرى بحثا عن فرص أفضل.من جهته، ركز دومينيك بوكي، رئيس القسم الاقتصادي الجهوي بسفارة فرنسا، على ضرورة التكوين الجيد وتأهيل الكفاءات، واستغلال الفرص التي تتيحها العلاقات المشتركة بين البلدين، أو البرامج المنجزة في إطار الغرفة الفرنسية للتجارة والصناعة، أو الاهتمام بمثل هذه اللقاءات التي تشكل فضاءات حقيقية لتبادل الخبرة والنقاش، مؤكدا في الوقت نفسه أن هناك ثلاثة قطاعات أساسية تشكل رافعة لتشغيل الكفاءات العليا بالمغرب، وهي قطاعات البناء والسياحة والفلاحة.اللقاء تواصل، في الفترة الزوالية بعقد ثلاث ورشات عمل انطلقت اسئلتها العامة من محاور الجلسات العامة، كما انتهت بإصدار عدد من الخلاصات والتوصيات العملية لإدماج خلاق للطلبة المغاربة في سوق الشغل.ويذكر أن نادي فرنسا المغرب تأسس السنة الماضية، وقد استطاع أن يضم إليه، إلى حد الآن، 70 شريكا و1300 عضو يتحلقون حول الموقع الإلكتروني: كلوب فرانس ماروك بوان كوم. يوسف الساكت

“نادي فرنسا المغرب” يطلق لقاءاته التفاعلية بالبيضاء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إضراب وطني لمدة 72 ساعة بالتعليم

دوكاسترلي: مؤشرات عالية للتنمية البشرية بالأقاليم الجنوبية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات