هدنة مؤقتة بين “البام” وخصومه السياسيين

قيادي في الأصالة والمعاصرة دعا إلى تجاوز الصراعات المجانية والاهتمام بتطورات الساحة العربية فرضت الأحداث المتواترة في المنطقة المغاربية نوعا من الهدنة بين الغريمين “البام” و”الاستقلال”، وحتى بين “البام” والعدالة والتنمية، إذ خفت حدة التوترات، والتصريحات النارية التي ظلت هذه الأطراف المتصارعة تصدرها، طيلة الأسابيع الماضية. اللحظة هي وقفة تأمل في الساحة العربية، وما يموج فيها من أحداث اتسمت باندلاع حركات احتجاجية أطاحت بزين العابدين بنعلي بتونس، وتهز، حاليا، أركان رئاسة الجمهورية العربية المصرية. الوضع لم يعد يسمح، حسب تصريح قيادي في حزب "البام" بالانشغال بالقضايا الهامشية، والصراعات المجانية، بل إن الأهم هو استخلاص العبر والدروس مما يقع في المنطقة المغاربية، واستحضار تداعياتها الممكنة على مستقبلها، في ظل تنامي تخوفات من أن تستغل الحركات المتطرفة الوضع في بعض البلدان لتوظيف حالة عدم الاستقرار بما يخدم مصالحها الإيديولوجية، وهو ما يفسر جموح قيادات الأحزاب المتصارعة، خاصة قيادة "البام" و"الاستقلال"، إلى التهدئة، و"تبريد" الأجواء. وفيما يعتبر المهتمون بالشأن السياسي الوطني أن الهدنة ستكون طويلة، ويرى بعض الملاحظين السياسيين أن التهدئة ستكون مؤقتة، على اعتبار أن اقتراب موعد 2012، من شأنه أن يؤجج، منطقيا، وبشكل طبيعي الصراعات بين هذه الأطراف، خاصة بين الأصالة والمعاصرة والاستقلال، على اعتبار أن الحزبين سيتواجهان على الصفوف الأمامية، وفي هذا الإطار، تتخوف قيادة الاستقلال من اكتساح الأصالة والمعاصرة للانتخابات التشريعية المقبلة، وهو أمر يرجحه عدد من الملاحظين السياسيين، وإذا تحقق ذلك، فإنه سيهدد مكانة الاستقلال في المشهد الحزبي بعد 2012، إذ سيتراجع أمام تقدم "البام"، لكن يبدو أن هذا السيناريو لا يثير مخاوف قيادة حزب الميزان، الذي جعلته الصراعات الأخيرة أكثر التحاما وإصرارا على التصدي لطموحات "البام"، ومحاربته، بعدما ظل الصراع خفيا، واكتفى بالدفاع في بداية نشوب الصراع.وتفجرت الصراعات بين حزبي "البام" والاستقلال السنة التشريعية الماضية، والدورة التشريعية الخريفية التي انتهت منتصف يناير الماضي، بسبب تبادل التهم والانتقادات بين الطرفين، خاصة في ظل "الإحاطات علما" بمجلس المستشارين، واحتد الصراع بين الطرفين، خلال اندلاع أحداث العيون الأليمة، التي حمل حزب الاستقلال الأصالة والمعاصرة مسؤوليتها، وكانت مناسبة لينخرط بشكل أقوى في مواجهات سياسية مع حزب الأصالة والمعاصرة، لكن رغم أن أحداث العيون فجرت الصراع ودفعت به إلى الواجهة، إلى أن الصراع بين الحزبين كان قديما في المدينة، إذ حاول الأصالة والمعاصرة زحزحة الاستقلال من المدينة في إطار التحضير لمحطة 2012، بمعنى أن الأصالة والمعاصرة كان واعيا بقوة الاستقلال، من خلال حمدي ولد الرشيد، في العيون، خاصة في ظل تواتر الأخبار عن قيام ولد الرشيد بعدد من اللقاءات والتظاهرات الفنية في العيون، من مهرجان روافد “أزوان” إلى استقبال الوافدين على الحزب من التجمع الوطني للأحرار، الذين خصص لهم ولد الرشيد استقبالا لافتا، ونظم احتفالا دعي إليه أطر ومنتخبو الحزب بالمدينة وعدد من الأعيان والشيوخ.وأعطى ولد الرشيد تعليماته لاستغلال عدد من المنازل، وتحويلها إلى مقرات استقلالية في سائر أنحاء المدينة، وأشرف كذلك على اجتماع المجلس الإقليمي لحزب الاستقلال، وحضر لقاء للمرأة الاستقلالية في العيون، كما وعد الجمعيات بتلقي المزيد من الدعم المالي واللوجستي، ووعد سكان المدينة من ضحايا الاثنين الأسود وأولئك الذين اعتقل ذووهم على خلفية هذه الأحداث بتوفير الشغل لأبنائهم والتدخل من أجل إطلاق سراح المعتقلين. أما حزب الأصالة والمعاصرة، فكان منذ ثلاثة أشهر يعمل، تؤكد مصادر مقربة من أمانته الجهوية، على استقطاب مختلف الشرائح الاجتماعية إلى مقراته بالعيون، لإقناعهم بالانخراط في الحزب، كما قام الحزب بفتح مقرات جديدة بالمدينة في محاولة لتثبيت آلته التنظيمية في مواجهة حزب الاستقلال المتجذر في العيون، واستقطاب رجال أعمال وأطر شابة لم يكن لها انتماء سياسي، أو تلك التي كانت تنتمي إلى أحزاب اليسار للاستعانة بها في هيكلة الحزب محليا. جمال بورفيسي

هدنة مؤقتة بين “البام” وخصومه السياسيين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"البام" و"البيجيدي" والاستقلال... حرب المواقع

الاستقلال والعدالة و"البام"...صراع انتخابي قبل الأوان

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات