“البام” و”البيجيدي” والاستقلال… حرب المواقع

الصراع بعيد عن الجدال الفكري والسياسي المؤسس على برامج واضحة مازالت الحرب التي تدور رحاها وسط الثلاثي، الأصالة والمعاصرة والعدالة والتنمية والاستقلال، متواصلة ومستمرة، وتتخذ وأشكالا مختلفة بين الحين والآخر. ويتوقع متتبعون أن يشتد هذا الصراع مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها العام المقبل. ففي الوقت الذي فضل الأصالة والمعاصرة شن الهجوم على العدالة والتنمية، انطلاقا من الاختلافات الإيديولوجية والتباين في وجهات النظر، خصوصا ما يتعلق بالمرجعية، حرك "البام" صراعه مع حزب الاستقلال من منطلق أنه هو من يسير الحكومة، ويشرف على تدبير الملفات، ويتولى مهمة كبرى القطاعات الاجتماعية في البلاد من صحة ونقل وإسكان، وبالتالي، فإن أداءه الحكومي كان كافيا بأن يشكل جوهر الانتقادات التي تضع حزب الاستقلال في الواجهة.ولا يتوانى حزب الشيخ بيد الله عن توجيه الضربات إلى الاستقلال وكذا العدالة والتنمية، كلما أتيحت له الفرصة، ونجد أن هناك توزيعا للأدوار للقيام بهذه المهمة، التي يتقنها عبد الحكيم بن شماش، رئيس فريق "البام" في مجلس المستشارين، عندما يتعلق الأمر بمراقبة الحكومة تحت قبة البرلمان. أما إلياس العماري، فيتكلف بالرد الشرس في حال "انفجار" صراع سياسي على مستوى القياديات، خصوصا مع العدالة والتنمية. ويتولى عبدالإله بنكيران أمر المواجهة بنفسه، ولا يتردد في توجيه الضربات المضادة ل"البام"، ويذكر بسياق خروجه إلى الوجود، وطريقة اشتغاله، ونوعية أولئك الذين استقطبهم لخوض غمار المنافسة في الانتخابات الماضية. إن الصراع الذي تدور رحاه بين الأصالة والمعاصرة والعدالة والتنمية وحزب الاستقلال لا يعدو أن يكون مرحليا، على اعتبار أنه مرتبطة بتحضيرات المحطة الانتخابية المقبلة، ف"البام" لا يتوان في توجيه الانتقادات اللاذعة لتكون بيده ورقة يشهرها خلال الحملة الخاصة بالانتخابات البرلمانية المقبلة. وهناك تقدير أن استقطاب الأصوات يجب أن يعتمد على إخفاقات الطرف الآخر. إنها قواعد اللعبة السياسية التي اختارها بعض الأحزاب لخوض غمار المنافسة. وما وقع في مجالس عدد من المدن الكبرى خير دليل على حدة الصراع الذي تأجج بين بعض الفرقاء السياسيين، الذين انشغلوا في "الرد على التصريحات" أو "بلورة تصريحات نارية" للرد على الخصم السياسي. إن ما وقع في طنجة والدار البيضاء وسلا والرباط وغيرها من المدن لجدير بالتأمل لفك بعض ألغاز الحياة السياسية في بلادنا، وإذا كان الاختلاف السياسي محمودا، فإن الصراع بالشكل الذي يخاض حاليا، بعيد عن الجدال الفكري والسياسي المؤسس على برامج واضحة، يهدد بالمزيد من النفور والعزوف السياسيين، ويشجع على اللامبالاة، ما يشكل خطرا على التجربة الديمقراطية والاستقرار. نادية البوكيلي

“البام” و”البيجيدي” والاستقلال… حرب المواقع

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

العدالة والتنمية ... المستهدف من هجومات "البام"

هدنة مؤقتة بين "البام" وخصومه السياسيين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات