العدالة والتنمية … المستهدف من هجومات “البام”

قياديون في حزب بنكيران يدعون إلى خوض "معركة الحق" فهم حزب العدالة والتنمية أنه أصبح مستهدفا بشكل واضح من حزب الأصالة والمعاصرة. لقد انتقلت الحرب إلى الدرجة القصوى بسبب الاصطدامات المتتالية التي أثثت الساحة السياسية في الآونة الأخيرة. بالنسبة إلى حزب العدالة والتنمية، فإن ميلاد الأصالة والمعاصرة في بحر عام 2009 كان غرضه تحجيم دور "حزب الإسلاميين"، وقطع الطريق أمامهم، بل وإرباك علاقاتهم مع باقي المكونات السياسية، التي نسجوا معها علاقات طيلة العشر سنوات الماضية. لقد أحدث حزب "البام" رجة في الساحة السياسية المغربية، وكان حزب العدالة والتنمية أول متضرر من المولود الجديد، الذي يسير فعليا من قبل فؤاد عالي الهمة، المسؤول السابق في وزارة الداخلية. غير أنه بالنسبة إلى قياديي "البام"، فإن مشروعهم السياسي لا يمكن اختزاله في تضييق الخناق على العدالة والتنمية، إنه "تأويل سطحي"، على حد قول بعض القياديين الذين يعتبرون أن حزب الأصالة والمعاصرة، إنما خرج إلى الوجود لحاجة سياسية كبيرة فرضها الواقع الحزبي في البلاد، وخير دليل على ذلك، نسب المشاركة في الانتخابات التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة. لم يتوقف الطرفان (العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة) عن تبادل التهم فيما بينهما، واشتدت الأمور إلى أن أصبحت مواجهة حقيقية، غير أن دخول وزارة الداخلية على الخط، ومبادرتها بإصدار بيانات ضد حزب عبد الإله بن كيران، في سابقة من نوعها، جعل قياديي "البيجيدي" يقتنعون أيما اقتناع أن أيادي "البام" حاضرة في مواجهتهم، وأن الضربات التي يتلقونها بين الفينة والأخرى، إنما هي من تدبير محبوك ومؤامرة تروم في نهاية المطاف سحب البساط من حزب العدالة والتنمية، وتشويش صورته لدى المواطن والرأي العام المحلي، خصوصا أن موعد الانتخابات ليس ببعيد، وأن محطة 2012 ستكون حافلة بالمفاجآت.فحزب "البام" يعد بالزحف إلى الأمام وباحتلال الرتب الأولى في الانتخابات التشريعية المقبلة، أما حزب العدالة والتنمية، فبات مقتنعا أن آلة التضييق ستشتد حول عنقه، وأن "صنع الملفات" سيكون هو العملة الرائجة قبيل المحطة الانتخابية المقبلة.والغريب في الأمر أن المواجهة بين الحزبين أصبحت مختزلة في مواجهة بين شخصين أساسيين هما عبد الإله بن كيران، أمين عام حزب العدالة والتنمية، وإلياس العماري، عضو المكتب الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة. مواجهة دفعت الرجلين إلى تبادل مختلف أشكال السب والشتم، إذ لا يتوقف بنكيران في كل مناسبة، وكلما سمحت له الظروف، بإثارة اسم إلياس العماري الذي يعتبره مدبر الحرب ضد العدالة والتنمية. وعندما اعتقل جامع المعتصم، نائب رئيس عمدة سلا ورئيس مقاطعة تابريكت وعضو الأمانة العامة لحزب المصباح، وجه بن كيران أصابع الاتهام إلى "لعبة حبكها" في نظره العماري، الذي يرد بعنف على تصريحات بنكيران، ولا يتوانى في استفزازه بشتى الأساليب. لقد فطن حزب العدالة والتنمية أن المضايقات التي مورست عليه منذ أحداث 16 ماي بالدار البيضاء بدأت تأخذ أبعادا خطيرة، واقع يدفع القياديين إلى الإعلان عما أسموه "خوض معركة الحق" ضد ما يتعرض له الحزب من ضربات هنا وهناك، لكن هل يستطيع حزب عبد الكريم الخطيب الصمود، وهو يعلم علم اليقين أنه غير مرغوب فيه لا من قبل أطراف في الدولة، ولا من قبل أحزاب منافسة في الساحة؟ نادية البوكيلي

العدالة والتنمية … المستهدف من هجومات “البام”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ضريف: خلفيات متباينة لصراع "البام" ضد خصومه

"البام" و"البيجيدي" والاستقلال... حرب المواقع

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات