الغموض يلف التحالفات الحزبية

بات من المؤكد أن تعرف خريطة التحالفات مخاضا كبيرا بالنظر إلى المستجدات التي طفت على سطح الحياة الحزبية في بلادنا وذلك مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية 2012، وبسبب الصراع الذي تأجج وارتفعت درجته بين العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة من جهة وبين الأخير وحزب الاستقلال من جهة ثانية، فحزب الاستقلال الذي كان دائما متشبثا بالتحالف الاستراتيجي المتمثل في الكتلة الديمقراطية، وجد نفسه في مقدمة الصراع مع الأصالة والمعاصرة الذي شرع في كسب ود حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وبالتالي هناك تخوفات تخالج قياديي حزب الميزان بحدوث مفاجآت في مواقف حليفه حزب الوردة الذي تحمس بعض قيادييه للدفع بعجلة التقارب مع «البام» استعدادا للمحطة الانتخابية المقبلة. ورغم التباين في مواقف قياديي الاتحاد الاشتراكي من هذا التحالف ومستقبله، فإن حزب الاستقلال يرفع شعار التحالف في إطار الكتلة الديمقراطية، وهو واع أشد الوعي أن هذا الرهان يبقى قاب قوسين أو أدنى من جدار مهدد بالسقوط في أي لحظة، لأن حرب الكواليس انطلقت، وهناك حديث عن فتح صفحة بين حزب الاتحاد الاشتراكي و»البام» في أفق التنسيق لمرحلة ما بعد انتخابات 2012.فالصفعة التي تلقاها حزب الوردة في الانتخابات الجماعية الماضية، وقبلها الانتخابات البرلمانية التي أجريت عام 2007، كافية بأن تدفع بعض القياديين الاتحاديين إلى إعادة ترتيب الأوراق والبحث عن «حليف» خارج الكتلة، حتى لو كلفها ذلك ثمن وضع اليد مع من تم انتقادهم بالأمس ووصفهم بأبشع النعوت والأوصاف. المهم بالنسبة إلى البعض أن ممارسة السياسة تقتضي ألا صديق إلى الأبد، ولا عدو إلى الأبد. وبطريقة غير مباشرة، سبق لقياديين استقلاليين أن عبروا عن امتعاضهم لتقارب حليفهم الاتحاد الاشتراكي مع حزب فؤاد عالي الهمة، وهو تحفظ برز تارة بوضوح في تصريحات قياديين استقلاليين، وظهر تارة أخرى بطريقة محتشمة في تصريحات آخرين. إن حزب الاستقلال يخشى على نفسه من أي تقارب قوي وصلب بين الاتحاديين و»البام»، خصوصا أن الأخير تفنن في الآونة الأخيرة في توجيه الضربات إلى أداء الحكومة التي يرأسها عباس الفاسي أمين عام حزب الميزان. وبعد أن أخذ حزب الاستقلال مسافة من ما يقع، اضطر إلى دخول حلبة الصراع المباشر مع «البام»، وانطلق قياديون في انتقاد الحزب ورموزه من الذين لا يفوتون الفرصة دون ممارسة المعارضة سواء في البرلمان بغرفتيه أو في الحياة السياسة العامة. وبعد أن حافظ الفاسي على برودة الدم لفترة طويلة، أعطى الضوء الأخضر إلى مناضليه من أجل رد الهجوم، ثم مواجهة البام، فتكلف محمد الأنصاري بهذه المهمة في مجلس المستشارين، والشيء نفسه بالنسبة إلى محمد البقالي، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، حتى لا يبقى حميد شباط، كاتب عام الاتحاد العام للشغالين بالمغرب وعضو اللجنة التنفيذية لحزب الميزان، وحده في حلبة الصراع.أما بالنسبة إلى حزب العدالة والتنمية، الذي ظل في المعارضة، فإن تحالفات في المحطة الانتخابية المقبلة لن تختلف كثيرا عن ما وقع في السابق، مع الإشارة إلى أن «البيجيدي» اختار التحالف مع»البام» بعد الانتخابات الجماعية الماضية من أجل تسيير مجموعة من المدن، إلا أن هذه التجربة سرعان ما باءت بالفشل، وسجل انقلاب ضد العدالة والتنمية في العديد من المواقع، ما يعني أن الرهان على التحالف في المحطة الانتخابية المقبلة لن يكون سهلا. لقد التقط العدالة والتنمية رسالة «البام»، كما التقطها من حزب الاستقلال الذي أكد قياديون أن مسألة التحالف تبدأ أولا وقبل كل شيء من الكتلة الديمقراطية، وهناك أمل كبير يحدو الاستقلاليين بأن تعرف الكتلة انتعاشا في الفترة القريبة المقبلة لمواجهة زحف حزب الهمة، وقبل هذا وذلك، لكي تمر الانتخابات التشريعية المقبلة في أجواء الشفافية والنزاهة والمشاركة القوية للمواطنين. نادية البوكيلي

الغموض يلف التحالفات الحزبية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المحتجون يواصلون اعتصامهم في ميدان التحرير

ضريف: خلفيات متباينة لصراع "البام" ضد خصومه

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات