ماهو تقييمكم لظاهرة الهدر المدرسي بالجهة الشمالية؟ تعد ظاهرة الهدر المدرسي أو الانقطاع عن الدراسة من المشكلات التي تعانيها معظم الدول في مجال التربية والتكوين، ولها خصوصيات تختلف من منطقة إلى أخرى، وبجهتنانجدهاتزداد حدة في التعليم الثانوي الإعدادي، خاصة في فئة الإناث، إذ تعمل الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة طنجة تطوان الحسيمة جاهدة لتقليصها والحد منها، تماشيا مع الأهداف الإستراتيجية المسطرة بخارطة الطريق 2022-2026، وتمكنا من تخفيضها، خلال هذه السنة، إلى 1.85 في المائة بالنسبة إلى السلك الابتدائي، وبـ 5.37 في المائة بخصوص السلك الثانوي الإعدادي، فيما تقلصت بـ 3.22 في المائة بالنسبة للسلك الثانوي التأهيلي. في نظركم ماهي أسباب الهدر المدرسي بجهتكم؟ يمكن تلخيص الأسباب التي تؤدي إلى الهدر المدرسي إلى مجموعة من العوامل والمعيقات المرتبطة بخصوصيات الجهة، التي تتميز بتنوع في التضاريس والمناخ، من بينها عوامل سوسيو اقتصادية وثقافية، وكذاصعوبات في التعلم والتحصيل الدراسي، وهي معيقات تعمل الأكاديمية، منذ سنوات، على تجاوزها، بتوسيع العرض التربوي الجهوي وتجويده، وتركيز الجهود في الحد من التفاوتات بين الفئات والمجالات، حيث انتقل العدد الإجمالي للمؤسسات التعليمية العمومية من 1152 خلال الموسم الدراسي (2015-2016) إلى 1300 خلال الموسم الدراسي الحالي (2022-2023)، أي بزيادة قدرها 13 في المائة، فيما عرف التعليمان الأولي والابتدائي تغطية بلغت حوالي95 في المائة من عدد الجماعات القروية بالجهة، بينما وصلت تغطية السلكين الثانوي الإعدادي والتأهيلي 61 في المائة. ماهي الإجراءات والتدابير التي قمتم بها للحد من هذه الظاهرة؟ تماشيا مع التوجيهات الملكية الداعية لتجاوز كل المعيقات التي تحول دون ولوج الأطفال للتمدرس والاحتفاظ بهم داخل المنظومة التربوية، عملت الأكاديمية الجهوية، خلال الثلاث السنوات الأخيرة، علىتوسيع العرض المدرسي العمومي، من خلال الإحداثات الجديدة، وكذا توسيع العرض الخدماتي بتغطية جميع الجماعات الترابية القروية بالأقسام الداخلية، حيث تم إحداث 75 داخلية خلال السنة الجارية ليرتفع العدد من 92 إلى 167 قسما داخليا، بالإضافة إلى الرفع من أسطول الحافلات بالجهة، الذي تعزز بـ 715 حافلة ليصل حاليا إلى 1083 حافلة يستفيد منها 57889 من التلاميذ، وكلها تدابير كفيلة بتحقيق الهدف المنشود المتمثل في ضمان حق التعليم لكل طفلة وطفل في سن التمدرس. أجرى الحوار: م.ر (طنجة)