اختراق الهواتف ... تطبيقات التجسس 5 انتشرت في الفترة الأخيرة اختراقات الهواتف المحمولة والحواسيب والمواقع، بعدما ظهرت تطبيقات جديدة في العالم، أصبحت أكثر استخداما. وبالبحث في هذا المجال الواسع، لدى أهل الاختصاص، تبين أن ظهور تطبيقات جديدة للتجسس، أخيرا، كان سببا رئيسيا في ارتفاع حالات الاختراق، إذ بدأ "هاكرز" عالميون في تجربتها، إذ يختارون الضحايا عشوائيا في بلدان متعددة، وفي أغلب الأحيان يستهدفون حسابات وهواتف أفراد في دول تعرف بالتشدد في مراقبة المعطيات الخاصة. نعرض في هذه السلسلة من الحلقات، أبرز التطبيقات التي انتشرت أخيرا، أغلبها بالمجان، لكنها تحتاج عملا كبيرا من أجل تحقيق "الاختراق الكامل" للهاتف المحمول أو الحاسوب. العقيد درغام يكفي أن نقول إنه بديل أنجع لبرنامج "بلاك شيد"، لتعرفوا أهمية برنامج "أندرو راط"، وخطورته على المواقع الرسمية والهواتف المحمولة. بعد كل الأحداث التي رافقت تطور "بلاك شيد" ودخول الاستخبارات الأمريكية في الموضوع، واعتقال المسؤولين عن تطوير البرنامج، ظهر بعد ذلك برنامج منافس ل"بلاك شيد"، بل يسمونه "أخاه الأصغر"، وهو برنامج "أندرو راط". يستخدم هذا البرنامج الخطير للتجسس والتحكم عن بعد في الأجهزة الإلكترونية، حتى لو كانت تلفازا منزليا، شريطة أن يكون مربوطا بالأنترنت، كما طور في آخر تحديثاته، طرقا للتنصت على المكالمات ورصد الأسئلة القصيرة فور بعثها، كما يمكنه اختراق تطبيقات للتراسل الفوري، المنتشرة في العالم بأسره. تكون نسبة نجاح "أندرو راط" في مهمته كبيرة على برامج "أندرويد"، بحيث إنه يستهدف هواتف ومواقع خاصة ورسمية، إلى درجة أن مستعملي "بلاك شيد" لجؤوا إليه بعد الحصار الذي فرضته أجهزة الاستخبارات الأمريكية على التطبيق الأول. الخطير في الأمر هو أن هذا البرنامج، يعتبر من البرامج القليلة التي تم تطويرها من قبل طلبة جامعيين متخصصين، أمام أنظار أساتذتهم، ليتطور في ما بعد ويصبح حديث الساعة لدى "الهاكرز". وأثار التطبيق في البداية جدلا، حول الجدوى منه والجهة المسؤولة عن تطويره وإنتاجه، بل شكك بعض "الهاكرز" والمختصين في هذا المجال، في أهداف إنشائه، خاصة أنه بات معوضا لبرنامج "بلاك شيد"، الذي أثار جدلا في الولايات المتحدة الأمريكية. أنشئ التطبيق في بداية الأمر، بلغة "جافا" إلكترونية، وهي سهلة وتعمل بها تطبيقات عادية منتشرة، غير أن تطويره كان بلغات أخرى، وبات يتيح لك ضرب الأنظمة بالكامل، وقرصنتها وجمع المعلومات التي تتوفر عليها الهواتف والمواقع والحواسيب، إلى درجة أنه دقيق جدا، ويمكنه أن يمنحك معلومات لم تكن تتوقعها منه. على غرار بعض البرامج الأخرى، يمكنك البرنامج من تعقب أجهزة إلكترونية كثيرة في وقت واحد، إذ يعمل على الهواتف والمواقع والحواسيب، وحتى على التلفزيونات المتطورة، لنقل كل صغيرة وكبيرة عنها. لم تكن بداية "أندرو راط" بهذا الحجم والاهتمام، إذ كان برنامجا عاديا للتجسس، لا تصل نسبة نجاح مهمته إلى 30%، لكن مع مرور السنوات والتحديثات التي وقعت بدأ يكسب زخما كبيرا، وصلت ذروته عندما اعتبر بديلا لبرنامج "بلاك شيد"، الذي حاولت الاستخبارات الأمريكية وقف التعامل به نهائيا في البلاد. يعتبر بعض المختصين أن الأهمية التي اكتسبها البرنامج "زائفة"، وأن أصحابه استغلوا ما وقع لمطوري "بلاك شيد"، من أجل "تقمص" دورهم بغرض الرفع من قيمة تطبيقهم، إذ مازال الجدل قائما حول ذلك إلى يومنا هذا، إلى درجة أن هناك صراعات كبيرة بين منتجيه وبين أصحاب تطبيقات أخرى يرون في "أندرو راط" برنامجا عاديا، مقارنة ببرامج أخرى أكثر قوة وشهرة في العالم. بالمقابل، مازالت شهرة "أندرو راط" تتزايد، وبات أكثر استعمالا في بعض الدول من تطبيقات أخرى.