صاحبة برونزية بطولة العالم قالت إنها كانت تراهن على الذهبية قالت ياسمين متقي، حاملة برونزية في بطولة العالم الأخيرة للملاكمة، التي أقيمت بنيودلهي، إن هذه الرياضة غيرت نظرتها للحياة. وأوضحت متقي، في حوار مع «الصباح»، أنها كانت تتطلع للذهب، لكن الأقدار شاءت غير ذلك، وهي راضية بما حققته في بطولة كبيرة. وأكدت متقي، أن انطلاقتها كانت من خلال متابعتها لخالتها التي كانت تمارس «كيك بوكسينغ»، قبل أن يطلب منها أحد المدربين الالتحاق بالمجموعة، بعد أن لاحظ اهتمامها بهذه الرياضة. وكشفت متقي، أنها ستعمل على رفع وزنها لتتمكن من المشاركة في الأولمبياد المقبل، لإهداء ملكها والجماهير المغربية، ميدالية ذهبية، قد تكون مسك الختام لمسيرة حققت خلالها كل أحلامها. وختمت متقي، أن الاستقبال الذي حظيت به إلى جانب زميلتها خديجة المرضي، حاملة الميدالية الذهبية في كأس العالم الأخيرة، فاق كل التوقعات، وأعطاها شحنة معنوية لمواصلة مسيرتها إلى غاية تحقيق حلمها الكبير، المتمثل في التتويج بالذهب في أولمبياد باريس. في ما يلي نص الحوار: كيف ولجت عالم الملاكمة؟ كنت أرافق خالتي إلى النادي الذي كانت تمارس فيه «الكيك بوكسينغ»، ولما رآني أحد المدربين مهتمة جدا بهذا النوع من الرياضة، طلب مني الانضمام إلى المجموعة، لتنطلق مسيرتي مع الحلبة، ومنذ ذلك الحين، وجدت نفسي عاشقة للملاكمة، التي غيرت مجرى حياتي، دون أن ننسى أن والدي كان رياضيا كبيرا ومدمنا على التمارين، وهو أول من شجعني على ممارسة هذه الرياضة، وأنا ممتنة له. ما هي أول خطوة؟ كانت هي تغيير الفضاء، إذ غيرت النادي نحو آخر أكثر تجهيزا ويتوفر على إمكانيات كبيرة (إنيرجيك سيدي مومن)، فتطورت إمكانياتي بسرعة فائقة قبل أن أجد نفسي أنافس على الألقاب والبطولة خارج المغرب وداخله. متى تمت المناداة عليك لأول مرة للمنتخب؟ في 2013، وكانت المناسبة دعوة تلقتها الجامعة للمشاركة في دوري بألمانيا، تلتها بعد ذلك مشاركات ب"كازخيستان» والعديد من الدورات الأوربية والعربية. هل فكرت يوما ما في تغيير جنسيتك الرياضية على غرار العديد من الرياضيين؟ أبدا، لم أفكر في الموضوع ولم يخطر على بالي، لأنني أعشق هذا البلد، رغم الظروف الصعبة التي كنت أمر منها، وشعاري الأبدي هو "ّالله الوطن الملك". إيماني بقدرتي على تحقيقي حلمي في هذه الرياضة، جعلني أتمسك بخيط الأمل، ولم أيأس، وواصلت الاشتغال بكل جد وحب، إلى أن تحقق جزء من أحلامي ألا وهو نحاسية كأس العالم، في انتظار ذهبية الأولمبياد. ماذا غيرت فيك الملاكمة؟ غيرت نظرتي للحياة، وجعلتني أنظر إليها بكل تفاؤل. صحيح أنها رياضة مختلفة، ويرى فيها الكثيرون لعبة للعنف، لكن ممارسيها أشخاص طيبون وينبذون العنف ومسالمون، عكس المظاهر، لذلك أحببتها وأعطيتها كل ما أملك. كيف تعامل معك أصدقاؤك وأبناء الحي بعد العودة من كأس العالم؟ بداية أشكر كل المغاربة، الذين قاسموني فرحة هذا الإنجاز، وأعدهم بالأفضل مستقبلا، أما أبناء الحي، فكانوا سباقين للاتصال بالعائلة قبل عودتي للمغرب، وشاركوني فرحة الإنجاز، وهذا كان بمثابة فخر سيظل عالقا بذهني ما حييت. ماذا غير فيك هذا الإنجاز؟ جعلني أنظر للحياة بتفاؤل كبير، وحفزني على مواصلة مسيرتي في الملاكمة، خدمة للرياضة بالمغرب. أكيد أنني سأستمر في رياضة الفن النبيل، لخلق جيل قادر على إسعاد المغاربة، وإهدائهم المزيد من الميداليات في المسابقات العالمية والأولمبية. ما هو مثلك الأعلى في الملاكمة؟ مثلي الأعلى في هذه الرياضة، هو "مايك تايزن». أحاول تقليده في نزالاته. رغم عضته الشهيرة التي أدخلته التاريخ، سيبقى مثلي الأعلى لأن طريقة ملاكمته تعجبني، وتجعلني فخورة بممارسة هذه الرياضة. هل باستطاعة المغرب إنجاب ملاكمين بقيمة عشيق والربيعي والراضي وآخرين؟ أكيد، لأن المادة الخام متوفرة، ويلزمها القليل من الاهتمام، والعناية بهذه الرياضة، التي تفتقد للدعم الكافي، ومع ذلك تنجب أسماء كبيرة بين الفينة والأخرى، ترفع راية الوطن إقليميا وعالميا. من هو الشخص الذي كان له الفضل في ولوجك الملاكمة؟ الإطار الوطني مولاي اسماعيل العلوي، الذي كان له الفضل في ولوجي الحلبة لأول مرة، وشكل لي سندا طيلة مسيرتي الرياضية، ووضع في شخصي الثقة، وأكد لي مرارا أنني سأصل في يوم من الأيام إلى درجة عالية في هذه الرياضة، وأتمنى ألا أخذله واحصل على ميدالية في الأولمبياد. متى خضت أول نزال؟ في 2012، لحساب البطولة الوطنية، وهو اللقب الذي فتح لي أبواب المنتخب، وسهل مأموريتي في إقناع محيطي العائلي بممارسة هذه الرياضة، التي كانت حكرا على الرجال، واخترتها دفاعا عن النفس وليس من أجل أي شيء آخر، والحمد الله نجحت في تحقيق أمنيتي وأمنية عائلتي وأنا فخورة بذلك. هل تمارسين رياضة أخرى؟ للأسف لا، لا أعرف سوى الملاكمة، والتي وجدت فيها نفسي وحققت من خلالها ذاتي وأشعر أنني خلقت من أجلها. ماذا عن "الكيك بوكسينغ"؟ بالفعل كانت انطلاقتي من هذه الرياضة، لكن بعد تذوقي طعم الملاكمة، لم أعد أمارسها. الملاكمة رياضة تقنية بامتياز، وتتميز عن باقي الرياضات بالخفة والمهارات لتفادي الضربات. هل تتابعين كرة القدم؟ في بعض الأحيان، حينما تتاح لي الفرصة، لكنني أخشى الذهاب للملعب تجنبا للاصطدام، لأن ما بتنا نتابعه بالمدرجات مخيفا. من هو فريقك المفضل؟ الرجاء الرياضي، الذي أتمنى أن أحضر إحدى مبارياته ب"دونور»، لأستمتع بأهازيج الجماهير، كما أتمنى متابعة بعض مواجهات المنتخب الوطني، الذي حقق إنجازا تاريخيا بمونديال قطر، وشرف الرياضة الوطنية، وأخرج الملايين للشارع، وهذا ما يميز كرة القدم عن باقي الرياضات. هل تفكرين بالاستثمار في الرياضة مستقبلا؟ لا أفكر الآن سوى في التتويج باللقب الأولمبي، مع أن المقربين مني ينصحونني بالاستثمار في هذا النجاح، وأعتقد أنهم على صواب، لأن حياة الرياضي قصيرة، ولدينا الكثير من الأمثلة، لكنني متأكدة من شيء واحد وهو رغبتي في التتويج بالأولمبياد. بماذا تنصحين الفتيات اللواتي يتطلعن لممارسة هذه الرياضة؟ أنصحهن بالصبر والمثابرة، لأنها ليست رياضة عادية، وتتطلب الكثير من الجهد والتضحية، خصوصا بالنسبة للعنصر النسوي. ليس من السهل إقناع المجتمع بممارسة هذه الرياضة من قبل العنصر النسوي، لكن أتمنى أن تغير إنجازاتنا في كأس العالم هذه النظرة، وتفتح الأبواب أمام العنصر النسوي لإثبات أحقيتهن في ممارسة الملاكمة. أجرى الحوار: نور الدين الكرف في سطور الاسم الكامل: ياسمين متقي تاريخ الميلاد: 22 يونيو 1997 بالبيضاء ملاكمة الوزن 48 كيلوغراما الألقاب: برونزية بطولة العالم بالهند وثلاث مرات بطلة إفريقيا (51 كيلوغراما) وبطلة المغرب خمس مرات وذهبية أولمبياد الشباب.