تأسيس المنظمة السرية

مذكرات بلمودن 8 رجال أحرار انتهى بهم الأمر إما في غياهب السجون أو في متاهات المنافى انفردت مذكرات المقاوم حسن بلمودن، الملقب بالسائق بتقديم صورة واضحة عما وقع في السنوات الأولى للاستقلال رصدت تاريخ المقاومة المغربية وجـيـش الـتحـرير مـن الـداخـل، من مرحلة النشأة والتـطـور إلى زمن التصفية والصراعات التي تفجرت بين الرفاق بعد التحرير. ولم تفتح لهذه السيرة الذاتية، التي جمع تفاصيلها التهامي نجار، تحت عنوان «الآن أتحدث»، كل الأبواب وضربت بسلاح التعتيم والتهميش لأنها حملت بين صفحاتها حقائق أريد لها أن تدفن مع أصحابها، لذلك وجه السائق وصية إلى المغاربة عموما وسكان البيضاء على وجه التحديد جاء فيها «إذا كنت تسير يوما بكل حرية وأمان واطـمئنان وصادفت عيناك اسم شارع إبراهيم الروداني، أو شارع محمد الزرقطوني، فاعلم أنك قد لن تجد شارع عباس لمساعدي لأنه تكالب عليه الطغاة، وتنكروا له حيا وميتا ولم يخلدوا اسمه وفرضوا التعتيم على تاريخه». ياسين قُطيب انبثقت فكرة تأسيس منظمة للمقاومة لتحرير المغرب من براثن الاحتلال الفرنسي تحت اسم "المنظمة السرية"، من ثلة من الرجال الأحرار الذين كانوا يجتمعون في دار عمر الباعمراني الملقب "آبَّا عُمَرْ أو مُولْ الحليب" ويقومون بعدة أعمال وطنية، يؤيدون من خلالها السلطان محمد بن يوسف، ومنها الدعوة إلى قراءة اللطيف في المساجد عقب صلاة العصر قبل نفيه، وكذا حث الناس على عدم ذبح الأضحية بعد نفيه، وغيرها من الأعمال الوطنية الأخرى. وكانت المنظمة السرية موجودة قبل نفي السلطان محمد بن يوسف، تراقب الأحداث السياسية وتتابع تطورات القضية المغربية على المستوى السياسي والدبلوماسي، وتؤيد كل الاتصالات والمشاورات بين القصر والأحزاب، ولكن بعد نفي السلطان محمد بن يوسف لم تبق إلا التضحية، وإعلان الكفاح المسلح من أجل تحرير المغرب. وفي أقل من أسبوع أعلنت المنظمة عن وجودها لأنها كانت مهيأة ومستعدة وتنتظر فقط ساعة الصفر، فانطلقت العمليات الفدائية بمبادرات من أفراد بسطاء ولكن بتخطيط محكم. تأسست قبل كل المنظمات الأخرى، وهي الأساس في تهييء العمل الفدائي. وأن كل جماعة أو خلية كان لها شبه استقلال ذاتي والحرية في العمل المسلح، فإنها كانت مرتبطة بقيادة التسيير والتوجيه في المنظمة السرية، وكان التنسيق محكما بين القيادة ومسؤولي الجماعات والخلايا المسلحة، في ما يتعلق بالسلاح والتمويل وتهريب الفدائيين المتورطين إلى المنطقة الشمالية أو إلى سيدي إفني بالجنوب، وتوقيت تنفيذ العمليات. ولم تكن قيادة التوجيه والتسيير تخضع لشخص أو شخصين كما يدعي البعض، بل كانت جماعية، ولا فضل لفرد أو فردين في تأسيسها أو تسييرها أو توجيهها، ويكذب من يدعي أنه كان يسير المنظمة وحده بل كان هناك تسيير جماعي. ولا يحق لأي حزب أو تنظيم نقابي الادعاء بأنه كان له الفضل في تأسيس المقاومة المغربية، لأن جل قادتها انتهى بهم الأمر إما في غياهب السجون أو متاهات المنافى، والمسيرون الحزبيون إما معتذرون أو مبررون، مفضلين تحرير المغرب بالعمل السياسي وبالوسائل السلمية، لأن الزعماء لا يؤمنون بالكفاح المسلح ويريدون الإصلاح فقط، وقد صرح أحد أبرزهم بعد انطلاق أعمال المقاومة لجريدة فرنسية إن الحـزب الذي ينتمي إليه لا علاقـة لـه بالحـوادث الـتي تـقـع، بل إن بعضهم ادعى أنه يتابع الأحداث وينتظر التعليمات.

تأسيس المنظمة السرية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

النصب باسم مركز تسجيل سيارات

طوطو : "الحشيش كنجيبو غير مع الدورة"

مقالات ذات صلة