هناك تشنج واضح بين الصحافيين ومصطفى بايتاس، الناطق الرسمي باسم الحكومة، اتضح مع توالي ندواته الأسبوعية. وامتعض الصحافيون بسبب تصرفات الوزير، لأنه أصبح يتعامل معهم بتشنج ونرفزة غير معهودة فيه، وصلت حد التدخل في طريقة إلقاء الأسئلة، وهو أمر غير مقبول، وهو المعروف بالهدوء واللباقة وحسن الإصغاء والتعامل بمرونة ورحابة صدر مع الأسئلة. الصحافي ليس خصما للحكومة، أو الأغلبية أو المعارضة، بل يساهم في تطوير أدائها، وقد يصيب أو يخطئ، مثل جميع الناس، ويصحح ذلك من منطلق أخلاقيات مهنة الصحافة. ورغم تصرف الوزير، تفهم الصحافيون دواعي حجب صورهم في آخر ندوة، لأنه اتضح أن البعض لا يحضر لمساءلة الوزير، بل لنقل جزء من الندوة عبر "إنستغرام"، أو "تيك توك"، للرفع من نسب المشاهدة، وتحقيق الانتشار و"اللايكات"، وهو أمر تجاري لا علاقة له بالعمل الصحافي، وهو ما انتقده الصحافيون أيضا. مشكلة الناطق الرسمي ليست في الحقيقة مع الصحافيين، لكن مع باقي الوزراء، الذين يتركونه وحيدا يصارع طواحين الأسئلة، لأن أغلبهم يرفض التواصل مع الصحافة، التي تشتغل وفق قواعد مهنية، ويفضل المؤثرين، أو صناع المحتوى، وكذلك انتشرت الإشاعة وغاب التواصل. أحمد الأرقام